“مصدر” تستثمر في مشاريع طاقة متجددة تدعم النمو المستدام وتواكب العصرالرقمي

أبوظبي في 25 ديسمبر / وام/ عززت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” خلال عام 2025 مكانتها العالمية كإحدى أسرع شركات الطاقة المتجددة نموًا، عبر مساهمتها الفاعلة في تسريع نشر حلول الطاقة النظيفة وتبني تقنيات متطورة تعزز النمو المستدام، انسجامًا مع رؤية القيادة الرشيدة الهادفة إلى تعزيز مزيج الطاقة وتنويع مصادرها.

و شهد هذا العام إنجازات بارزة للشركة، حيث عززت استثماراتها في مجموعة من المشاريع الكبرى حول العالم، وأبرمت سلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية التي تأتي في إطار تطلعات الشركة لزيادة قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030.

وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر” إن عام 2025 شكّل محطة مهمة في مسيرة “مصدر” الممتدة على مدار عشرين عامًا، حيث واصلنا تنفيذ استراتيجيتنا الهادفة إلى توسيع نطاق مشاريع الطاقة المتجددة وتعزيز حضورنا في الأسواق العالمية، تماشيًا مع رؤية القيادة الرشيدة التي تضع حلول الطاقة النظيفة في مقدمة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وأشار الرمحي إلى أن “مصدر” حققت خلال هذا العام سلسلة من الإنجازات المهمة، التي تواكب تنامي الطلب العالمي على الطاقة، شملت الاستثمار في مشاريع رائدة تدعم العصر الرقمي وبناء منظومة طاقة متطورة للمستقبل ، كما استطاعت خلال عام 2025 توسيع محفظة شراكاتها الاستراتيجية مع شركاء دوليين بارزين،مرسخة دورها المحوري في قطاع الطاقة العالمي.

وشهد عام 2025 إطلاق “مصدر” لمشروع رائد يؤسِّس لمرحلة جديدة في قطاع الطاقة النظيفة العالمي، حيث تم وضع حجر الأساس لتطوير أول وأكبر مشروع طاقة متجددة من نوعه على مستوى العالم في أبوظبي، يجمع بين الطاقة الشمسية ونظام بطاريات التخزين، ليوفِّر واحد جيجاواط من طاقة الحمل الأساسي النظيفة على مدار الساعة بتعرفة منافسة عالمياً.

ويضمُّ المشروع محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 5.2 جيجاواط مزوَّدة بنظام بطاريات لتخزين الطاقة بسعة 19 جيجاواط/ساعي، وهو الأكبر والأكثر تقدُّماً من الناحية التقنية على مستوى العالم.

وفي إمارة الشارقة، تم تدشين محطة “سنا” للطاقة الشمسية التي تعد الأولى من نوعها في الإمارة وتمتد على مساحة 850 ألف متر مربع في مجمع الصجعة للغاز.

وفي المملكة العربية السعودية، أعلنت “مصدر”، عن فوزها بتطوير محطتين للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إجمالية تبلغ 2 جيجاواط في منطقتي نجران وجازان بالسعودية، وذلك ضمن المرحلة السادسة من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة في المملكة.

وشهد شهر سبتمبر الماضي توقيع “نماء لشراء الطاقة والمياه” اتفاقية مع ائتلاف شركات تقوده “مصدر” ويضم شركة “شركاء الخضراء” وشركة “كوريا ميدلاند باور المحدودة” (كوميبو)، وشركة “أوكيو للطاقة البديلة”، الشركة العمانية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، وذلك لتطوير مشروع “عبري للطاقة الشمسية-المرحلة الثالثة”، أول محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 500 ميجاواطعلى مستوى المرافق مزودة بنظام بطاريات لتخزين الطاقة بسعة 100 ميجاواط ساعي في سلطنة عُمان.

