رئيس وزراء مصر يؤكد أهمية التنسيق مع تونس حيال القضايا الإقليمية وأزمات المنطقةالقاهرة – 11 – 9 (كونا) — أكد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أهمية التنسيق بين بلاده وتونس حيال القضايا الإقليمية والأزمات التي تشهدها المنطقة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار معربا عن أمله في استمرار الدعم المتبادل في المحافل الدولية وخاصة في الترشيحات للمناصب الدولية.جاء ذلك خلال ترؤس رئيس مجلس الوزراء المصري ونظيرته التونسية سارة الزعفراني اليوم الخميس أعمال اللجنة العليا المصرية التونسية المشتركة بمقر مجلس الوزراء المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة.وأشاد مدبولي في هذا الصدد بالموقف التونسي المؤيد للحقوق المصرية والسودانية في ملف مياه النيل لا سيما ما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي وهو ما أكدته رئيس الحكومة التونسية من دعم بلادها للأمن المائي المصري.وأعرب مدبولي عن تطلع مصر لتوسيع أطر التعاون مع تونس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية بما يرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية القوية بين البلدين.وأشار إلى أهمية تبادل بيانات الفرص الاستثمارية وتشجيع رجال الأعمال على إقامة شراكات استراتيجية مشتركة سواء في مصر أو في الدول الإفريقية بهدف مضاعفة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين الجانبين.وجدد التهنئة لرئيس الحكومة التونسية على توليها مهام منصبها ناقلا تحيات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى نظيره التونسي قيس سعيد وللحكومة والشعب التونسيين.واكد دعم مصر الكامل لمسار الإصلاح الاقتصادي الذي يقوده الرئيس التونسي والإجراءات الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية.وأشار إلى تطلع مصر لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى مليار دولار خلال عامين مقابل 500 مليون دولار حاليا موكدا أهمية دعم التعاون في قطاعات الصناعات الغذائية والخفيفة وإنشاء التجمعات الصناعية في مجالات الغزل والنسيج والمغذيات الصناعية للسيارات.كما دعا إلى تعزيز التعاون في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودراسة مشروعات مشتركة في مجال الصناعات الدوائية والطبية.ولفت إلى أهمية إنشاء خط ملاحي منتظم بين مصر وتونس لتيسير حركة التبادل التجاري موكدا استعداد مصر الكامل لتقديم الدعم اللازم لتونس خاصة في مجال البنية التحتية.ودان مدبولي خلال الاجتماع هجوم الاحتلال الإسرائيلي على دولة قطر مشيدا بالموقف التونسي التاريخي الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.كما أعرب عن تطلعه لمشاركة الرئيس سعيد في الاحتفالية الكبرى بافتتاح المتحف المصري الكبير استجابة لدعوة الرئيس السيسي.وفي ختام حديثه أشاد مدبولي بانتظام اجتماعات اللجنة العليا المصرية التونسية المشتركة واصفا إياها بأنها “من أكثر اللجان العربية المشتركة انتظاما” حيث عقدت 17 دورة سابقة وأكد ضرورة استمرار اجتماعاتها الفرعية لمتابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.من جانبها اكدت الزعفراني أن انعقاد هذه الدورة يعكس متانة الروابط التي تجمع البلدين والعزم المشترك من قيادتيهما على تطوير العلاقات في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات الشعبين.وأوضحت أن الدورة ال18 جاءت تتويجا لسلسلة من اللقاءات الدبلوماسية والفنية رفيعة المستوى واجتماعات متخصصة ساهمت في إضفاء ديناميكية جديدة على التعاون الثنائي.وأضافت أن هذه الدورة تمثل محطة مهمة لتقييم ما أُنجز من مشروعات والعمل على تجاوز العقبات القائمة من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة من الإنجاز وتحويل التحديات إلى فرص حقيقية للتعاون المشترك.وشددت الزعفراني على أن التطورات العالمية المتسارعة تفرض على تونس ومصر تعزيز تعاونهما الاقتصادي والتجاري والاستثماري لافتة إلى أن حجم المبادلات التجارية “لا يزال دون مستوى الإمكانيات المتاحة”.وأكدت ضرورة تكاتف الجهود لرفع حجم التجارة البينية “وتحقيق التوازن في الميزان التجاري”.كما دعت إلى دور أكبر للقطاع الخاص في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين عبر تكثيف تبادل الزيارات والخبرات والاستثمار في قطاعات حيوية مثل الطاقات المتجددة والصناعات الدوائية والذكاء الاصطناعي.وأشارت إلى أن المنتدى الاقتصادي بين تونس ومصر يمثل فرصة مهمة لدفع الاستثمارات المشتركة والتوجه نحو الأسواق الواعدة خاصة الإفريقية.وفي هذا السياق أكدت أهمية التعاون الثنائي في قطاعات الصناعة والطاقة المتجددة والسياحة والثقافة والتعليم العالي والصحة والشباب والرياضة بما يعزز التواصل بين الشعبين التونسي والمصري ويسهم في تحقيق تنمية شاملة وعادلة.وتطرقت الزعفراني إلى التحديات التي تواجه المنطقة العربية مؤكدة أن الأوضاع الراهنة تستدعي تكثيف التنسيق الثنائي والإقليمي والدولي للحد من تداعيات الأزمات على أمن المنطقة واستقرارها.كما شددت على ضرورة تسوية القضية الفلسطينية بشكل عادل ودائم مؤكدة موقف تونس الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وإقامة دولته المستقلة.وأشادت بالجهود التي تبذلها مصر من أجل إيقاف الحرب على غزة وخطتها لإعادة إعمار القطاع.وأكدت أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك والتنسيق متعدد الأطراف معربة عن يقينها بأن نتائج هذه الدورة وما شهدته من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ستسهم في إثراء الإطار القانوني المنظم لعلاقات التعاون بين مصر وتونس في مختلف المجالات وتعزيز آليات العمل الثنائي المشترك. (النهاية)ع ف ف / م ع ع