نورة الكعبي وزكي نسيبة يستعرضان تحديات وفرص ‘التعليم العالي عن بعد’

خلال جلسة رئيسية في منتدى “عن بعد”
نورة الكعبي:
• التعلم عن بعد ساهم في إيجاد فرص فريدة لتنويع مهارات الطلبة والوصول إلى فرص استثنائية للتعليم.
• 83٪ نسبة رضا المستخدمين من الطلبة والمعلمين لأنظمة التعلم عن بعد في جامعة زايد وتحسن نتائج التعلم بنسبة 28%.
• مشاركة أكثر من 1000 طالب برامج الدراسات متداخلة التخصصات في جامعة زايد يدعم نجاح الطلبة في مجموعة متنوعة من الوظائف وبيئات العمل في كافة التخصصات.
زكي نسيبة:
• دولة الإمارات تمتلك بنية رقمية متميزة وجاهزية كبيرة للمستقبل بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة.
• منتدى “عن بعد” يترجم اهتمام حكومة الإمارات بالوصول إلى الاستدامة في العملية التعليمية وضمان مستقبل مجتمع دولة الإمارات.

دبي في 16 مارس/ وام / استعرضت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، رئيسة جامعة زايد، ومعالي زكي نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، تحديات وفرص التعليم عن بعد في قطاع التعليم العالي، وما تحمله التكنولوجيا من إمكانات مستقبلية غير مسبوقة في مختلف مجالات التعليم.
جاء ذلك، في جلسة بعنوان “تحديات وفرص للتعليم العالي عن بعد” ضمن أعمال منتدى “عن بعد” الذي نظمه مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في حكومة دولة الإمارات، يومي 15 و16 مارس، بمشاركة نخبة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وصناع القرار والخبراء ورواد القطاع الخاص، بهدف دعم جهود تسريع تبني التكنولوجيا وتطبيق أفضل الممارسات في تطوير منظومة العمل الحكومي، من خلال 3 محاور رئيسية تشمل “العمل والتعليم والرعاية الصحية عن بعد”.
وناقشت معالي نورة الكعبي تجربة جامعة زايد في مجال التعلم عن بعد والحلول الاستباقية التي تبنتها الجامعة لإعداد الطلبة بالشكل الذي يضمن التحاقهم بسوق العمل بعد التخرج، من بينها “استحداث مجموعة من البرامج الرائدة متداخلة التخصصات والتي تعتبر الأولى من نوعها في دولة الإمارات، فضلاً عن دمج البرامج الدراسية بمنصات التدريس الرقمية وتقنيات التعلم المبتكرة لضمان منظومة تعليم متكاملة داخل الفصول الدراسية وعن بعد، والتي لاقت تفاعلاً ومخرجات إيجابية من أعضاء هيئة التدريس والطلبة خلال السنة الدراسية.”
وأكدت أن منتدى “عن بعد” يمثل المنصة المثلى لتسليط الضوء على تجربة دولة الإمارات في تعزيز جاهزية بنيتها التحتية للعمل عن بعد، ونموذجها الحكومي للعمل المرن لمواكبة تحديات المستقبل، إضافة إلى استشراف مستقبل العمل عن بعد والفرص الواعدة لرفع الإنتاجية في مختلف القطاعات، بمشاركة نخبة من المسؤولين الحكوميين وصناع القرار ورواد القطاع الخاص.
وقالت معاليها “استطاعت جامعة زايد توفير التوجيه الأكاديمي أثناء فترة الجائحة لعشرات الآلاف من الطلبة لشبكة الأنترنت وخارج الفصول الدراسية في غضون أيام، وأظهر استطلاع رأي أجريناه أن نسبة رضا المستخدمين لأنظمة التعلم عن بعد من الطلبة والمعلمين وصلت حوالي 83٪ بجامعة زايد، مقارنةً بأقل من 50% على مستوى العالم، وتحسنت نتائج التعلم بنسبة 28%، خاصةً مع وجود منصات متطورة ومهيئة لضمان عملية التعليم عن بعد بفعالية في جامعة زايد، الأمر الذي ساهم في إيجاد فرصة فريدة لتنويع مهارات الطلبة والوصول إلى فرص استثنائية للتعليم واكتساب المهارات خارج نطاق الفصل الدراسي”.
وتطرقت معالي نورة الكعبي إلى برامج الدراسات متداخلة التخصصات في جامعة زايد، التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، وجاءت بهدف تزويد الطلبة بمهارات متعددة تساعدهم على النجاح في مجموعة متنوعة من الوظائف، وقالت: “قمنا باستحداث برامج أكاديمية للحصول على درجات علمية مبنية على مهارات التعلم المستمر، مثل الاتصال والتفكير النقدي والتحليل المقارن والذكاء العاطفي، وبهدف توفير تجربة تعليمية تواكب العالم المتسارع من حولنا، حيث سيتمكن الطلبة ومن خلال المهارات التي سيتعلمونها من هذه البرامج من التكيف والتطور بثقة في أي بيئة مهنية بعد التخرج، والنجاح في مجموعة متنوعة من الوظائف وبيئات العمل، وعبر كافة التخصصات”.
وعن رؤيتها لمواصفات خريجي الدفعة الأولى من برنامج كلية الدراسات متداخلة التخصصات، في جامعة زايد في 2030، قالت معالي نورة الكعبي “نحن واضحون في مهمتنا، نريد أن يكون خريجونا مفكرين وفاعلين وقادة للمستقبل، قادرين بفضل المهارات التي يمتلكونها على العمل في أي مكان حول العالم والتكيف مع العالم المتسارع من حولهم، وسيكونون أيضًا مسؤولون اجتماعيًا، وقادرين على المساهمة بشكل إيجابي في رفعة وطنهم والمجتمع من حولهم”.
