
في يوم الأسير الفلسطيني.. مطالبات بمحاكمة الاحتلال على جرائمهمن نجود القاسم (تقرير إخباري)رام الله – 16 – 4 (كونا) — مع إحياء يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف ال17 من أبريل من كل عام لا تزال نداءات الفلسطينيين ومطالباتهم بمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ضد الأسرى والإفراج عن آلاف الاسرى القابعين في سجون الاحتلال تبحث عن مجيب.وشهدت العديد من المدن بالضفة الغربية اليوم الأربعاء فصلا جديدا من الاعتصامات التي تحولت إلى مسيرات في (رام الله) و(نابلس) و(بيت لحم) و(قلقيلية) و(طوباس) شارك فيها أهالي الأسرى والفصائل الفلسطينية والمؤسسات الحكومية والأهلية رفعوا خلالها صور الأسرى وشعارات كتبت على لوحات تطالب بالإفراج عنهم ومحاكمة الاحتلال.وجالت المسيرات مراكز المدن وشوارعها وعلت الهتافات المنددة بسياسة الاحتلال ضد الأسرى التي ازدادت تغولا بعد السابع من اكتوبر عام 2023 عندما بدأ الاحتلال حرب الإبادة على قطاع غزة بالتوازي مع تصعيد عدوانه في الضفة الغربية.وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق قدورة فارس لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) خلال مشاركته في المسيرة بمدينة (رام الله) إن “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة كبرى ضد الأسرى الفلسطينيين وعلى العالم أن يتحرك لوقفها”.وأضاف فارس أن “رسالتنا للعالم اليوم أن هؤلاء المناضلين الأسرى ناضلوا في مواجهة آخر احتلال على وجه الكرة الأرضية.. هم عمليا يدافعون ليس عن الشعب الفلسطيني وحقوقه فحسب وإنما عن القيم التي وافق عليها هذا العالم وهي الحرية والاستقلال والكرامة الإنسانية”.وتابع “لذلك يفترض على العالم أن يمارس قناعاته وانحيازه لصالح الحرية والكرامة التي يمثلها الأسرى وعليه أن يعمل على كبح جماح الاحتلال الذي يرتكب جرائم في السجون من خلال حرب الانتقام التي يشنها على الأسرى”.من جهته قال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظتي (رام الله) و(البيرة) عصام بكر في تصريح مماثل ل(كونا) إن “المسيرات اليوم تخرج وفاء للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمام ما يتعرضون له من حرب عدوانية مفتوحة وشرسة راح ضحيتها العشرات من الشهداء”.وطالب بكر “بفتح تحقيق دولي مع دولة الاحتلال وإيفاد لجان تحقيق دولية للوقوف عن كثب على حقيقة ما يجري داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلاته والعمل من خلال الأمم المتحدة ومؤسساتها لفرض العقوبات على الاحتلال حتى يمتثل للقرارات الدولية ويوفي بالتزاماته حسب المواثيق والأعراف الدولية”.وتابع قائلا “آن الأوان لتجريم الاحتلال وفضح جرائمه والعمل من خلال الإرادة الدولية على توفير حماية للأسرى والأسيرات ونطالب بتوفير الحماية الدولية أمام حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني ونطالب بفضح جرائم الاحتلال وإيقاف حرب الإبادة المفتوحة على الشعب الفلسطيني”.من جانبه قال رئيس الهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين أمين شومان ل(كونا) أثناء مشاركته في مسيرة (رام الله) “خرجنا اليوم لنطالب بتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية الذين يرتكبون الانتهاكات والجرائم ضد أسرانا وأسيراتنا”.وأضاف شومان “يخرج شعبنا في محافظات الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات اليوم وغدا الخميس في العديد من المدن وعواصم العالم لنؤكد وقوفنا إلى جانب أسرانا في هذا اليوم الوطني الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 يوما للأسير الفلسطيني”.وفي سياق متصل ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينية في بيان أصدرته اليوم أن جرائم الاحتلال المنظمة ضد الأسرى تصاعدت وأدت إلى استشهاد 63 أسيرا ممن تم الإعلان عن هوياتهم بينهم 40 من قطاع غزة في وقت يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من الشهداء واحتجاز جثامينهم.وأوضح البيان أن قضية الأسرى شكلت وجها آخر من أوجه الإبادة نتيجة لمستوى الجرائم التي تم رصدها وتوثيقها إلى جانب محاولة الاحتلال المستمرة الانقضاض على ما تبقى للأسرى من حقوق.وقالت المؤسسات إن جرائم التعذيب بجميع مستوياتها وجريمة التجويع والجرائم الطبية والاعتداءات الجنسية منها الاغتصاب شكلت الأسباب الأساسية التي أدت إلى استشهاد أسرى ومعتقلين بوتيرة أعلى منذ السابع من أكتوبر 2023 مقارنة بأي فترة زمنية أخرى.وأضافت أن الشهادات والإفادات من الأسرى داخل السجون التي نقلتها الطواقم القانونية والشهادات التي جرى توثيقها من المفرج عنهم شكلت مستوى صادما ومروعا لأساليب التعذيب الممنهجة تحديدا في روايات معتقلي غزة.وتضمنت هذه الشهادات إلى جانب عمليات التعذيب أساليب الإذلال غير المسبوقة لامتهان الكرامة الإنسانية والضرب المبرح والمتكرر والحرمان من أدنى شروط الحياة الاعتقالية اللازمة.وقال البيان إن الاحتلال عمل على “مأسسة” الجرائم بأدوات وأساليب معينة تتطلب من المنظومة الحقوقية الدولية النظر إليها كمرحلة جديدة تهدد الإنسانية جمعاء وليس الفلسطيني فحسب.يشار إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة كانت قد صعدت من حملاتها التحريضية واستهداف الأسرى ما قبل حرب الإبادة.وبحسب إحصاءات هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني فإن حصيلة حالات الاعتقال منذ بدء الإبادة بلغت 16400 حالة بينهم أكثر من 510 من النساء و1300 من الأطفال ولا يشمل هذا حالات الاعتقال من غزة التي تقدر بالآلاف بينهم نساء أطفال.وذكرت الإحصاءات أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يبلغ 9900 أسير بينهم 29 من النساء و400 طفل تقل أعمارهم عن 18 عاما ويواجهون جميع أشكال الجرائم والسياسات التي يواجهها البالغون.واستحدث الاحتلال معسكرات خاصة لاحتجاز معتقلي قطاع غزة والضفة مع تصاعد أعداد المعتقلين إلى جانب السجون المركزية من أبرز هذه المعسكرات (سديه تيمان) الذي شكل العنوان الأبرز لجرائم التعذيب وسجن (ركيفت) إضافة إلى معسكر (عناتوت) ومعسكر (عوفر) ومعسكر (نفتالي) ومعسكر (منشة) وهي معسكرات تابعة لإدارة جيش الاحتلال.يذكر أن سلطات الاحتلال أفرجت عن 1777 أسيرا فلسطينيا ضمن (اتفاق الدوحة) لإيقاف إطلاق النار في قطاع غزة الذي بدأ تنفيذه في 19 من يناير الماضي واستمر 42 يوما في مرحلته الأولى فيما تتواصل جهود مصر وقطر حاليا للتوصل إلى اتفاق يوقف الاحتلال فيه عدوانه على القطاع. (النهاية)ن ق / أ م س