
رحالة كويتيون.. جمعهم الشغف باكتشاف العالم والطواف بأقاصيه في رحلات مليئة بالتجارب القيمةمن حمد الشمري (تقرير)الكويت – 31 – 5 (كونا) — شغف السفر حول العالم والطواف بأقاصيه لم يعد مجرد تجربة شخصية فردية لبعض الكويتيين والكويتيات إنما بات حالة تتوسع شيئا فشيئا لتشمل عددا آخذا بالازدياد جمعهم حب الاكتشاف وزيارة مناطق مختلفة والاطلاع على مختلف ثقافات الشعوب وحضاراتها.ويمكن إطلاق وصف الرحالة الكويتيين على هؤلاء لأن كلا منهم سجل تجربته الخاصة في السفر إلى بلدان كثيرة في جهات الأرض الأربع شهدت العديد من المواقف والتجارب القيمة بمعانيها وصعوباتها وتحدياتها التي تستحق العناء وبذل الصعوبات وروى عدد منهم في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت جوانب عديدة منها.فالرحالة الكويتي بدر الشعيب استطاع أن ينضم إلى قائمة مكونة من 20 شخصا تمكن أفرادها من زيارة جميع دول العالم وبلوغ قطبي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي حسب ما روى لـ(كونا) أنه من “الأشخاص القليلين جدا” ممن أتموا هذه الرحلة وجابوا العالم بزيارة جميع دوله بما في ذلك قطبا الأرض.وأضاف الشعيب أن ما قام به موثق وفق موقع (نومادمانيا Nomadmania) المتخصص بالرحالة العالميين الذي يضم في عضويته أكثر من 50 ألف رحالة موضحا أن انطلاقته بدأت العام 2020 حين زار ارتيريا في جنوب القارة الأفريقية لتستمر معها مسيرة الإنجاز التي استغرقت خمس سنوات في مجملها ذهابا وعودة “بين تلك الدول والكويت مسقط رأسي”.ولفت إلى أنه اختتم رحلاته العالمية بزيارة كوريا الشمالية في أبريل الماضي “التي تعتبر وجهة مغلقة أمام السياح منذ جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)”.وعن إنجازه في الوصول إلى القطبين الجنوبي والشمالي أوضح أنه تمكن مطلع عام 2022 من الوصول إلى الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية قبل أن يصل إلى القطب الشمالي في يوليو عام 2024 عن طريق كاسحة ثلج روسية.وقال الشعيب إنه بذلك يصبح “أول كويتي يصل للقطبين ويعد من أوائل الرحالة العرب الذين حققوا هذالإنجاز”.واستعرض أبرز المحطات بالصعود إلى أعلى قمة في أفريقيا الواقعة في (جبل كيليمانجارو) بتنزانيا وقمة آسيا البركانية في إيران (جبل دماوند) وقمة أمريكا الشمالية البركانية في المكسيك (جبل بيكو دي أوريزابا) كذلك الصعود لقمة جبل (روريما) الذي يجمع حدود ثلاث دول هي فنزويلا والبرازيل وغويانا.وعن طابع الرحلات أفاد بأنه غلب عليها طابع المغامرات كالسباحة مع الحيتان والقروش والدلافين والمشي إلى جانب الأسود وإطعام الضباع البرية وأنشطة فيها من التحدي الكثير بجبال أفريقيا.وخلال مشوار رحلاته المتعددة أشار الشعيب إلى زيارته عجائب الدنيا السبع الحديثة وأهم الشلالات وأكبرها مثل شلالات (فكتوريا) بين زامبيا وزيمبابوي وشلالات (اجوازو) بين البرازيل والارجنتين وشلالات (نياغارا) بين الولايات المتحدة وكندا وشلال (انجل) في فنزويلا وهو الأطول في العالم.وتابع: “اكتشفت وجربت وتعلمت من ثقافات الشعوب الأفريقية واللاتينية والهندية كما استفدت من ذلك بتوسيع آفاقي ومداركي” لافتا إلى زيارته مناطق للمرة الأولى لم يسبق أن عرف عن وجودها فيما اكتشف تشابها كبيرا بين الشعوب حول العالم وثقافاتها.وأكد الرحالة الشعيب أن شغفه في السفر لا يزال “حاضرا ومستمرا” على الرغم من تحقيق هذا الإنجاز مشيرا في الوقت ذاته إلى اعتزامه تنظيم رحلات جماعية يأخذ بها محبو السفر لاستكشاف العالم.وأعرب عن طموحه الحقيقي في الوصول إلى الفضاء الخارجي “في يوم من الأيام” آملا تحقيق حلم الطفولة ورؤية كوكب الأرض من فوق ومن قلب محطة الفضاء العالمية.أما الرحالة الكويتي إدريس بومرزوق فقال لـ(كونا) إن رحلاته في بادئ الأمر اقتصرت على دول الخليج العربي رفقة زوجته عبر الدراجات النارية قبل أن تتطور الفكرة والطموح أبعد من ذلك فانطلقا برحلة إلى دول أوروبا وتمكنا من السفر إلى 40 دولة خلال ثمانية أشهر متواصلة وهو مجهود يتطلب جاهزية بدنية أكثر من أي شيء آخر بسبب عناء التنقل والسفر بجانب الأعباء المالية والنفسية.