معرض “كيان” لناديا الخطيب.. مشاهد بصرية نابضة بالمشاعر

عمّان، في
14 يوليو/العُمانية/تقوم فكرة معرض “كيان” للفنانة الأردنية
ناديا الخطيب، على استنباط الشكل واللون من العالم الجوّاني للأنثى، وذلك عبر
التركيز على المرأة كبطل رئيسي، مقابل شخصية الرجل الذي يظهر كرمزية لشاهدٍ أو
ذكرى أو حلقة في علاقة عاطفية.

وتتحول
الأفكار في لوحات المعرض المقام بجاليري إطلالة اللويبدة، إلى مشاهد بصرية نابضة
بالمشاعر من حزن وفرح، وشوق وغضب، وهدوء وانفعال، بأسلوب تعبيري يميل نحو الأمل
والتفاؤل.

وتقول
الخطيب: “أعبّر من خلال الفن عمّا يخالجني من مشاعر وأحاسيس وأفكار تؤثر على
المجتمع”، وتضيف: “لكلّ رسام طقوسه الخاصة؛ فبالنسبة لي يُعد الرسم
هروبًا من الواقع إلى الخيال لذلك، أقف وحيدة أمام اللوحة، وأُبرز كل المشاعر التي
لا أستطيع التعبير عنها لأطلق العنان لمخيلتي لترجمة كل ذلك في اللوحة”.

وتعمد
الخطيب في أعمالها إلى إبراز التدفق العاطفي؛ حيث تظهر اللوحة كما لو أنها أُنتجت
بشكل عفوي يعبّر عن وهج لحظة الولادة والمشاعر التي تحركت مع أول ضربة فرشاة، إلى
جانب ذلك ثمة حوار طويل مع الذات؛ إذ تتطور اللوحة عبر مراحل متدرجة تمنح العمل
طابعًا إنسانيًا عميقًا.

ورغم
اعتمادها على عناصر بسيطة تتأرجح بين التمثيل والتجريد، فإن أعمال الخطيب تتميز
بثراء دلالي عميق وغير معقّد، وهنا تبرز موضوعات اللوحات لتؤكد على موضوعات الحب
والهوية والحرية، والتناقضات الداخلية للوجود الإنساني.

وتركز
الفنانة في عدد من اللوحات على ترك مساحات غير مشغولة تتجلى كصمت بصري يوازي
الكلام في الحوار، مما يمنح اللوحة بعدًا تفاعليًا تاركًا للمتلقي مساحة حرة
للتأويل، مع الاعتماد على ضربات فرشاة سريعة وطبقات لونية متراكبة، وأخرى تكشف عن
بناءٍ متأنٍّ، كما لو كانت الفنانة تكتب باللون نصًا بصيرًا مؤلمًا.

وتبدو
الألوان في اللوحات معادلًا بصريًا لأحاسيس الفنانة، فهناك لوحات جاءت وفق طيف
لوني محدد من الأزرق الهادئ، والوردي المفعم بالأمل، والأحمر الذي يعبّر عن الغضب،
والرمادي المحايد والمصمت، ولا تستخدم التشكيلية اللون في نقائه بل تعمد آلة
التخفيف منه أو تقويته أو مزجه بالأبيض لتظهر المساحات وكأنها تنهار وتتراجع،
بينما استخدمت الألوان الترابية من البني والرملي؛ ما منح الأعمال إحساسًا بالدفء
والاتصال بالأنوثة الأولى/ جسد الأرض/ الجذور البعيدة.

كما تتجه
الخطيب إلى الاشتغال على مفردتي الظل والضوء من خلال التركيز على التباين بين
الألوان الحادة والهادئة، مع خطوط ناعمة تصنع تأثيرًا بصريا مريحًا، ولعل الملفت
في المعرض هو القدرة على التوازن الدقيق بين الأسلوب المنفلت من القيود والتقنية
الصارمة، وبين اللون المدروس بدقة، كما لو أنها لا ترسم لتُظهر الأشكال بقدر ما
ترسم لتفهم ما يتعمق داخل هذه الأشكال.

/العُمانية/
النشرة الثقافية/ شيخة الشحية