استكمال الأنشطة التنقيبية بجزيرة السينية في أم القيوين

أم القيوين في 6 مايو / وام / شرعت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، في استكمال أنشطتها التنقيبية في موقع جزيرة السينية للموسم الرابع على التوالي بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين والدوليين، حيث شملت أعمال التنقيب كلا من موقع دير السينية وموقع مدينة صيد اللؤلؤ وذلك للوصول إلى فهم أعمق للتاريخ الثقافي والأثري لهذه المواقع والمساهمة في صون هوية المنطقة.
وقالت رانيا حسين قنومه القائم بأعمال مدير إدارة الآثار والتراث بالدائرة، إن الأعمال في هذا الموسم استمرت لمدة 9 أسابيع بدأت منذ شهر يناير الماضي حتى شهر مارس في الموقعين، تم خلالها اكتشاف عدد كبير من المنازل الحجرية المتجمعة حول أزقة ضيقة مما يوضح بأن جزيرة السينية حظيت بتاريخ معماري أصيل على مر حقب زمنية مختلفة.
وأكدت حرص دائرة السياحة والآثار على استمرار أعمال التنقيب الأثري من أجل فهم المقومات الحضارية الأصيلة في الجزيرة بشكل أكبر إلى جانب استمرار عملية حفظ وصيانة هذه المباني الأثرية لضمان استدامتها.
وأوضح الدكتور ميكيلي ديجلي إسبوستي رئيس البعثة الإيطالية بأم القيوين وباحث في الأكاديمية البولندية للعلوم، أن هناك تسلسلا زمنيا لمدينة صيد اللؤلؤ مبني على اللقى الأثرية المكتشفة في الموقع، ففي العام الماضي 2023 تم الحفر في المنطقة الشِّمالية من المستوطنة وعُثر فيها على العديد من الأواني الفخارية التي يعود تاريخها إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، أما في العام الحالي 2024 فقد تم الحفر في المنطقة الجنوبية ويرجح بأنه قد يعود تاريخها إلى القرن الرابع، ومع استمرار أعمال الحفر والبحث في الموقع تشير النتائج إلى رجوع التاريخ الزمني للمدينة إلى وقت أقدم.
وكشف البروفيسور ربورت هويلاند من معهد دراسة العالم القديم في جامعة نيويورك عن العثور على العديد من الجرار الكبيرة في الموقع والمستوردة من بلاد ما بين النهرين حيث كانت هناك جرتان تحملان أحرفا آرامية شاع استخدامهم من القرن الأول حتى القرن الرابع الميلادي.
وأظهرت الدلائل التاريخية أن مدينة صيد اللؤلؤ كانت نقطة جاذبة للسكان آنذاك من بعد موقع الدور الأثري باعتبارها المدينة الرائدة والمزدهرة في القرنين الرابع والخامس الميلادي، وجذبت المدينة مجموعة من الرهبان عرفوا بالرهبان النسطوريين حيث قاموا بإنشاء دير مسيحي في وقت ما بين نهاية القرن السادس الميلادي وبداية القرن السابع الميلادي.
وقال البروفيسور تيموثي باور من جامعة الإمارات، إن علماء الآثار يعتقدون بأن أهالي مدينة صيد اللؤلؤ بجزيرة السينية رحلوا عن الجزيرة في القرن السادس أو السابع الميلادي، وبعد ذلك، برزت “جلفار” في رأس الخيمة كمدينة رئيسية على الساحل الخليجي للإمارات.
ويثبت موقع دير السينية الذي اكتشفه فريق دائرة السياحة والآثار بأن جزيرة السينية كانت ملتقى للحضارات ونقطة تواصل عالمية، ويحمل موقع مدينة صيد اللؤلؤ ثروة أثرية لا تقدر بثمن في بعدها التاريخي والاقتصادي.
وتولي دائرة السياحة والآثار اهتماما كبيرا لتنفيذ كافة الاستراتيجيات والأنشطة المرتبطة بالآثار، للحفاظ على التراث التاريخي للإمارة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المواقع واللقى الأثرية.