وتطرقت إلى تجربة جامعة زايد في الشراكة مع القطاع الخاص ضمن مبادرة “تحدي الشركاء” التي أطلقتها الجامعة، بهدف تعزيز خبرات التعلم التجريبية للطلاب وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها لسوق العمل، حيث يتضمن البرنامج مشاركة فرق من الطلبة في تحدٍ يستمر على مدار الفصل الدراسي، ويشرف عليهم مرشد من إحدى مؤسسات القطاع الخاص، يطرح على الطلبة أسئلة حول كيفية حل تحد معين أو تحقيق هدف ما، مثل: “كيف يمكننا تصميم منزل مُستدام بيئياً؟”، أو “كيف يمكننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تشخيص صعوبات التعلم؟”، أو “كيف يمكن للمصارف الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية؟”. ويتم تنفيذ معظم العمل ضمن التحدي عن بعد من خلال اجتماعات شخصية مع المرشد، على أن يقوم الطلبة مع نهاية الفصل الدراسي بتقديم مشروعهم والحلول التي يقترحونها لحل التحدي.
وأشارت معاليها إلى أن “تحدي الشركاء” هو أحد أهم عناصر نجاح برامجنا الأكاديمية في جامعة زايد، خاصةً أنه نجح في استقطاب حوالي 120 شركة، بما فيها شركات عالمية ضخمة وشركات صغيرة ومتوسطة، ولاقى استجابة إيجابية للغاية من الطلبة، ومن خلال مشاركة أكثر من 1000 طالب يعملون من خلال 233 فريق من مرشدين من هذه الشركات.
من جانبه، أكد معالي زكي نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، أن دولة الإمارات تمتلك بنية رقمية متميزة وجاهزية كبيرة للمستقبل بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، مشيراً إلى أن انعقاد منتدى عن بعد يترجم اهتمام حكومة دولة الإمارات بالوصول إلى الاستدامة في العملية التعليمية، وسعيها المتواصل لاستكشاف كافّة السبل التي تُسهم في ضمان مستقبل أبناء وبنات الوطن والمقيمين على أرض الإمارات”.
وقال معاليه ” لقد أجبرتنا جائحة كوفيد-19 على اللجوء إلى توظيف واستخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة لضمان استمرارية العملية التعليمية. ونجد اليوم أن الاهتمام بنجاح التعلم الالكتروني لم يعد خياراً، بل بات ضرورة مطلقة لضمان تحقيق الأهداف التعليمية وإنقاذ جيل كامل من الضياع”.
وأضاف ” حملت تقنيات العمل عن بُعد في بيئة العمل الجامعية إيجابيات وسلبيات في ذات الوقت. فقد ساهمت هذه التقنيات في تعزيز مساعينا الفكرية والتنظيمية، ووسعت نطاق البحث عن المعرفة، أزالت حدود التواصل المحدود بالزمان والمكان، كما زادت من سرعة إنجاز العمل وكفاءته عبر توفير فرص أكبر للإبداع والمرونة والدقّة. غير أنها في ذات الوقت حملت العديد من السلبيات، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالبحث العلمي الذي أصبح جزءاً هاماً وحسّاساً للارتقاء بالعملية التعليمية ومُخرجاتها، فلا يمكن للأساتذة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التدريس أو القيام بالبحث العلمي عن بُعد لأن هذه التخصصات تتطلب استخدام المرافق التقنية المتخصصة التي توفرها الجامعة داخل الحرم الجامعي.”
وقال معاليه ” تتطلّب المُتغيّرات المُتسارعة في تقنيات التكنولوجيا الحديثة وحاجة سوق العمل إلى التطوير في البرامج والمناهج الأكاديمية، وتغيير أساليب التعليم لمواكبة هذه التغيّرات، غير أن ذلك لا يعني الإغفال عن العنصر البشري في التعليم لأن أعضاء الهيئات الأكاديمية يشكّلون عنصراً أساسياً وهامّاً في العملية التعليمية النظرية والعملية على حدٍّ سواء، فالدراسات النظرية تحتاج إلى المزيد من المهارات الابتكارية والإبداعية لمواكبة مُتطلّبات سوق العمل، تماماً مثل حاجة الدراسات العملية مثل الطب والهندسة والبحوث العملية إلى إجراء تجارب عملية.
وأشار إلى أن من الضروري في السياق الجامعي تطبيق النظام المُدمّج الذي يجمع بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري، ووضع استراتيجيات تضمن تقديم مُخرجات تعليمية مُتميّزة ومتطوّرة، وتطويع إمكانات التعليم العالي وقدراته لاستيعاب أساليب وأدوات ومناهج تعليمية تُسهم في تعزيز البحث العلمي وإيجاد الحلول للتحدّيات التي يواجهها النظام المُدمّج، مع التركيز على المهارات المطلوبة في سوق العمل على نحوٍ يواكب طموحات الدولة في رفد سوق العمل المستقبلي بقوّة عاملة رائدة كفيلة بتحقيق قفزات نوعية تتناسب مع توجّهات الإمارات في الوصول إلى مصافّ الدول الرائدة في الفضاء والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة”.
وتم التطرق خلال الجلسة إلى ما يشهده العالم من تحولات جذرية ومتسارعة في مختلف مجالات العمل ما يتطلب تعزيز التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية، وبناء قدرات الكوادر البشرية في مختلف المهارات المستقبلية وتمكينهم وتعزيز جاهزيتهم لدخول سوق العمل.