كما وسّعت “مصدر” خلال عام 2025 محفظة مشاريعها المتنامية في أوزبكستان، حيث بدأ التشغيل التجاري في سبتمبر الماضي لأربعة مشاريع تابعة للشركة تشمل محطة زرافشان لطاقة الرياح إلى جانب مشروعي جيزاخ وسمرقند للطاقة الشمسية الكهروضوئية، إضافة إلى مشروع نور بخارى للطاقة الشمسية الكهروضوئية المزود بنظام بطاريات لتخزين الطاقة.. إضافة إلى مشروع “غوزار” للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إنتاجية تبلغ 300 ميجاواط، ومزود بنظام بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 75 ميجاواط/ساعي. وسيسهم المشروع، المقرر أن يدخل حيز التشغيل خلال عام 2027، في تزويد 60 ألف منزل بالكهرباء، وتفادي أكثر من 400 ألف طن من الانبعاثات.

كما وقّعت “مصدر” اتفاقية لخدمات تخزين الطاقة بالبطاريات مع شركة “جي أس سي أوزينيرجوسوتيش”، وهي شركة مساهمة مملوكة للحكومة الأوزبكية، وذلك في إطار تطوير مشروع “زرافشان” الذي يعد أكبر مشروع مستقل لنظام بطاريات تخزين الطاقة في البلاد.

وأعلنت “مصدر” في أكتوبر الماضي عن استكمال استحواذها على حصة قدرها 49.99% في محفظة استثمارية تبلغ قيمتها الإجمالية 1.5 مليار درهم إماراتي (368 مليون يورو)، وتضم أربعة مشاريع لمحطات طاقة شمسية قيد التشغيل، وذلك من شركة “إنيل جرين باور إسبانيا” التابعة لشركة “إنديسا”، إحدى الشركات الرائدة في قطاع الكهرباء بإسبانيا. وتشمل هذه الصفقة استثماراً لشركة “مصدر” بلغ 296 مليون درهم (69 مليون يورو)، بالإضافة إلى تمويل إضافي بقيمة 493 مليون درهم إماراتي (115 مليون يورو).

ويسهم هذا الاستثمار في تعزيز قدرات مشاريع “مصدر” للطاقة المتجددة في شبه الجزيرة الأيبيرية وعموم أوروبا، ويضيف 446 ميجاواط من الطاقة الشمسية إلى محفظة الشركة في أوروبا.

وفي يوليو، أعلنت “مصدر” وشركة “إيبردرولا”، عن إتمام عملية الإغلاق المالي لتطوير محطة “إيست إنجليا 3” لطاقة الرياح البحرية بقدرة 1.4 جيجاواط في المملكة المتحدة، وذلك في واحدة من أكبر الصفقات في قطاع طاقة الرياح البحرية خلال هذا العقد.

وشملت الصفقة توفير تسهيلات تمويلية بقيمة إجمالية تبلغ 16.4 مليار درهم (3.6 مليار جنيه إسترليني / 4.1 مليار يورو) شارك فيها 23 بنكاً ووكالة ائتمان الصادرات الدنماركية، وتعد واحدة من أكبر صفقات التمويل في هذا القطاع، والأكبر من نوعها بالنسبة لشركة “مصدر”.

وأصدرت “مصدر”، تقرير التمويل الأخضر للعام الفائت، الذي يسلط الضوء على مشاريع الطاقة المتجددة الممولة من خلال إصدارات السندات الخضراء لشركة “مصدر” وما حققته من تأثير ونتائج ملموسة.

ويشير التقرير إلى أنه تم تخصيص أكثر من 6.19 مليار درهم (أكثر من 1.685 مليار دولار) من عائدات السندات الخضراء الصادرة في عامي 2023 و2024 وحتى الفترة المنتهية في 31 ديسمبر، لتطوير مشاريع جديدة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية والبحرية، ونظم تخزين الطاقة، مما ساهم في دعم تنمية قطاع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى أسواق مثل أوزبكستان، وأذربيجان، وصربيا.

وفي مايو، أعلنت “مصدر” عن استكمال إصدارها الجديد من السندات الخضراء بقيمة 3,67 مليار درهم (مليار دولار أميركي تقريباً)، مما يرفع إجمالي المبلغ الذي جمعته الشركة منذ إطلاق برنامج السندات الخضراء إلى 10,092 مليار درهم (2,75 مليار دولار تقريباً)، ويسهم في تعزيز مكانتها الرائدة عالمياً في مجال التمويل المستدام.

وحصلت “مصدر” على التصنيف الائتماني (AA-) مع نظرة مستقبلية مستقرة من وكالة “إس آند بي غلوبال ريتينغز”، مما يعزز مكانتها كإحدى أبرز الشركات العالمية في قطاع الطاقة النظيفة.

