مسقط في 23
نوفمبر 2025 /العُمانية/ تمضي سلطنة عُمان بخُطى واضحة نحو بناء مدن عصريّة
مُستدامة وتوفير بيئة عمرانية مُتكاملة تعزّز جودة الحياة وتستشرف آفاق الاستدامة
والتنافسيّة العالميّة.

وتعمل وزارة
الإسكان والتخطيط العمراني على تنفيذ حزمة من المشروعات الاستراتيجيّة التي تُترجم
مُستهدفات رؤية “عُمان 2040” في بناء مدن ذكيّة مُستدامة توازن بين
النمو الاقتصادي وجودة الحياة؛ أبرزها مدينة السُّلطان هيثم ومدينة الجبل العالي
ومدينة الثريا.

وشهد العام الجاري
نقلة نوعية في وتيرة العمل من خلال تدشين مشروعات تنمويّة كبرى وتوسيع الشراكات
الاستثمارية المحليّة والدوليّة إلى جانب تسريع تنفيذ البنية الأساسيّة في مواقع
المدن الجديدة لترسيخ بيئات عمرانيّة نابضة بالحياة وجاذبة للاستثمار ومتكاملة
الخدمات.

وتأتي هذه المشروعات
في إطار فكر تخطيطي شامل يجعل من المدن العُمانية مختبرات للابتكار العمراني، حيث
تتكامل فيها عناصر البيئة والمجتمع والاقتصاد في منظومة واحدة.

وبلغت نسبة
الإنجاز في أعمال التهيئة والتسوية في مدينة السُّلطان هيثم 100 بالمائة، وتم
إطلاق الأعمال الإنشائية للطرق الرئيسة والعبّارات والأرصفة الجانبيّة إلى جانب
إنشاء شبكات الخدمات الأساسيّة وتقدم أعمال الجسور بنسبة 25 بالمائة، ومحطّات
الكهرباء الأولية بنسبة 30 بالمائة.

كما تم طرح فرص
استثمارية لتنفيذ ثلاث محطات تبريد مناطقي في المدينة وإنشاء مركز التجربة والتحكم
الذي بلغت نسبة إنجازه أكثر من 85 بالمائة، ليكون قلب المدينة الذكي ومركز إدارتها
الحضرية المتقدمة.

كما شهد العام
الجاري التوقيع على اتفاقيات شراكة وتطوير لأحياء سكنية في مدينة السُّلطان هيثم
تفوق قيمتها 1.9 مليار ريال عُماني، إضافة إلى تدشين مبيعات عدد من الأحياء السكنية
الرئيسة في المدينة بنسبة مبيعات إجمالية تجاوزت 67 بالمائة من الوحدات المطروحة.

وفي إطار تعزيز
البنية الأساسية في مدينة السُّلطان هيثم، أُسندت ثماني حزم إنشائية رئيسة بقيمة
إجمالية تفوق 205 ملايين ريال عُماني، شملت الأعمال الأولى التهيئة والتسوية
والأعمال الإنشائية للجسور وتصميم وإنشاء مركز التجربة والتحكم وإنشاء الطرق
الرئيسة والثانوية وإنشاء شبكات خدمات البنية الأساسية ومحطات الكهرباء الأولية
والخط الرئيس للصرف الصحي – المرحلة الأولى ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي.

أما مشروع الجبل
العالي في محافظة الدّاخلية فشهد التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات الاستثمارية
النوعية التي تجاوزت قيمتها 600 مليون ريال عُماني، أبرزها اتفاقية تطوير المنطقة
الصحية بالقرية الغربية على مساحة 600 ألف متر مربع تضم 500 وحدة سكنية و120 وحدة
فندقية إلى جانب فندق من فئة خمس نجوم باستثمار يبلغ 200 مليون ريال عُماني، كما تم التوقيع على
اتفاقية مشروع تلال العلعلان لتطوير مدينة متكاملة على مساحة 2.26 مليون متر مربع
وتشمل 2100 وحدة سكنية وفندقين من فئة خمس نجوم وملعب جولف عالمي باستثمار يصل
إلى 400 مليون ريال عُماني.

