مصر تؤكد أهمية كل تحسن بالعلاقات بين إيران وجيرانها “استنادا إلى مبدأ حسن الجوار والتعاون”

مصر تؤكد أهمية كل تحسن بالعلاقات بين إيران وجيرانها “استنادا إلى مبدأ حسن الجوار والتعاون”القاهرة – 2 – 6 (كونا) — أكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي اليوم الاثنين أن أمن دول الخليج العربي من أمن بلاده مشددا على أهمية “كل تحسن في العلاقات بين إيران وجيرانها استنادا إلى مبدأ حسن الجوار والتعاون”.جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزير عبد العاطي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي عقب مشاورات سياسية بين الجانبين بالقاهرة تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في قطاع غزة وسوريا ولبنان إلى جانب أمن الملاحة في البحر الأحمر وتطورات المفاوضات الأمريكية – الإيرانية.وقال عبد العاطي إن “هناك تشاورا مستمرا مع الجانب الإيراني ونحن سعداء بالانفتاح الإيراني على أشقائنا في دول الجوار وتحديدا دول الخليج العربي لأننا دائما نقول إن أمن دول الخليج من أمن مصر وأمن مصر من أمن دول الخليج وبالتالي كل تحسن في العلاقات بين إيران وجيرانها استنادا إلى مبدأ حسن الجوار والتعاون هي مبادئ مهمة جدا ومستقرة في السياسة الخارجية المصرية”.وأشار إلى أن هناك “رغبة متبادلة” في تطوير العلاقات بين مصر وإيران كاشفا عن أنه سيتم إطلاق مسار للمشاورات السياسية على المستوى دون الوزاري ليعقد بشكل دوري لتناول جوانب العلاقات الثنائية إضافة إلى العديد من الملفات الإقليمية التي تهم البلدين.وحول فحوى المباحثات بين الجانبين أوضح عبد العاطي أنه أطلع نظيره الإيراني على كل الجهود التي تبذلها مصر “التي لم تتوقف للحظة واحدة بالتعاون مع الأشقاء في قطر والأصدقاء في الولايات المتحدة” لسرعة إيقاف نزيف الدم والعدوان على غزة والعمل على النفاذ الكامل للمساعدات لمعالجة الكارثة الإنسانية القائمة بالفعل داخل القطاع.وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا الحديث عن ملف طهران النووي والمباحثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر مؤكدا الدعم المصري “الكامل” لتلك المباحثات التي توفر “فرصة سانحة” للعمل على خفض التصعيد والحيلولة دون “انفجار الموقف” في المنطقة ودعم تلك المباحثات وتثمين وتقدير الدور الذي تقوم به سلطنة عمان الشقيقة في هذا الملف المهم.وتابع “تحدثنا أيضا عن الوضع في منطقة البحر الأحمر والأهمية البالغة لضمان حرية الملاحة” مؤكدا أن أمن الملاحة وحريتها مسألتان شديدتا الأهمية للعالم بأسره ودول المنطقة ودول البحر الأحمر المشاطئة وبطبيعة الحال لمصر التي تعد “أكثر طرف إقليمي ودولي تضررا من مسألة التصعيد العسكري في هذه المنطقة”.وأضاف وزير الخارجية المصري “أننا نعمل سويا مع كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية للحفاظ على أمن وحرية الملاحة الدولية في هذه المنطقة شديدة الحساسية وشديدة الدقة في العالم”.وأكد عبد العاطي أن مصر توظف كل علاقاتها مع دول الجوار لهذا الهدف “النبيل” وهو “خفض التصعيد في المنطقة وضمان عدم انزلاقها الى حالة فوضى شاملة أو حالة صراع ممتد”.وشدد وزير الخارجية المصري على أن الازمات التي تواجهها المنطقة “لا تستطيع دولة بمفردها أن تتجاوزها أو تتعامل معها” قائلا إنه “لا بد من التعاضد والتضامن فيما بين الدول لمواجهة هذه الأزمات”.من جانبه قال الوزير عراقجي في المؤتمر الصحفي نفسه إن “أي نشاط نووي سلمي” تقوم به بلاده بما في ذلك التخصيب “لا يمكن تعطيله” معربا عن استعداد إيران لاتخاذ خطوات “تثبت سلمية أنشطتها” كما فعلت سابقا في الاتفاق الذي أبرمته مع مجموعة (5 + 1) عام 2015.وأشار عراقجي إلى أنه ناقش مع الجانب المصري تفاصيل المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة فيما يخص الملف النووي الإيراني موضحا أن “الهدف من المفاوضات الحالية هو تقديم ضمانات كافية بأن إيران لا تسعى إلى السلاح النووي”.وأضاف في هذا الصدد أنه “إذا كانت أهداف المفاوضات واقعية يمكن الوصول إلى اتفاق أما إذا كانت المطالب تهدف إلى حرمان إيران من حقوقها السلمية فلن يكون هناك اتفاق”.وقال عراقجي إن “إيران ومصر دولتان كبيرتان في المنطقة تجمعهما حضارة عريقة وتاريخ طويل ويلعبان دورا محوريا في تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي”.وأضاف أن العلاقات بين طهران والقاهرة تشهد “مسارا متقدما وغير مسبوق نحو التعاون والتقارب” مؤكدا “توافر الإرادة الكاملة من الجانبين” لتطوير العلاقات الثنائية وأن “الطريق مفتوح اليوم أكثر من أي وقت مضى”.وبين أن المحادثات الثنائية مع الوزير عبد العاطي تناولت القضايا الإقليمية الرئيسة وعلى رأسها تطورات الأوضاع في فلسطين وخاصة في قطاع غزة بالإضافة إلى لبنان وسوريا واليمن مؤكدا دعم طهران “الكامل” لحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة مواجهة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.وثمن عراقجي الجهود التي تبذلها مصر وقطر لإيقاف إطلاق النار في غزة معربا عن أمله في أن تنجح تلك الجهود في تحقيق تهدئة شاملة تشمل تبادل الأسرى وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتمع في وقت سابق اليوم مع الوزير عراقجي حيث تناولت المباحثات بين الجانبين التطورات المتسارعة في المنطقة.وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي في بيان صحفي إن الرئيس السيسي جدد خلال مباحثاته مع عراقجي التأكيد على موقف مصر الرافض لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة “للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة”. (النهاية)ا س م / م ع ع