وخلال العام الجاري أيضاً، رفعت وكالة “فيتش” تصنيف شركة “مصدر” الخاص بتطبيق معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية من 71 إلى 74 نقطة مما يعكس مدى التزام الشركةالمستمر بالاستثمار في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية والأصول المستدامة، وحرصها على اعتماد الشفافية في التقارير، والتمسك بمبادئ الميثاق العالمي للأمم المتحدة.

كما وقّعت “مصدر” ومجموعة تدوير، اتفاقية تطوير مشتركة، تتعاون بموجبها الشركتان في تطوير أول مشروع على نطاق تجاري لتحويل النفايات إلى وقود طيران مستدام في أبوظبي.

كما وقعت “مصدر” وشركة “طاقة لشبكات النقل” التابعة لمجموعة “طاقة” وشركة “إيني إس.بي.إيه” اتفاقية إطارية للمضي قدماً في تنفيذ الشراكة الثلاثية الاستراتيجية التي وقعتها دولة الإمارات وإيطاليا وألبانيا للتعاون في مشاريع الطاقة النظيفة.

كما أعلنت “مصدر” عن دخولها لسوق الفلبين عبر توقيع اتفاقيات لتطوير مشاريع طاقة نظيفة بقدرة إنتاجية تصل إلى 1 جيجاواط، وتشمل مشاريع لطاقة الشمس والرياح ونظم لبطاريات تخزين الطاقة، مما يدعم تنمية محفظة مشاريع الشركة.

وفي ماليزيا تم توقيع اتفاقية شراء الطاقة لتطوير محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة بقدرة 200 ميجاواط، سيتم تنفيذها عند سد شيريه في ولاية باهانج بماليزيا. وعند تشغيلها، ستصبح محطة “سد شيريه”، أكبر مشروع للطاقة الشمسية العائمة في جنوب شرق آسيا. وتمتد المحطة على مساحة تقارب 950 فداناً، وستتجاوز قدرتها الإنتاجية القصوى 300 ميجاواط عند الذروة (200 ميجاواط تيار متناوب)، وهو ما يكفي لتزويد أكثر من 100 ألف منزل بالكهرباء في ماليزيا. وتُقدَّر قيمة المشروع بأكثر من 850 مليون رينغيت ماليزي (208 ملايين دولار أمريكي).

ويُعقد أسبوع أبوظبي للاستدامة 2026 من 11 إلى 15 يناير المقبل تحت شعار “انطلاقة متكاملة نحو المستقبل” في دورة تعد الأضخم منذ انطلاق الأسبوع وبآفاق وتطلعات أوسع. ويجمع الحدث قادة ومستثمرين ومبتكرين من مختلف أنحاء العالم لتسريع جهود تطوير حلول عملية تسهم في تعزيز الترابط بين مختلف النظم والقطاعات العالمية.

وسيُسلّط الأسبوع الضوء على التقنيات التي تسهم في تعزيز المرونة والتكيّف على المستوى العالمي، ويشمل ذلك شبكات الطاقة القائمة على الذكاء الاصطناعي، والابتكار في مجال التمويل المناخي، والحلول التي تدعم الأمن الغذائي والمائي.

وعلى صعيد مشاريع الهيدروجين الأخضر، أعلنت شركة “مصدر و”أو أم في”، الشركة النمساوية المتكاملة للطاقة والنفط والكيماويات، عن توقيع اتفاقية ملزمة لإنشاء شركة بهدف تمويل وبناء وتشغيل محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق محللات كهربائية بقدرة 140 ميجاواط في منطقة “بروك آن دير ليثا” بالنمسا. وسيمثل هذا المشروع الرائد أحد أكبر مرافق إنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا، وقد بدأ بناء المحطة في سبتمبر 2025 ومن المتوقع أن تدخل حيّز التشغيل في عام 2027.

وفي أكتوبر، وقعت “مصدر”، وشركة “قطارات الاتحاد”، المطور والمشغل لشبكة السكك الحديدية الوطنية، مذكرة تفاهم لاستكشاف حلول نقل تدعم تعزيز سلسلة القيمة لمنظومة الهيدروجين الأخضر في الدولة.