وفي الإطار
السياحي والبيئي لهذا المشروع، وُقّع على اتفاقيات لتطوير منتجع بيئي ومخيمات
جبلية على مساحات تمتد لأكثر من 150 ألف متر مربع بقيمة إجمالية بلغت 6 ملايين
ريال عُماني، إلى جانب اتفاقية لتطوير حي سكني ومرافق مجتمعية بقيمة 30 مليون ريال
عُماني، كما تم التوقيع على اتفاقية تطوير حي سكني متكامل الخدمات ضمن مبادرة صروح
على مساحة 200 ألف متر مربع.

وفي إطار صون
الهُوية الثقافية في مشروع الجبل العالي، تم التوقيع على اتفاقية إعادة تأهيل
القرية التراثية في حديقة الجبل العالي لإحياء الموروث العُماني ودمجه في التجربة
السياحية، والتوقيع على اتفاقية الخدمات الاستشارية للتصميم التفصيلي للمخطط
الرئيس بقيمة 3.6 مليون ريال عُماني.

وتأتي مدينة
“الثريا” في ولاية بوشر، كمدينة عمرانية ذكية ترتكز على رؤية عالمية
واستثمارية طموحة، وتغطي ثلاث مراحل تطويرية تمتد المرحلة الأولى على مساحة تتجاوز
3 ملايين متر مربع، وتستوعب أكثر من 8 آلاف نسمة من خلال 2600 وحدة سكنية ضمن 8
أحياء سكنية متكاملة، وبلغت نسبة إنجاز أعمال التهيئة والتسوية في المدينة 20
بالمائة بقيمة 7 ملايين ريال عُماني، فيما بلغت القيمة الاستثمارية لأعمال البنية
الأساسية والطرق 38.2 مليون ريال عُماني.

وشهدت المدينة
التوقيع على اتفاقيات تطوير رئيسة لتفعيل المرحلة الأولى من المشروع أبرزها
اتفاقية تطوير الحي رقم 8 بقيمة 25 مليون ريال عُماني، واتفاقية تطوير الحي رقم 6
بقيمة تتجاوز 240 مليون ريال عُماني، إلى جانب إسناد أعمال الإشراف والاستشارات
الهندسية بقيمة 6 ملايين ريال عُماني.

وحققت مبادرة
“صروح” خلال عام 2025م تقدمًا ملموسًا في تنفيذ المشروعات السكنية
المتكاملة، حيث يتم العمل على تطوير 20 حيًّا ومخططًا سكنيًّا متكاملًا في مختلف
المحافظات بمساحة تتجاوز 6 ملايين متر مربع، وبقيمة استثمارية إجمالية تفوق 600
مليون ريال عُماني، لتستفيد منها أكثر من 10 آلاف أسرة عُمانية.

كما بلغت نسبة
المبيعات الإجمالية في “صروح” 95 بالمائة في المرحلة الأولى و50 بالمائة
في المرحلة الثانية، مع التوقيع على 57 اتفاقية تمويلية مع البنوك المحلية لتسهيل
التملك للمستفيدين.

ووقّعت وزارة
الإسكان والتخطيط العمراني على نحو 44 اتفاقية لتنفيذ أعمال البنية الأساسية في 15
حيًّا سكنيًّا ضمن مبادرة “صروح” شملت شبكات المياه والصرف الصحي
والكهرباء والاتصالات ومع اقتراب عام 2026، تتوسع المبادرة لتصل إلى 30 مشروعًا
يستفيد منها ما يزيد على 15 ألف أسرة.

