وكالة الطاقة الدولية تتوقع وصول الطاقة النووية إلى مستوى قياسي جديد في 2025

وكالة الطاقة الدولية تتوقع وصول الطاقة النووية إلى مستوى قياسي جديد في 2025باريس – 16 – 1 (كونا) — كشفت وكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس عن توقعاتها بأن تصل الطاقة النووية إلى مستوى قياسي جديد في عام 2025 مؤكدة قدرتها على تحسين أمن الطاقة في ظل تسارع الطلب على الكهرباء.وذكرت الوكالة ومقرها في باريس في تقرير بعنوان (الطريق إلى حقبة جديدة للطاقة النووية) أن الزخم المتجدد وراء الطاقة النووية لديه القدرة على فتح حقبة جديدة لهذا المصدر الآمن للطاقة مع نمو الطلب على الكهرباء بقوة في جميع أنحاء العالم.واستعرض تقرير الوكالة في الوقت نفسه التحديات الرئيسة التي يتعين معالجتها من أجل “البناء على الزخم وتمكين حقبة جديدة من ترسيخ أقدامها” متضمنا تقديم رؤى حول كيفية تمويل المشاريع النووية الجديدة مع ضمان سلاسل إمداد موثوقة ومتنوعة لبناء هذه المشاريع.من جهته قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في بيان أصدرته الوكالة بهذه المناسبة إنه “من الواضح” بدء “العودة القوية” للطاقة النووية التي تنبأت بها الوكالة قبل أعوام عدة حيث من المقرر أن تولد الطاقة النووية مستوى قياسيا من الكهرباء في عام 2025.وأضاف بيرول أن هناك أكثر من 70 غيغاواط من القدرة النووية الجديدة قيد الإنشاء على مستوى العالم وهو أحد أعلى المستويات في الأعوام الثلاثين الماضية مشيرا إلى أن هناك أكثر من 40 دولة حول العالم لديها خطط لتوسيع دور الطاقة النووية في أنظمة الطاقة الخاصة بها.وأوضح أن المفاعلات النووية الصغيرة توفر “إمكانات نمو مثيرة” ولا يزال يتعين على الحكومات والصناعة التغلب على بعض العقبات والانتقال إلى عصر جديد للطاقة النووية بدءا من تقديم المشاريع الجديدة في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية من حيث التمويل وسلاسل التوريد.وأكد التقرير أن الطاقة النووية تنتج اليوم قرابة 10 في المئة من إمدادات الكهرباء العالمية باعتبارها ثاني أكبر مصدر للكهرباء منخفضة الانبعاثات في العالم بعد الطاقة الكهرومائية.وأضاف أن الاستخدام المتزايد للكهرباء للتشغيل وتكييف الهواء إلى المركبات الكهربائية ومراكز البيانات وسط صعود الذكاء الاصطناعي يعمل على تسريع نمو الطلب على الطاقة والذي من المقرر أن يرتفع ستة أضعاف أسرع من إجمالي استهلاك الطاقة في العالم.كما كشف عن أنه في العقود القادمة ستكون هناك حاجة إلى توليد قدرات جديدة من التقنيات لمواكبة النمو السريع في مثل الطاقة النووية.وأشار التقرير إلى أن معظم محطات الطاقة النووية اليوم موجودة في “الاقتصادات المتقدمة” ولكن العديد منها تم بناؤها منذ عقود من الزمن.وفي السياق نفسه قالت الوكالة إن الخريطة العالمية للطاقة النووية تتغير حيث توجد أغلب المشاريع قيد الإنشاء في الصين التي من المقرر أن تتفوق على الولايات المتحدة وأوروبا من حيث القدرة النووية المركبة بحلول عام 2030.وأضافت أن روسيا تعد “لاعبا رئيسا” في المشهد التكنولوجي النووي حيث إنه من بين 52 مفاعلا بدأ بناؤها في جميع أنحاء العالم منذ عام 2017 هناك 25 مفاعلا من التصميم الصيني و23 مفاعلا آخر من التصميم الروسي.وعلى نحو مماثل يوضح التقرير كيف يتم إنتاج وتخصيب اليورانيوم وهو الوقود الذي يدخل في المفاعلات النووية على درجة عالية من التركيز.وأضاف التقرير أن العصر الجديد للطاقة النووية سيتطلب الكثير من الاستثمارات وذلك في سيناريو النمو السريع للطاقة النووية مشددا على ضرورة “مضاعفة الاستثمار السنوي إلى 120 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030”.ونظرا لحجم الاستثمار في البنية الأساسية المطلوبة قالت الوكالة إن إطلاق المشاريع النووية الجديدة لا يمكن أن يعتمد حصريا على المالية العامة.وأظهرت تحليلات الوكالة أن ضمان القدرة على التنبؤ بالتدفقات النقدية المستقبلية يشكل “عنصرا أساسيا في خفض تكاليف التمويل وجذب رأس المال الخاص إلى القطاع النووي”.وأكد التقرير أن القطاع الخاص ينظر بشكل متزايد إلى الطاقة النووية باعتبارها مصدرا يمكن الاستثمار فيه مع وعد بتوفير طاقة نظيفة وتنافسية قادرة على خدمة العمليات كثيفة الطاقة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. (النهاية)م ع / ل ف