عمان 27 تشرين الأول (بترا) بشرى نيروخ- كانت الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف عنوانا بارزا في خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني أمس الأحد في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، لكنها مقترنة بالتزام الأردن الثابت بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بحسب مسؤولين ومعنيين في الشأن الفلسطيني.
فقد كانت فلسطين ودرتها القدس وستظلان دائما في صدارة الأجندة الملكية، بحسب ما يؤكد مراقبون ومعنيون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، مشيرين الى أن الأردن بقيادته وشعبه، يواجه تحديات المنطقة بمسؤولية عالية، مع الالتزام بدعم الشعب الفلسطيني ومواصلة الجهود الإغاثية والإنسانية للأشقاء في غزة، ورفض كل محاولات التهويد والتقسيم.
وأكدوا أن مواقف الأردن السياسية والدبلوماسية تصب في خدمة قضايا الأمة، وأن خطاب العرش صوت هاشمي يصدح في نصرة الحق الفلسطيني.
وقال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن فلسطين والقدس لم ولن تغيبا أبدا عن الوجدان والفكر والموقف الهاشمي الأصيل، تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مشيرا إلى أنها تظل ركيزة ثابتة قولا وفعلا في الفكر الهاشمي دفاعا عن حقوق أهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وأوضح أن جلالة الملك يخاطب العالم وقادته ومنظماته وشعوبه في كل المحافل الدولية بصوت الحق الملتزم بالشرعية القانونية والتاريخية، دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
ورغم الظروف والتحديات الإقليمية المتسارعة وانعكاساتها الاقتصادية والسياسية على الأردن، إلا أن جلالة الملك حذر في خطاب العرش السامي من خطورة ما يجري في الضفة الغربية من انتهاكات المستوطنين ومساعي حكومة اليمين الإسرائيلية ببسط السيادة عليها، داعيا المجتمع الدولي ومنظماته إلى مساندة جهود الأردن المستمرة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأشار كنعان إلى أن الثوابت الهاشمية تجاه فلسطين المحتلة تأتي في وقت تتجلى فيه قوة الأردن بمؤسساته وجيشه وشعبه الأصيل الذي يلتف حول قيادته الهاشمية الأصيلة، إيمانا من شعبنا بأن قيادتنا تحمل الهم الوطني والقومي والإنساني، وتسعى لتنمية الوطن ونهضة الأمة، مؤكدا أنه يجب تحويل مضامين خطاب جلالته إلى استراتيجية عمل تكفل للوطن الازدهار وللأمة بالمنعة ومجابهة التحديات كافة.
من جانبه، أكد مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان، أن خطاب العرش السامي تجسيد صادق لنهج القيادة الهاشمية في خدمة الوطن والأمة، وترسيخ للرؤية الملكية الثابتة نحو الإصلاح الشامل، والتنمية المتوازنة، وصون الكرامة الوطنية.
وقال، لقد جاء الخطاب الملكي السامي نابعا من قلب قائد يعيش هموم شعبه، ويعبر بصدق عن نبض الأردنيين والأردنيات، الذين وقفوا مع وطنهم في وجه الأزمات عبر تاريخه الطويل،
وأضاف، أكد جلالته أن الأردن، بقيادته وشعبه، ولد في قلب الأزمات لكنه ظل صامدا بفضل إيمانه الراسخ بالله، ووحدة أبنائه، وإصرارهم على البناء والتقدم رغم التحديات”.
وثمن خرفان ما تضمنه الخطاب من دعوة إلى استمرار مسيرة الإصلاح والتحديث في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية، بما يعزز دور المؤسسات الوطنية في خدمة المواطن وتحسين نوعية حياته، ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني القائم على الإنتاجية، وسيادة القانون، والعدالة الاجتماعية، وتمكين الشباب والتعليم والصحة والنقل.
وقال، استوقفت الأردنيين والعرب كلمات جلالة الملك الصادقة تجاه أهل غزة، الذين يعيشون الكارثة الإنسانية بأبعادها كافة، حيث أكد جلالته وقوف الأردن الثابت إلى جانبهم، ومواصلة تقديم الدعم الإغاثي والطبي، وتسيير القوافل والمستشفيات الميدانية، تجسيدا للأخوة وموقف الأردن الثابت الرافض للعدوان والانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في الضفة الغربية والقدس الشريف.
ورأى خرفان في الخطاب السامي تجديدا للموقف الأردني الثابت والدائم تجاه القضية الفلسطينية، التي كانت وستبقى في صدارة أولويات جلالة الملك، الذي يواصل الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، مستندا إلى الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، التي يؤديها الأردن بشرف ومسؤولية في وجه كل محاولات التهويد والتقسيم.
وأوضح خرفان أن ما جاء في خطاب العرش السامي سيكون نبراسا ومرجعا لعمل الدائرة في المرحلة المقبلة، مستلهمة من توجيهات جلالته روح العمل الوطني الصادق، وخدمة الإنسان الأردني والفلسطيني في المخيمات، ودعم جهود الدولة في الإصلاح والبناء.
من جهته أشاد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس/ بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس المطران عطا الله حنا، بمواقف جلالة الملك الثابتة والراسخة في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية، ودعمه للشعب الفلسطيني المظلوم، مشيرا إلى الدور الكبير الذي قام به جلالة الملك، بالتعاون مع الدول العربية الشقيقة، في وقف حرب الإبادة.
وأكد المطران حنا أن القدس تفتخر بالوصاية الهاشمية، مؤكدا تمسك المقدسيين بهذه الوصاية على المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك الكنائس.
وأضاف: “نحن كمسيحيين فلسطينيين ومقدسيين، نقدر جهود جلالة الملك الدائمة في كل المناسبات والاجتماعات، لا سيما في خطاب العرش، حيث يؤكد دوما على عراقة الحضور المسيحي، ويعزز قيم الأخوة الإسلامية المسيحية، ويدعو إلى الحفاظ على المقدسات والأوقاف في القدس”.
–(بترا)
ب ن/ع س/اح
27/10/2025 17:39:26