وأضاف بومرزوق أن الرحلات من هذا النوع يحتاج إلى تضحيات بالدرجة الأولى بسبب ظروف العمل والعائلة والبعد الاجتماعي وأن الشغف والطموح وحب التعلم والاكتشاف تجعل الشخص يستمر في هذا المجال وأنه من خلال تلك الرحلات تمكن مع زوجته من اكتشاف ذاتهما بشكل أكبر إذ تعلما ثقافات البلدان الغربية ما من شأنه تحقيق تغيير كبير من الجانبين النفسي والفكري.وأشار إلى أنه تمكن مع زوجته من زيارة أحد أصعب المناطق وأبعدها مثل “آخر نقطة بالعالم” التي تقع شمال النرويج ما يعد إنجازا كبيرا لصعوبة الوصول إلى تلك النقطة تحديدا ورفع علم الكويت هناك ما ولد شعورا بالفخر والاعتزاز لكتابة اسم الكويت هناك مؤكدا أن المرأة الكويتية تملك طاقات عظيمة وهي قادرة على تخطي كل صعوبات الحياة.وعن خططهما القادمة أفاد بومرزوق وزوجته بأن المحطة التالية لهما هي تركيا ثم إسبانيا قبل الانطلاق والتوجه لدول أمريكا الجنوبية ممثلة في البرازيل ثم الأوروغواي والباراغواي ثم الوصول إلى أبعد نقطة وهي (يوشوا) بالأرجنتين.وأكدا أن السفر من أهم المتع في الحياة داعيين في الوقت نفسه الشبان والشابات الكويتيين إلى خوض مثل هذه التجربة المليئة بالمتعة والاكتشاف واكتساب خبرات الحياة والأهم هو رفع اسم الكويت عاليا حول العالم.من ناحيته قال الرحالة الكويتي عبدالمحسن البغلي لـ(كونا) إنه جاب العالم خلال 14 عاما وزار أكثر من 40 دولة في رحلات شخصية عبر دارجته النارية من أجل اكتشاف العالم وثقافات شعوبه ما مكنه من تسجيل بعض الإنجازات التي تمثل دولة الكويت قبل أن تمثله شخصيا.وأكد البغلي أنه أصبح “أول رحالة ودراج عربي يصل إلى أقصى أوروبا بعد وصوله إلى جرف موهر في أيرلندا العام 2013” كما عبر جمهورية كازاخستان في دراجته النارية في سبتمر 2016 ووصل إلى مبنى الزراعة الحكومي في العاصمة أستانا وهو مبنى مهدى من دولة الكويت إلى كازاخستان ويضم داخله مجسما لأبراج الكويت بحجم ثلث المبنى الحقيقي.وذكر أنه يملك الكثير من الإنجازات المسجلة باسمه “مثل أول رحالة ودراج عربي يصل إلى المنطقة القطبية في روسيا” و”أول دراج يصل إلى نصب القائد جنكيز خان في منغوليا” و”أول دراج يقطع أكثر من 3000 كيلومتر على الأراضي الباكستانية” وأعرب عن فخره ببلوغ سور الصين العظيم ورفع علم دولة الكويت هناك.وعبر عن الأمل أن تلهم تجربته الطويلة في عالم الرحلات الشبان والشابات الكويتيين من أجل اكتشاف العالم والاطلاع على ثقافات الشعوب عن كثب ما من شأنه زيادة النضح من الناحية الفكرية والوعي علاوة على أن ذلك يضفي الكثير من السلام الداخلي للشخص الذي يعبر الكثير من البلدان ويتعلم العديد من التجارب.بدورها قالت الرحالة مريم سلطان لـ(كونا) إنها فخورة بأنها “أول إمراة عربية تزور جميع دول العالم وهو دليل على قدرة المرأة الكويتية وقوتها بعمل المستحيل وتخطي الصعاب والمعوقات”.وأضافت سلطان أنها في يونيو الماضي قامت برحلتها الأخيرة ورقمها 193 إلى آخر دولة معترف بها في الأمم المتحدة وهي الأوروغواي مستطردة أنه “تم اعتماد رحلاتها لتصبح أول إمراة عربية تزور جميع دول العالم ليكون بذلك مجموع الدول التي زارتها 197 دولة”.وذكرت أنها بدأت رحلاتها حول العالم منذ العام 2006 وكانت أول رحلة لها بمفردها العام 2012 في البرازيل كما شهدت العديد من الأحداث مثل جائحة (كوفيد-19) حيث كانت موجودة في قارة أفريقيا كذلك خاضت تجربة القفز فوق فوهة بركان نشط في تشيلي.وبينت أنها “الكويتية الوحيدة التي وصلت إلى منطقة (أويمياكون) في روسيا وهي أبرد بقعة على وجه الأرض” كما تواجدت في مناطق حروب ووثقت العديد من الأمور الأخرى التي جلعتها تغير الكثير من منظورها وأفكارها.وقالت إن أكبر مكاسب هذه الرحلات خلال الـ18 عاما الماضية هو التعرف على الشعوب ومعتقداتها وثقافاتها وعلى الرغم مما واجهته خلال هذه السنوات من المشاكل والتحديات العديدة فإنها تمكنت من التغلب عليها.وأعربت عن الاعتزاز بـ”اعتماد رحلاتها لتكون أول امرأة عربية تزور جميع دول العالم في إنجاز يحسب أولا للكويت ورفع اسمها عاليا ثم للمرأة الكويتية ثانيا” مشيرة إلى أنها مستمرة في عالم الرحلات والسفر وزيارة الأقاليم وكسب المزيد من الخبرة وأمور الحياة. (النهاية)ح م ش / م ج ب / ت م