وفيما يتعلق
بالإسكان الاجتماعي، تواصل الوزارة تنفيذ برامج الإسكان الاجتماعي والمساعدات
السكنية بمختلف محافظات سلطنة عُمان من خلال مشروعات إنشائية متكاملة وخدمات رقمية
مبتكرة وشراكات مجتمعية تدعم استدامة هذا القطاع الحيوي.

وشهد عاما 2024
و2025 اعتماد مبلغ 70 مليون ريال عُماني لتمويل برنامج المساعدات السكنية ليشمل
2400 أسرة مستفيدة في مختلف محافظات سلطنة عُمان، ويستهدف دعم الأسر ذات الدخل
المحدود والمُستحقين للمساعدات السكنية.

كما واصلت
الوزارة تنفيذ برنامج الوحدات السكنية ضمن جهودها في توفير المساكن الملائمة للأسر
المستحقة، وبلغت قيمة المشروعات المنفذة أكثر من 16 مليون ريال عُماني، شملت بناء
118 وحدة سكنية وصيانة 32 وحدة سكنية، إلى جانب إنشاء 3 مساجد ومجلسين ومدرسة
واحدة ومركز صحي.

وشهد هذا العام
نشاطًا ملحوظًا في مجال الانتفاع بالأراضي الحكومية، إذ بلغ إجمالي العقود الموقّع
عليها 590 عقد انتفاع موزّعة على مختلف القطاعات التنموية، وتصدّر القطاع الزراعي
قائمة الاستخدامات بـ 375 عقدًا، فيما تم التوقيع على أكثر من 160 عقدًا تجاريًّا،
إلى جانب 40 عقدًا صناعيًّا، و10 عقود سكنيّة تجاريّة، بإجمالي رسوم محصّلة تجاوز 6 ملايين ريال عُماني.

ويعكس هذا
النّمو المتسارع في معدلات الانتفاع توسّع قاعدة المستفيدين، وارتفاع الوعي بقيمة
الاستثمار الإنتاجي في الأراضي الحكومية، إلى جانب التحوّل التدريجي نحو
الاستخدامات الاقتصادية التي توفر فرص عمل وتدعم الأنشطة المحلية في المحافظات.

وبلغت القيمة
المتداولة للتصرّفات العقاريّة في سلطنة عُمان أكثر من 2.3 مليار ريال عُماني
بنهاية سبتمبر 2025م، في مؤشر يعكس النّمو المستمرّ في حركة السوق العقاري وثقة
المستثمرين في بيئته التنظيميّة المتطوّرة، كما بلغت الرّسوم المحصّلة من
التداولات العقاريّة أكثر من 85.8 مليون ريال عُماني خلال الفترة نفسها، فيما سجّل
القطاع العقاري إسهامًا بلغ 566.9 مليون ريال عُماني في الناتج المحلي الإجمالي
خلال النصف الأول من عام 2025م.

كما قامت وزارة
الإسكان والتخطيط العمراني بتدشين دليل اشتراطات ومتطلّبات البناء في سلطنة عُمان
في خطوة نحو توحيد الممارسات الهندسيّة والإنشائية، وإطلاق “مبادرة المسكن
الأول” لمواكبة احتياجات الأسر العُمانية وفتح خيارات أوسع للتملّك في مدينة
السُّلطان هيثم، إضافة إلى إصدار وتفعيل السّياسات والمعايير التّخطيطية وتوحيد
المعايير الوطنيّة في التنمية المكانيّة.

وفيما يتعلق
بمشروع العنونة الوطني، تم التوقيع على 11 اتفاقية لتركيب لوحات الشوارع والمباني
ضمن هذا المشروع في جميع ولايات سلطنة عُمان بقيمة استثمارية تجاوزت 1.3 مليون
ريال عُماني، بما يعزّز سهولة الوصول والتّعريف بالمواقع ويدعم التحوّل الرّقمي
والخدمات الجغرافية على مستوى المحافظات.

/العُمانية/

مسلم المهري