
مسرح الدمى اللبناني يقدم عرض (كله من الزيبق) ضمن المهرجان العربي لمسرح الطفل الـ8الكويت – 3 – 9 (كونا) — في أمسية غمرتها الدمى بالفرح والخيال احتضن مسرح متحف الكويت الوطني العرض اللبناني (كله من الزيبق) ضيف الدورة الثامنة من المهرجان العربي لمسرح الطفل لتمتزج الدمى بالأنغام والخيال مع الواقع في عمل مسرحي يلامس وجدان الصغار والكبار على حد سواء.وقال مخرج العرض المسرحي الدكتور كريم دكروب لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن علاقتهم بالكويت قديمة تمتد لأكثر من عشرين عاما إذ شاركوا في الكويت لأول مرة عام 2001 وتوالت مشاركاتهم منذ ذلك الحين.ونوه بدور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكبير معبرا عن فخره وتشوقه الدائم للقاء جمهور الكويت وتقديم أعمال مسرحية موجهة للطفل تعكس رسالة فنية وتربوية.وقدمت المسرحية التي كتبها المؤلف فائق حميصي حكاية طفل شقي تضيق به الأمكنة وتطارده النظرات والاتهامات قبل أن يكشف عن طاقاته الكامنة ويتحول إلى منقذ للجميع من “أم عيون” تلك الشخصية الغامضة التي تمحو ذاكرة كل من يعترضها.وبين الضحكات والدهشة طرح سؤال عميق وهو (هل يكفي أن ينقذ “الزيبق” مجتمعه ليمحو الوصمة التي التصقت به.. أم أن النظرة الجائرة إلى الطفل المختلف أقوى من بطولاته؟).وبهذا الطرح الإنساني يركز المهرجان العربي لمسرح الطفل على قضايا الطفولة والتربية بأسلوب فني مشوق جامعا في دورته الثامنة أعمالا عربية ومحلية تهدف إلى غرس قيم تربوية وإبداعية في نفوس الأجيال الجديدة.وجاءت الأزياء التي صممتها فدى حطيط بلونها الأبيض الناصع لتضفي على الممثلين حضورا محايدا لا يزاحم خيال الطفل ولا يشتت انتباهه في حين ارتدت الدمى ألوانا زاهية جعلتها مركز الجذب البصري والمحرك الأساسي للحكاية. وانسجم هذا الاختيار مع ديكور بسيط خال من الضوضاء اللونية لتبقى عين الطفل معلقة بالدمية والقصة بينما دعمت الإضاءات الهادئة واللمسات الخفيفة أجواء العرض مانحة الخشبة سحرا بصريا رقيقا يفتح المجال أمام مخيلة الصغار لتبحر بحرية.أما الموسيقى التي وضع ألحانها الفنان أحمد قعبور فجاءت بإيقاعات سريعة وحيوية ترافق حركة الدمى وتدعم اندماج الأطفال مع المشاهد مانحة العرض جرعة إضافية من الحماس والبهجة. وقد تحولت الأنغام إلى جسر تواصلي بين القصة والجمهور الصغير إذ أشعلت فيهم روح التفاعل وأبقت انتباههم مشدودا حتى اللحظة الأخيرة.وأبدع وليد دكروب في تصميم الدمى والسينوغرافيا حيث جاءت الدمى نابضة بالحياة وذات حضور قوي على الخشبة مدعومة بتفاصيل بصرية دقيقة. وعلى مستوى الأداء قدم كل من يكاتيرينا دكروب وطوني فرح وشربل بحري وأدون خوري تمثيلا متناغما مع حركة الدمى وإيقاع الموسيقى ليصنعوا معا لوحة مسرحية متكاملة اخذت الأطفال إلى عالم الحكاية. وتستمر عروض المهرجان وورشه حتى 10 سبتمبر الجاري في مسرحي الدسمة ومتحف الكويت الوطني ويشارك عدد من الفرق المسرحية من دول عربية في هذا المهرجان. (النهاية)ش ه د