“أبوظبي للكتاب” …” مجمع اللغة العربية بالشارقة” يستشرف مستقبل اللغة في أوروبا

أبوظبي في 4 مايو/ وام/ نظَّم “مجمع اللغة العربية” بالشارقة ضمن مشاركته في الدورة الـ33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب المقام حالياً، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، جلسة نقاشية تحت عنوان “تحديات تعليم اللغة العربية في أوروبا” حاور فيها الدكتور أمحمد صافي المستغانمي الأمين العام للمجمع كلاً من المؤرخة الفرنسية الدكتورة شارلوت كواري الأستاذة بقسم الدراسات العربية في جامعة “ليون 3 ”، والدكتور أغناطيوس غوتيريث رئيس قسم الدراسات العربية في جامعة “أوتونوما بمدريد”.

وأجمع المتحدثون في الجلسة على أهمية اللغة العربية بوصفها جسراً للتواصل الثقافي والحضاري بين الشرق والغرب، مشددين على ضرورة تطوير مناهج تعليمية تلبي احتياجات العصر وتعزز من مكانة اللغة العربية في الساحة الأوروبية وإعداد جيل جديد من المعلمين الشباب القادرين على ابتكار أساليب متجددة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

وأكد الدكتور أمحمد صافي المستغانمي في بداية الجلسة أن راهن العربية جيد ومستقبلها واعد، مشيراً إلى أنها تتمتع بخصائص تجعلها لغة عالمية بامتياز، مشدداً على أن هناك فرقاً جوهرياً بين مجرد تعلم اللغة وبين أن يعيش الدارس في اللغة ومن خلالها حيث تتجاوز اللغة العربية حدود الكلمات والقواعد لتصبح وسيلة للتعبير عن الهوية والثقافة.

وأضاف :” في هذا السياق تبرز مبادرات الشارقة الرائدة التي يقودها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي باللغة العربية وإثراء مكانتها على الساحة الدولية. وتسعى هذه المبادرات إلى تعزيز جسور التواصل بين الشرق والغرب لفهم احتياجات طلاب العربية خارج إطارها الجغرافي العربي وتشجيع الأجيال الجديدة على اكتشاف غنى اللغة العربية وتاريخها العريق من خلال مثل هذه اللقاءات التي نسلط فيها الضوء على تحديات تدريسها والمبادرات المتنوعة لتعزيز حضورها في الحاضر كما كانت حاضرة عبر التاريخ”.

من جهتها، أشارت الدكتورة شارلوت كواري في مداخلتها خلال الجلسة إلى أن المنهجية الفرنسية في التعليم تختلف عن المنهجية التي يتبعها مدرسو العربية وهو ما يجعل الطلاب الفرنسيين الذين يدرسون العربية يواجهون تحدياً في سهولة الانخراط والتفاعل معها ما يستدعي تغيير الأساليب التعليمية لتلائم احتياجاتهم.

وقالت :” الطلاب لهم غايات وأهداف متعددة من تعلم العربية فمنهم من يتعلمها للعمل في القطاع الأكاديمي كتعليم اللغات، ومنهم من يتعلمها ليمارس التجارة أو يدرس علوم الاقتصاد الإسلامي أو الدراسات التاريخية، فالمهارات المطلوبة تختلف بحسب المجالات التي يرغب الطلاب في العمل بها، وهذا يتطلب تقسيم المناهج بما يتناسب مع الفئات المستهدفة واحتياجات الطلاب لضمان توفير تعليم لغوي يلبي طموحاتهم ويعزز من فرصهم في سوق العمل.

بدوره، أشار الدكتور أغناطيوس غوتيريث إلى أن دراسته اللغة العربية لا تقتصر على كونها تخصصاً أكاديمياً اختاره بل هي رحلة لاستكشاف الثقافة والتاريخ الإسباني من خلال اللغة العربية، مؤكداً أن هناك تجاهلاً في أوروبا للإسهامات العربية وأن نشر اللغة والثقافة العربية يعزز الوعي بأهمية الحضارة العربية في تشكيل الحضارة الأوروبية الحديثة.