
الجزائر في 14 يوليو/ العُمانية/ يستعرض
كتاب “التخصصات التي تتحكم في المهن المستقبلية”، الصادر عن دار جودة
للنشر والتوزيع، للدكتورة صفية مصطفى والدكتور عبد القادر فجاح، عبر ثمانية محاور
أساسية، رحلة معرفية شاملة لتطور شكل المهن والوظائف في ضوء استقراءات الثورة
التكنولوجية الرابعة كطريقٍ لفهم ديناميات سوق العمل ومستقبل المهن والتخصصات
الجامعية.
وتؤكد الدكتورة صفية مصطفى، في حديث
لوكالة الأنباء العُمانية على ذلك قائلة: “لقد افتتحنا كتابنا باستطلاعٍ لأهم
المهن التي صاغتها الثورة الصناعية الرابعة، من مهندسي الذكاء الاصطناعي وعلماء
البيانات إلى خبراء الأمن السيبراني والطاقة المتجددة، مرورًا بتخصصات الرعاية
الصحية والتطبيب عن بُعد، وتقنيات الواقع الافتراضي والروبوتات، وصولًا إلى قادة
البحث والتطوير، إذ شمل المحور الأول العوامل المؤدية إلى تغيير المهن في القرن
الحادي والعشرين، حيث إننا اليوم ندرك أن هذه المهن ليست أوهامًا بعيدة، بل فرص
حقيقية تحتاج إلى مهارات رقمية وإنسانية متوازنة”.
وتضيف “أنه في المحور الثاني، تم
دراسة العوامل البنيوية التي تدفع نحو تغيير المهن: الثورة التكنولوجية، والعولمة،
والتحولات الاقتصادية، والقيم الاجتماعية المتجددة، واستعراض كيفية أن يُعيد
الاقتصاد الرقمي هيكلة الوظائف وينقل الطلب من الوظائف التقليدية إلى تلك التي
تتطلب المرونة والابتكار، وكيف تشكل الثقافة المؤسسية واستدامة الموارد أدوارًا
محورية في اختيار المهن”.
كما استعرض الكتاب في المحور
الرابع، المهن المطلوبة عالميًّا، حسب مجال التخصص، من أخصائي أخلاقيات الذكاء
الاصطناعي ومدير التراث الرقمي في العلوم الإنسانية، إلى أخصائي الصحة النفسية
الرقمية ومحلل السياسات الاجتماعية في العلوم الاجتماعية، فمحلل البيانات
الاقتصادية وخبير الاقتصاد الدائري في الاقتصاد، وصولًا إلى مهندس أمن سيبراني
ومطوّر إنترنت الأشياء وهندسة التعلم الآلي في التقنية، حيث أظهر هذا التصنيف كيف
تتقاطع المهارات التقنية مع الكفاءات الإنسانية لإنتاج خريجين قادرين على مواجهة
تحديات القرن الحادي والعشرين.
أما في المحور الخامس فقدم الكاتبان
إطارًا ثلاثيّ الطبقات يربط بين التخصصات الأكاديمية والكفاءات المستقبلية
والاستراتيجيات اللازمة لتحديث سوق العمل، فوضعا نموذجًا يبدأ بتصنيف التخصصات إلى
تقنية، علمية-بيئية، إنسانية-رقمية، وتداخلية، ويربطها بمجموعة من الكفاءات
الرقمية، والتفكير النقدي، والمرونة، والتواصل عبر التخصصات، والوعي بالقيم
والاستدامة. ورسم المؤلفان خارطة استراتيجيات تطبيقية عبر تحديث المناهج،
والشراكات مع الصناعة، والتعلم القائم على المشروعات،أما في المحور السادس
فتناول شرح منهجية إدراج تخصص جامعي جديد، بدءًا من تحليل حاجة سوق العمل
واستطلاعات أصحاب المصلحة، مرورًا بصياغة الرؤية والأهداف الاستراتيجية، وتصميم
الهيكل الأكاديمي والمقررات ومخرجات التعلم، ووصولًا إلى توفير البنية الأساسية
والشراكات الصناعية وضمان الجودة والاعتماد.
وركز الكتاب على نماذج عالمية لإعداد
الشباب من برامج البنك الدولي إلى مبادرات دبي للثورة الصناعية الرابعة، ومن نموذج
“ضمان الشباب” الأوروبي إلى نظام التدريب المزدوج في اليابان وكوريا الجنوبية،
وصولًا إلى مشروعات ريادة الأعمال في كندا وأستراليا والولايات المتحدة، وتشترك
هذه النماذج في دمج التعليم النظري والتدريب العملي المبكر، ودعم الشراكات بين
القطاعين العام والخاص، وتشجيع روح الابتكار والتحول الرقمي.
وختم الكتاب بمعالجة استراتيجيات اختيار
المهنة المستقبلية من البحث الذاتي والتقييم الشخصي مرورًا بجمع المعلومات عبر
الإنترنت والمكتبات والمعارض المهنية والإرشاد والمقابلات الإعلامية، إلى بناء
شبكة علاقات احترافية والتطوع والتدريب الداخلي واكتساب الخبرة العملية.
/العُمانية/
النشرة الثقافية/ شيخة الشحية