الأمين العام لمجلس التعاون: قمة الدوحة تشكل إضافة لتعزيز المسيرة المباركة للمجلس

الدوحة في 05 ديسمبر /قنا/ أكد سعادة السيد جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على ما تمثله قمة الدوحة من إضافة في تقديم كل ما فيه خير ونجاح لتعزيز المسيرة المباركة للمجلس الذي لم ينفك عن اتخاذ التشاور نهجا، والتنسيق مسلكا، والترابط سبيلا، والتكامل طريقا، والوحدة هدفا، والتي انطلقت من روح الأخوة الصادقة، والإيمان بالمصير المشترك، ووشائج المحبة المتجذرة بين شعوب هذه المنظومة الخليجية الخيرة.

ورفع سعادته، في الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أصدق مشاعر الشكر والتقدير على الاستضافة الكريمة للاجتماع الرابع والأربعين للمجلس الأعلى الموقر (قمة الدوحة).

كما توجه سعادته بالشكر إلى مقام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عمان، لما شهدته فترة رئاسة جلالته للمجلس الأعلى خلال هذا العام من تميز مشهود ونتائج ملموسة، وعلى ما بذلته جميع الجهات المختصة في السلطنة من جهود كبيرة خلال رئاستها اللجان العاملة في إطار مجلس التعاون، الأمر الذي أثرى أعمالها وساهم في تعزيز المسيرة المباركة للعمل الخليجي المشترك.

وقال سعادة الأمين العام للمجلس “إن مسيرة المجلس ومنذ تأسيسه مضت تحقق نجاحا تلو النجاح”، منوها بجهود أصحاب الجلالة والسمو المؤسسين “الذين نهضوا بهذا المجلس العظيم بقوام من التعاون لمجابهة هذه التحديات”.

وأضاف “ها نحن اليوم نجد أنفسنا محاطين بشدائد شاخصة، وخاصة ما نشهده من جرائم دموية جسيمة تقترف بحق الشعب الفلسطيني في غزة”، مشيدا في هذا السياق بمواقف دول مجلس التعاون الراسخة والثابتة لنصرة الشعب الفلسطيني، وتخفيف معاناته، لا سيما وأن هذه المواقف الخليجية تأتي استكمالا للمواقف السابقة لدول مجلس التعاون.

وأعاد سعادة السيد جاسم بن محمد البديوي إلى الأذهان ما تضمنه أول بيان ختامي للمجلس الأعلى في 26 مايو 1981 بمدينة أبوظبي، من تأكيد على “أن ضمان الاستقرار في الخليج مرتبط بتحقيق السلام في الشرق الأوسط الأمر الذي يؤكد على ضرورة حل قضية فلسطين حلا عادلا يؤمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيه حقه في العودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة ويؤمن الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي طليعتها القدس الشريف”.

ونبه سعادته إلى خطورة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته، داعيا المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته والعمل أولا على ضمان وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين، بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة ويحمي المدنيين.

ونوه سعادته، في هذا الصدد، بمستوى التنسيق العالي والمستمر بين أصحاب السمو والمعالي والسعادة أعضاء المجلس الوزاري حول هذا الموضوع، وما واكب هذا التنسيق من جهود متميزة تمكنت من حشد الدعم الإقليمي والدولي بهدف نصرة الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه.

وتطرق سعادة الأمين العام لجلس التعاون، في كلمته، إلى ما حققته منظومة دول مجلس التعاون بفضل السياسات الحكيمة والمتوازنة التي تتبناها دول المجلس، من مكانة إقليمية ودولية رفيعة المستوى، مؤكدا أن مجلس التعاون أصبح قبلة للعديد من الدول والمنظمات التي ترغب في توطيد علاقاتها مع دول المجلس، وأن تدخل معها في شراكات استراتيجية.

وأوضح سعادته أن الأمانة العامة، وبالتنسيق المباشر مع دول مجلس التعاون، تعمل بشكل دؤوب محتفظة بتركيزها على تحقيق مصالح وأهداف دول المجلس لتعزيز الشراكات مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، معربا عن تطلعه إلى مزيد من جسور التواصل تمهد لروافد متينة للتعاون، وترسخ المكانة المرموقة لمنظومة مجلس التعاون على المستويين الإقليمي والدولي.

كما لفت سعادته إلى أن المجلس سيناقش في هذه الدورة المباركة العديد من الملفات الهامة التي تهدف إلى تعزيز المشاريع الخليجية المشتركة، وتوطين رأس المال الخليجي وتكامل خارطة الصناعات الخليجية، ومشاريع الأمن المائي والغذائي وأمن الطاقة، والتعامل مع التحديات البيئية، وتفعيل دور القطاع الخاص الخليجي، والدفع بمتطلبات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتعزيز أولويات التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي والتنموي والأمني والعسكري، وتقوم الأمانة العامة عبر آليات متابعة العمل الخليجي المشترك بمتابعة هذه الملفات الحيوية والهامة.

واختتم سعادة السيد جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كلمته بتهنئة دولة الإمارات العربية المتحدة على نجاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /COP28/، والمملكة العربية السعودية بمناسبة فوزها باستضافة معرض الرياض /إكسبو 2030/، ودولة قطر على نجاح استضافتها لـ/إكسبو الدوحة 2023/ للبستنة، لتضاف هذه السلسلة من الفعاليات المهمة إلى مصاف الأحداث الإقليمية والدولية المحورية التي تحتضنها دولنا.