
مسقط في 16 أكتوبر /العُمانية/ نظمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب اليوم بالنادي الثقافي فعالية بعنوان /نحو فهرس موحد للمخطوطات العُمانية/، وتناولت جملة من الأهداف المتمثلة في العمل على إيجاد مجتمع معتزٍّ بهويته ومواطنته وثقافته، ومحافظ على تراثه وتوثيقه ونشره عالميًّا، مرورًا بإيجاد منظومة لشراكة مجتمعية مؤسسية متكاملة تُعزز الهوية والمواطنة والترابط والتكافل الاجتماعي.تم خلال الفعالية التي أُقيمت تحت رعاية سعادة المهندس أحمد بن صالح الراشدي، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، طرح مجموعة من أوراق العمل في سياق تنظيم وتصنيف المخطوطات الأدبية والتاريخية والعلمية والفنية والدينية وغيرها، وذلك لتسهيل الوصول إليها واستخدامها بطريقة فعّالة.قدّم الباحث فهد بن علي السعدي رؤيته حول /حصر بيانات المخطوطات العُمانية: الواقع والتحديات/، مستعرضًا تلك التحديات التي تواجه مشروعات حصر بيانات المخطوطات العُمانية، والصعوبات التي تواجه الباحثين والمختصين في هذا المجال، ومن أهمها افتقاد الكثير من المراجع التي يقوم عليها عمل الفهرسة، من معاجم للأعلام والمؤلفات والبلدان والمعالم الحضارية.وتهدف الورقة إلى البحث عن مواطن النقص لاستكمالها والبناء عليها. أما الباحث محمد بن خميس البوسعيدي، فقد تطرّق إلى /صياغة رؤوس موضوعات المخطوطات العُمانية/، متناولًا أهمية الكشف عن المحتوى الفكري والعلمي لها، حيث يُسهم التحليل الموضوعي للمخطوطات في إبراز القيمة العلمية للمخطوط، وتيسير الوصول إلى المعلومات، والحفاظ على التراث العلمي العربي والإسلامي، ودعم البحث العلمي، وتجنّب ضياع الموضوعات النادرة، والربط بين المخطوطات والمطبوعات، وخدمة الفهارس الوطنية والعالمية.وقدّم الباحث محمد بن عامر العيسري مداخلة حول /توحيد حقول الفهرسة الوصفية للمخطوطات العُمانية/، مستعرضًا حقول فهرسة المخطوطات وفق الأنموذج المتبع في نظام “المقصورة” الرقمي، ثم عرّج على التصنيف الموضوعي العام وتفريعاته الخاصة، ثم منهج الإثبات في حقل التبصرة الذي يشتمل على كل ما سوى الحقول الرئيسة من إدخالات، وتأطير ذلك في قالب قاعدة البيانات المقترح اتباعها في نظام الفهرسة الموحّد.أما الباحث سلطان بن مبارك الشيباني، فقد قدّم قراءة حول /بناء الملفات الاستنادية لفهارس المخطوطات العُمانية/، وناقش فوائد بناء الملفات الاستنادية لفهارس المخطوطات العُمانية، وما الذي تحققه من نتائج ومكاسب؛ أهمها تأسيس قاعدة متينة تتكئ على التراث المخطوط، الذي هو مادة أصيلة في استقاء المعلومات منها، والاعتماد على أرشيف وطني بالدرجة الأولى يُغلّب المادة الوثائقية المحلية على غيرها، ويسترشد بالوثائق الأخرى عند الضرورة، وضبط الانتماء العُماني بتحديد معاييره، سواء كان للمصنفات أو الأعلام أو البلدان، ودفع الالتباس بين الأسماء المشتركة، والضبط الإحصائي (الببليوغرافي) لأسماء المصنفين والنُسّاخ ورموز الاختصار وأسماء الشهرة وأسماء الهيئات والخزائن والمكتبات، وتوحيد المرجعية العلمية والإحالات المتعددة، وسهولة استرجاع البيانات عند الحاجة إليها.وتناول الباحث الدكتور صالح بن سليمان الزهيمي، /أتمتة فهارس المخطوطات العُمانية/، واستعرض من خلال ورقته الجانب الرقمي لمشروع الفهرس الوطني الموحّد للمخطوطات العُمانية، بوصفه ركيزة أساسية لتحقيق التكامل بين الجهود المؤسسية والأكاديمية في جمع وصيانة وإتاحة بيانات المخطوطات.وخرج المشاركون بجملة من التوصيات، من بينها: تبنّي مشروع فهرس وطني موحّد للمخطوطات في سلطنة عُمان، بإشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتشكيل لجنة مركزية ممثّلة من أعضاء المكتبات ومؤسسات المعلومات والجهات ذات العلاقة بالمخطوطات في سلطنة عُمان، مهمّتها إنشاء الفهرس الوطني الموحّد للمخطوطات، والعمل على إتاحته في شبكة الإنترنت، ووضع السياسات واللوائح والمعايير التي تنظم سير العمل، وتحديد وتوفير احتياجات المشروع إداريًّا وماليًّا وموارد بشرية وتقنية بما يكفل نجاحه واستدامته، والعمل على إجراء دراسة استطلاعية للإحاطة بواقع مكتبات المخطوطات في سلطنة عُمان، تستهدف حصر المكتبات وتحديد أماكنها، وتسجيل بيانات وصفية أولية عن أعداد المخطوطات وحالة الحفظ والصيانة، وحالة الفهرسة، ومستوى الإتاحة للباحثين في المجال التاريخي، وتحديد التحديات التي يمكن أن تؤثر في سير مشروع الفهرس الوطني الموحّد، وتعزيز التواصل مع القائمين على المكتبات، وتوفير قاعدة بيانات أولية تُشكّل قاعدة للانطلاق في المشروع، على أن تسبق هذه الدراسة لقاءات مع ملاك المخطوطات، وتعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية والمكتبات بأنواعها، واعتماد استراتيجيات رقمية متطورة، والاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي المتطورة، لضمان حفظ هذا التراث الوطني المهم وإتاحته للأجيال بطرق أكثر كفاءة ودقة./العُمانية/خميس الصلتي