
ماليزيا: استمرار الحروب يهدد نظام نزع السلاح النووي ويزيد المخاطر العالميةكوالالمبور – 8 – 7 (كونا) — أكد وزير الخارجية الماليزي محمد حسن اليوم الثلاثاء أن آليات نزع السلاح النووي “تبدو عاجزة عن أداء مهمتها” بسبب استمرار الصراعات العالمية مستشهدا ب”الحرب الروسية – الأوكرانية وهجوم الاحتلال الاسرائيلي الأخير على إيران” الذي وصفه بأنه “استفزاز صريح للحرب” وانتهاك للقانون الدولي.جاء ذلك في الكلمة الرئيسة التي ألقاها حسن لدى ترؤسه اجتماع مفوضية منطقة جنوب شرق آسيا الخالية من الأسلحة النووية (سيانوافز) في العاصمة كوالالمبور ضمن اجتماعات وزراء خارجية رابطة (آسيان) لعام 2025.وقال حسن إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تجد أي دليل على أن إيران تطور أسلحة نووية محذرا من أن تزامن “عصر السلاح النووي” مع “عصر المعلومات” الذي يشهد صعود الحرب السيبرانية والذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة قد خلق “الفترة الأكثر اضطرابا في تاريخ البشرية”.وأضاف “سواء سميت هذه الفترة بما بعد عصر المعلومات أو ما بعد الثورة الصناعية أو بعصر الذكاء الاصطناعي فإن الحقيقة الثابتة هي أن الحرب الباردة قد انتهت لكن الأسلحة النووية أصبحت أكثر خطورة مما كانت عليه في ذلك الزمن”.وشدد على أن “بعد مرور 30 عاما على المصادقة الأولى على معاهدة (سيانوافز) لم يكن هناك وقت أكثر إلحاحا من اليوم للدفاع عن نظام نزع السلاح ومنع الانتشار النووي العالمي” داعيا المجتمع الدولي إلى تجديد الالتزام بالمبادئ التأسيسية للمعاهدة.وفي سياق آخر أشاد حسن بتقدم دول (آسيان) في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مجالات الزراعة والتشخيص الطبي وسلامة الغذاء بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية معبرا في الوقت نفسه عن “قلق عميق” من كون منطقة جنوب شرق آسيا “المنطقة الوحيدة الخالية من الأسلحة النووية التي لم تنل بعد اعترافا رسميا من الدول المالكة للسلاح النووي عبر التوقيع والمصادقة على بروتوكول المعاهدة”.ووفقا لتقارير صحفية ماليزية فإن الصين وروسيا قد أبدتا انفتاحا على توقيع البروتوكول فيما تواصل الولايات المتحدة مراجعة نصه من دون تحديد إطار زمني واضح للانضمام.وتعد معاهدة منطقة جنوب شرق آسيا الخالية من الأسلحة النووية (سيانوافز) الموقعة عام 1995 والمنفذة منذ 1997 جزءا من جهود (آسيان) لتجنيب المنطقة مخاطر التسلح النووي إذ تحظر تصنيع أو امتلاك أو اختبار الأسلحة النووية وتدعو الدول المالكة لها إلى التعهد بعدم استخدامها أو التهديد بها ضد دول المنطقةوظلت مسألة توقيع الدول الخمس المالكة للأسلحة النووية على البروتوكول المرفق بالمعاهدة موضع نقاش دبلوماسي مستمر منذ أكثر من عقدين.وتستضيف ماليزيا الاجتماع ال58 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة مع شركاء الحوار خلال الفترة من 8 إلى 11 يوليو الجاري بمشاركة أكثر من 40 وزير خارجية وممثلا عن منظمات دولية تحت شعار “الشمولية والاستدامة”.(النهاية) ع ا ب / ع س