
وزراء خارجية (كواد) يشيدون بشراكة بلدانهم ويؤكدون على تعزيز التعاون لمواجهة التحدياتواشنطن – 1 – 7 (كونا) -– أعلن وزراء خارجية الحوار الأمني الرباعي المعروف باسم (كواد) الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند اليوم الثلاثاء التزامهم بمواصلة التعاون المشترك من أجل تعزيز الشراكة والتصدي لمختلف التحديات التي تواجه منطقة المحيطين الهندي والهادئ.وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في مؤتمر صحفي في واشنطن حيث جرى اللقاء مع وزراء خارجية (كواد) إن “من التحديات التي نواجهها هي تحويل الاجتماعات والتجمعات التي نناقش فيها الأفكار والمفاهيم إلى أداة للعمل تمكن من اتخاذ إجراءات ملموسة”.وأضاف روبيو ان “الخطوة التالية في هذه الشراكة العظيمة هي أن نبدأ فعليا برؤية إجراءات وخطوات ملموسة تتخذ بالتعاون والتنسيق بما يعود بالنفع على بلداننا وفي نهاية المطاف العديد من بلدان العالم الأخرى ستستفيد من هذه الشراكة حتى لو لم تكن أعضاء فيها”.وأوضح أن “هناك العديد من المواضيع التي يمكننا العمل والتركيز عليها” مشيرا الى ان “أحد المواضيع هي تنويع سلاسل التوريد العالمية للمعادن الأساسية وليس فقط الوصول إلى المواد الخام بل أيضا القدرة على معالجتها وتنقيتها لتصبح مواد صالحة للاستخدام”.وشدد على أهمية “وجود سلاسل توريد عالمية متنوعة وموثوقة لهذه المعادن” مبينا ان ذلك “مجرد مثال واحد من أمثلة عديدة يمكننا التركيز والبناء عليها وتحقيق تقدم حقيقي فيها”.وأعلن أن مقر وزارة الخارجية سيستضيف في وقت لاحق من اليوم “عددا من الشركات يزيد عن 30 أو 40 شركة تمثل بلداننا الأربعة لمناقشة أمور يمكننا العمل عليها معا”.وأكد أن شراكة بلاده مع اليابان وأستراليا والهند “تطورت على مر السنين” معربا عن اعتقاده أنها ازدهرت بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية مع وجود الرغبة لمواصلة البناء عليها.وأشار إلى أن بلدان (كواد) هم “شركاء وحلفاء استراتيجيين مهمين للولايات المتحدة” قائلا “لدينا العديد من الأولويات المشتركة والكثير من الأمور التي نهتم بها في العالم”.بدوره قال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار “في الأشهر القليلة الماضية أحرزنا تقدما ملحوظا في مبادرات المجموعة الرباعية” مشيرا الى ان المبادرات تشمل المجال البحري والخدمات اللوجستية والتعليم والتنسيق السياسي.واضاف جايشانكار ان العمل في المجموعة الرباعية بات أكثر كفاءة من خلال تبسيط مجموعات العمل مشيرا الى “ان وجود مجموعة رباعية أكثر تماسكا ومرونة وتركيزا سيساعد بلا شك على تحقيق نتائج أفضل”.وأكد أن العالم “يجب ألا يساوى الضحايا بالجناة أبدا” مضيفا ان لبلاده “الحق في الدفاع عن شعبها ضد الإرهاب وسنمارس هذا الحق ونتوقع من شركائنا في المجموعة الرباعية أن يتفهموا ذلك ويقدروه”.وأوضح أن الهند “تعتزم استضافة القمة الرباعية القادمة” مؤكدا ان بلاده لديها “بعض المقترحات لجعلها مثمرة وأنا متأكد من أن شركاءنا لديهم نفس المقترحات”.من جانبها قالت وزيرة خارجية أستراليا بيني وونغ إن الشراكة التي تجمع بلدان (كواد) “شراكة بالغة الأهمية للعالم وللمنطقة والدول الممثلة” مضيفة ان اهمية الشراكة “تتجلى في إلحاح التحديات الاستراتيجية التي نواجهها جميعا”.وأضافت وونغ أن الاجتماع الحالي ينعقد “في ظل صراع وتنافس متصاعد لذا لم يكن من الضروري أبدا أكثر من أي وقت مضى أن نستغل الآن قوتنا الجماعية وسلامنا من أجل الاستقرار والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ولصالح جميع شعوبنا”.وأوضحت ان الدول الأربع “تمثل ما يقرب من ربع سكان العالم وأكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي” قائلة ان الدول الأربع “دول مستقلة ذات سيادة ونحمل وجهات نظرنا ومصالحنا الخاصة ونعلم أيضا أننا أقوى عندما نعمل معا سواء عند استجابتنا لحالات الطوارئ كما فعلنا عندما حشدنا جهودنا معا بسرعة لدعم المجتمعات المتضررة من الزلازل المدمرة في ميانمار أو من خلال التعاون جميعا في قضايا حيوية لأمن المنطقة وازدهارها مثل التكنولوجيا وسلاسل التوريد والأمن البحري”.من جانبه أوضح وزير خارجية اليابان تاكيشي إيوايا أن “منطقة المحيطين الهندي والهادئ تعد محرك نمو الاقتصاد العالمي حيث تضم أكثر من نصف سكان العالم” مشيرا الى ان السلام والاستقرار في المنطقة “أمران أساسيان لازدهار المجتمع الدولي وللدول الأربع بصفتها قوى رئيسية في المنطقة”.وأعرب تاكيشي عن تطلعه “اليوم إلى إجراء مناقشات استراتيجية معمقة حول الوضع الدولي الراهن” قائلا ان الدول الأربع ستتبادل وجهات النظر “حول التعاون المستقبلي الذي سيعود بالنفع على دول المنطقة بما يسهم في تحقيق منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة”.واستضافت الولايات المتحدة قمة وزراء خارجية (كواد) في يناير الماضي وتم خلالها التأكيد على التزام المشترك “بتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة حيث يتم الحفاظ على سيادة القانون والقيم الديمقراطية والسيادة والسلامة الإقليمية والدفاع عنها”. (النهاية)ع س ج / ف ا س