طرابلس 06 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 28 أكتوبر 2025 م واس
الصيد الجائر يقضى على النظم البيئية من خلال استنزاف الثروة الحيوانية وتدمير موائلها ليشكل تهديدًا لانقراض العديد من الأنواع، وفي ليبيا تواجه الحياة البرية خطرًا متزايدًا جراء الصيد الجائر، الذي يؤدي إلى مقتل نحو نصف مليون طائر بري ومائي سنويًا، وفقًا لتقارير صادرة عن جمعية الطيور العالمية irdLife) International).
وأوضحت الجمعية في دراسة حديثة أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تشهد مقتل ما يقارب (25) مليون طائر سنويًا بسبب الصيد غير المشروع، موزّعة على عدد من الدول بنسب متفاوتة، وتُقدَّر الأعداد في ليبيا بنحو (503) آلاف طائر سنويًا.
وأكدت الجمعية الليبية لحماية الحياة البرية أن الصيد في ليبيا لم يعد مجرد ممارسة تقليدية أو هواية، بل تحول إلى نشاط منظّم يهدد التنوع البيولوجي ويقوّض التوازن البيئي، خاصة مع تزايد استهداف الطيور المغردة والمائية والطيور الجارحة التي تؤدي دورًا محوريًا في استقرار السلاسل الغذائية.
وأوضح مدير مكتب الإعلام بالجمعية الليبية لحماية الحياة البرية أحمد القايدي، أن غياب الرقابة الفاعلة وضعف تطبيق القوانين، إلى جانب الانتشار الواسع للأسلحة الحديثة وسيارات الدفع الرباعي وأجهزة الرصد، حوّل الصيد من هواية فردية إلى عمليات إبادة ممنهجة للكائنات البرية.
وأشار إلى أن المناطق التي كانت في السابق ملاذًا آمنًا للطيور والحيوانات النادرة باتت اليوم خاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة تستغل مواسم الهجرة لصيد الطيور دون مراعاة للقوانين المحلية أو الاتفاقيات الدولية، مما أجبر العديد من الأنواع على تغيير مسارات هجرتها أو مغادرة الأراضي الليبية تمامًا.
وأضاف أن تراجع أعداد الطيور لا يمثل خسارة جمالية للطبيعة فحسب، بل يُعدّ مؤشرًا على اختلال بيئي خطير، إذ تؤدي الطيور دورًا أساسيًا في مكافحة الآفات الزراعية وتقليل تكاثر القوارض والحشرات، مما يسهم في حماية المحاصيل والأمن الغذائي.
// انتهى //
00:21 ت مـ
0002