سياسي / بدء أعمال المناقشة العامة رفيعة المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة

نيويورك 01 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 23 سبتمبر 2025 م واس
افتتحت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك اليوم في نيويورك، أعمال المناقشة العامة رفيعة المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تُعقد هذا العام بين يومي 23 و29 سبتمبر، ويستعرض خلالها قادة الدول أولوياتهم ومواقفهم إزاء القضايا المختلفة، وقبيل ذلك استمع الأعضاء إلى خطاب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول عمل الأمم المتحدة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ ركائز السلام في العالم تتداعى نتيجة استمرار سياسة الإفلات من العقاب، محذرًا من أنّ هذا المسار يهدد الاستقرار الدولي على المدى الطويل.
وقال: “إنّ الجمعية العامة تمثل بوصلة أخلاقية للحوار والسلام”، مضيفًا أنّ على المجتمع الدولي أن يختار ما بين بناء عالم يسوده الاستقرار والسلام أو الانزلاق إلى عالم من الفوضى، مشددًا على أنّ السلام يجب أن يبقى التزامًا أولًا وأساسيًا، غير أنّ الحروب ما زالت تستعر بكل وحشية.
وبشأن الحرب على قطاع غزة، دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إلى التعجيل بوقف إطلاق النار بشكل دائم في القطاع، ومواصلة الجهود على مسار حل الدولتين الذي يعد الحل الوحيد القابل للتطبيق لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الأهوال في غزة تقترب من عامها الثالث، ونطاق الموت والدمار يتجاوز أي صراع آخر، مشيرًا إلى أن المجاعة أعلنت في غزة رغم إعلان تدابير من محكمة العدل الدولية ويجب تنفيذ هذه التدابير فورًا.
وأكد غوتيريش أنه لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني والتدمير الممنهج لمقدرات حياته، وأن نطاق الموت والتدمير في غزة يتعدى أي صراع آخر شهده خلال فترة توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة تطبيق التدابير المؤقتة الملزمة قانونيًّا، التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في قضية: “تطبيق اتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة”.
كما نبّه إلى أن المدنيين في السودان يُقتلون ويجوَّعون وتُسكت أصواتهم، مؤكدًا عدم وجود حل عسكري للصراع، حاثًا في هذا السياق كل الأطراف على إنهاء الدعم الخارجي الذي يغذي سفك الدماء، والضغط من أجل حماية المدنيين.
ومن جهة أخرى، قال غوتيريش إن “الأمم المتحدة ليست فقط مكانًا للالتقاء، لكنها بوصلة أخلاقية وقوة للسلام وحفظه وحامية للقانون الدولي ومحفز للتنمية المستدامة وشريان حياة للناس في الأزمات ومنارة لحقوق الإنسان”، داعيًا الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى اتخاذ خمسة خيارات: السلام المتجذر في القانون الدولي، والكرامة البشرية وحقوق الإنسان، والعدالة المناخية، وضع التكنولوجيا في خدمة البشر، ثم تعزيز الأمم المتحدة للقرن الحادي والعشرين، مشددًا على أن السلام هو “أول التزاماتنا”، وأن الإفلات من العقاب هو أم الفوضى.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إلى اختيار نموذج اقتصادي عالمي يعمل لصالح الجميع، وليس لمصلحة قلة من الدول أو الأفراد، وقال: إنّ “خفض التمويل المخصص لأهداف التنمية المستدامة يُعدّ سرقة للمستقبل”، مؤكدًا أنّ هذه الأهداف تمثل خارطة طريق أساسية، لكنها بحاجة إلى تمويل كافٍ كي تتحقق.
وفي محور التطورات التكنولوجية، وصف الأمين العام للأمم المتحدة الذكاء الاصطناعي بأنه “يعيد كتابة البشرية”، مؤكدًا أنّ على العالم أن يوجّه هذه التقنيات نحو الصالح العام لا أن تتحول إلى أداة للسيطرة أو التدمير.
وأكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية أن قوة المنظمة الدولية لا تكمن في نصوصها، بل في إرادة الدول الأعضاء على تنفيذ الميثاق ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق القانون الدولي.
وقالت بيربوك: “هذه ليست دورة احتفالات رغم مرور 80 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة، بل لحظة تأمل مؤلمة في واقع عالم يموج بالأزمات والانتهاكات، إذ يعيش آلاف الأطفال الأيتام في غزة بين الركام يأكلون الرمال ويشربون مياهًا ملوثة”، متسائلةً: “كيف يمكننا أن نحتفل بينما هذه الصور تصفع الضمير الإنساني”.
وقالت في كلمتها: “إن انظار العالم مصوبة نحونا، ولا بد أن نثبت أننا جديرون بهذه المسؤولية، لا يمكن أن نسمح للمشككين بأن يصوروا منظمتنا كأنها مؤسسة بالية أو مضيعة للمال العام”، مؤكدة أن المشكلة لا تكمن في ميثاق الأمم المتحدة ذاته، بل في تقاعس الدول عن تنفيذ ما جاء فيه.
وأضافت: “الميثاق لا يفشل، وما يفشل هو عزم الدول على تفعيله، وعلى محاسبة من ينتهكونه، فعندما يُقتل المدنيون في غزة، فذلك دليل على قصور في حماية القانون الإنساني، وليس في نص الميثاق نفسه”.
// انتهى //
18:22 ت مـ
0169