
عمّان في 15 سبتمبر /العُمانية/ يتضمن
معرض “رماد وبذور” المقام في جاليري وادي فينان للتشكيليين ياسر العمري
ونهلة الطباع ورايا قسيسية، أعمالًا فنية تركز على ثيمات الألم والذاكرة والمرونة
والتجدد، عبر لغة بصرية مستقاة من جماليات المكان بمكوناته من مشاهد طبيعية وحياة
برية وغابات ممتدة وأزهار متنوعة، في رسالة تؤكد أنه في الوقت الذي يتزايد فيه
العنف في العالم تبقى الطبيعة هي الأمل في تجدد الحياة.
وتتراوح الأعمال المعروضة حتى 25 من
سبتمبر الجاري، بين أشكال تتجه نحو الرمز والإيحاء، وأخرى تعبر عن تجربة معيشية
لأصحابها، لتعكس بمجملها كيف يمكن للطبيعة أن تقدم الشفاء للبشرية حتى وإن كان عبر
أزهار برية صغيرة البتلات رقيقة الأوراق، أو أشجار تتعانق بمحبة وقبول، أو بذور
تشق طريقها بصمت خارج التربة.
وتتسم أعمال الفنانة نهلة الطباع بلغة
فنية تمزج بين التجريد اللوني والتشكيلات المستقاة من الطبيعة الحية، لتؤكد على
موضوع الذاكرة والكيفية التي تتشكل عبرها، وتستخدم طبقات لونية متعددة فوق سطوح
أعمالها في سعي منها إلى تعميق إحساس المشاهد بالزمن وبالعمق النفسي للذات
الإنسانية، حيث تبدو الألوان لديها كما لو أنها تتفكك من أجل أن تعيد تكوين ذاتها
من جديد، في فكرة تقترب من الموت والميلاد.
وفي تركيزها على ثيمة الأزهار البرية
والبذور، ثمة رسالة مفادها أن الحياة قادرة في العمق منها على الاستمرار والانبعاث
من الرماد مرة بعد مرة.
أما الفنانة رايا قسيسية فتستخدم في
تنفيذ أعمالها وسائط مختلطة تجمع ما بين الطباعة والنحت والتركيب الفني، لتوجِد
تجربة حسية كاملة للمشاهد يشعر معها بصلته الوثيقة بمكونات الطبيعة من حوله
وبهشاشة الوجود، وتركز في موضوعاتها على أثر الصدمات في البيئة والمجتمع معًا،
وعلى التفاعل بين الإنسان والطبيعة من حوله.
وتميز عدد من أعمال قسيسية باستخدامها
قلم الرصاص الغامق فوق سطح أبيض مع تشكيلات تجريدية غامضة غير أنها ممتعة فنيًّا،
وتنتمي التماثيل والمنحوتات التي قدمتها إلى الأسلوب الواقعي الذي يعكس حالة
جمالية مفعمة بالألم والشعور بالقهر والخوف لم يخفف منها سوى رسومات للفنانة تمنح
المُشاهد الأمل من مثل الأزهار الملونة والتكوينات التي تبعث على السرور.
وفي أعمال ياسر العمري، نجد مشاهد
مستوحاة من الطبيعة المحلية والبيئة المحيطة، مع تحويل التفاصيل اليومية إلى رموز
فنية، إذ تعكس الخطوط والتكوينات على سطوح لوحاته فكرة التنقل بين الفقد
والذكريات، وهذا ما قاده إلى التوجه نحو الرمزية؛ إذ بقدر ما تبدو الأشكال التي
يرسمها مألوفة من طيور وأشجار وصخور، فإنها تحمل أيضًا دلالات عميقة عن فكرة
الصمود والاستمرار، لأن الطبيعة في مفهوم العمري تتميز بقدرتها على تجاوز الأزمات
الإنسانية والاجتماعية.
/العُمانية/ النشرة الثقافية/ شيخة
الشحية