الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لإجراء تحقيق دولي حول اكتشاف مقابر جماعية في غزة

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لإجراء تحقيق دولي حول اكتشاف مقابر جماعية في غزةنيويورك – 30 – 4 (كونا) — دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء إلى ضرورة إجراء تحقيق دولي إزاء الأنباء التي تفيد باكتشاف مقابر جماعية في عدة مواقع في غزة بما في ذلك مجمعا (الشفاء) و(ناصر) الطبيان.وقال غوتيريش في تصريح للصحفيين بمقر المنظمة “من الضروري أن يسمح للمحققين الدوليين المستقلين ذوي الخبرة في الاستدلال العلمي الجنائي بالوصول فورا إلى مواقع هذه المقابر الجماعية لتحديد الظروف بالضبط التي فقد فيها مئات الفلسطينيين أرواحهم ودفنوا أو أعيد دفنهم”.وأشار إلى أن الحرب دمرت النظام الصحي في غزة إذ إن ثلثي المستشفيات والمراكز الصحية متوقفة عن العمل والكثير من تلك المتبقية أصيبت بأضرار جسيمة.وأضاف أن بعض مستشفيات غزة أصبحت تشبه المقابر مستشهدا بتقارير اكتشاف مقابر جماعية في مجمع مستشفى الشفاء شمالي غزة ومجمع ناصر الطبي في (خانيونس) بالجنوب الذي أفادت الأنباء باستخراج أكثر من 390 جثة منه.وشدد الأمين العام على ضرورة حماية المستشفيات والعاملين الصحيين وجميع المدنيين واحترام حقوق الإنسان الواجبة للجميع.وتطرق إلى المفاوضات الجارية حاليا من أجل التوصل إلى اتفاق على إيقاف إطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.وقال غوتيريش في هذا الصدد “من دون ذلك أخشى أن الحرب بكل عواقبها في غزة وأنحاء المنطقة ستزداد سوءا بشكل هائل”.وحول الغارات الجوية على مدينة (رفح) خلال الأسابيع الأخيرة اعتبر الأمين العام الهجوم العسكري على المدينة “تصعيدا لا يمكن احتماله” يؤدي إلى مقتل آلاف المدنيين الآخرين وله تأثير مدمر على الفلسطينيين في غزة مع تداعيات خطيرة على الضفة الغربية المحتلة والمنطقة بأسرها.ونبه إلى أن جميع أعضاء مجلس الأمن والعديد من الحكومات الأخرى أعربوا بوضوح عن معارضتهم لتلك العملية العسكرية مناشدا جميع المتنفذين لدى الاحتلال أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمنع ذلك.وتحدث الأمين العام عن الوضع في شمال غزة مشددا على ضرورة بذل كل ما يمكن لتفادي حدوث “مجاعة من صنع الإنسان” يمكن تفاديها لا سيما أن أكثر الناس ضعفا – من بينهم الأطفال المرضى وذوو الإعاقة – يموتون بسبب الجوع والمرض.وأوضح غوتيريش أن إحدى العقبات الرئيسية التي تعترض توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة هي انعدام الأمن للعاملين في المجال الإنساني وللناس الذين يستفيدون من الخدمات.وجدد الأمين العام دعوته لسلطات الاحتلال إلى إتاحة وتيسير وصول المعونة الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني بأمان ومن دون عوائق بما يشمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى جميع أنحاء غزة.وأكد أهمية “العمل الذي لا غنى عنه والضروري الذي تقوم به (أونروا)” لدعم ملايين الناس في غزة والضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية والأردن وسوريا ولبنان.وأوضح أن الوكالة ما زالت تواجه فجوة في التمويل داعيا الدول الأعضاء سواء المانحين التقليديين أو الجدد إلى التبرع بسخاء لضمان استمرارية عمليات (أونروا).واختتم الأمين العام تصريحاته الصحفية بالقول إن “هذه هي اللحظة المناسبة لإعادة تأكيد أملنا في حل الدولتين ومساهماتنا فيه – وهو المسار المستدام الوحيد لتحقيق السلام والأمن”.وأكد التزام الأمم المتحدة بشكل تام بدعم الطريق إلى السلام على أساس إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تماما وديمقراطية ولها مقومات البقاء تتمتع بوحدة الأراضي وتكون غزة جزءا لا يتجزأ منها.وكانت السلطات في غزة أعلنت العثور على مقابر جماعية خلفتها قوات الاحتلال بعد اقتحامها لمستشفى النصر ومستشفى الشفاء في القطاع المحاصر.ودأب الاحتلال الاسرائيلي على استهداف مستشفيات غزة منذ بدء حربه الحالية عقب عملية (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر الماضي. (النهاية)ع س ت / م م ج