الذكرى الثامنة لرحيل المناضل عثمان أبو غربية

  رام الله 18-4-2024 وفا- يصادف اليوم الخميس، الذكرى الثامنة لرحيل عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” المناضل عثمان أبو غربية. وكان رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قد منحه عام 2018 النجمة الكبرى لوسام القدس، تقديراً لدوره النضالي والفكري في خدمة وطنه وشعبه، وتثميناً لجهوده في خدمة القدس، ومساهمته في تعزيز صمود أهلها. وعقب وفاته قال الرئيس، إنه برحيل المناضل أبو غربية، فقدنا قائدا له مسيرة نضالية حافلة بالعمل الوطني، كرّس حياته منذ نشأته وحتى ارتقاء روحه إلى بارئها من أجل فلسطين وحريتها”. وُلد عثمان أبو غربية في القدس عام 1946، وانتقل مع عائلته للسكن في مدينة الخليل أوائل الخمسينيات، وحصل على الثانوية العامة في مدينة الخليل، وبدأ فيها بمبادرات تنظيمية وطنية، وشارك في المظاهرات والفعاليات الوطنية. واعتُقل عام 1963 وأُفرج عنه بكفالة، وأول علاقة له بركة فتح وأول اتصال بها كان عام 1963، والتحق في كلية الحقوق بجامعة دمشق، ووصل إلى السنة النهائية، واعتُقل في سجن الخليل مرة أخرى عام 1966، وفي عام 1967، وعلى إثر الحرب، ترك دراسته الجامعية والتحق بقوات العاصفة، وشارك في العديد من دوريات العمق المسلحة والدوريات. والتحق عام 1968 بالكلية العسكرية في مدينة “نانكين” بجمهورية الصين الشعبية، وتخرج فيها عام 1969، وأصبح برتبة ملازم أول، وتقلد عدداً من المهام العسكرية في أعقاب تخرجه فيها: ضابط إدارة القيادة العامة لقوات العاصفة، مساعد آمر قطاع “كتيبة 201” في منطقتي جرش والأغوار. وأسس أبو غربية مدرسة الكوادر العسكرية في قوات العاصفة وأصبح آمراً لها، ثم نائباً للمفوض السياسي العام، إضافة إلى كونه آمراً لمدرسة الكوادر، وكان كذلك عضواً في لجنة حركات التحرر الوطني مع القائد الشهيد خليل الوزير أبو جهاد. ونفذ العديد من المهام العسكرية والنضالية والتنظيمية بين الأعوام 1967 وـ1971 في الساحة الأردنية.  وتولى المشاركة في قيادة بعض المحاور القتالية في عمان أثناء معارك أيلول، وقام بالعديد من المهام والإنجازات العسكرية والقتالية، وأصبح عضواً في قيادة القوات في أحراش “دبين” مع الشهيد أبو جهاد عام 1971، وشارك في هذه القيادة الشهيد كمال عدوان وصخر حبش (أبو نزار). شارك الراحل أبو غربية في مهام سياسية أثناء مهامه العسكرية بعد الخروج من الأردن، منها محاولة الحصول على نقطة ارتكاز عسكرية في باب المندب في اليمن، وبعد إعادة تشكيل التوجيه السياسي عام 1972، استمر في تولي مهامه آمراً لمدرسة الكوادر، ونائباً للمفوض السياسي العام. وتولى مهام القيادة في القطاع الأوسط جنوب مدينة صور، وشارك في عام 1973 في حرب تشرين بداية في جنوب لبنان وعلى القاطع “رويسات العلم”، ثم انتقل إلى جبهة الجولان، وتولى مهامه في مدرسة الكوادر والتوجيه السياسي، والتحق بأكاديمية “فسترل” العسكرية في الاتحاد السوفيتي وتخرج فيها عام 1976.  عاد لتولي المهام أثناء الحرب اللبنانية، واعتقلته في البحر الأبيض المتوسط قبالة صيدا قوات الاحتلال البحرية، وتمكن من إدارة معركة من نوع خاص أثناء الأسر، انتهت بتبادل للأسرى، ونُقل إلى مكتب التعبئة والتنظيم عام 1977، وعاد لمواقعه في مدرسة الكوادر ولأداء المهام القتالية، وخاصة لدى اجتياح الليطاني عام 1978، تولى مهام تنظيمية متعددة، وأصبح مسؤولاً عن الساحتين الأوروبية والآسيوية ثم رئيساً لدائرة التنظيم. تعرض لمحاولة اغتيال في مدينة إسطنبول التركية، وانتُخب في المؤتمر العام الرابع 1980 عضواً في المجلس الثوري، وأصبح نائباً لمفوض التعبئة والتنظيم. وشارك في التشكيلات والمهام القتالية في البقاع أثناء اجتياح عام 1982، وأشرف على مشاركة متطوعي الأقاليم التنظيمية في المعارك، كما شارك في العديد من المهام العسكرية والتنظيمية والسياسية وأشرف على مئات المؤتمرات التنظيمية، وأدار تنظيم الحركة في ساحة العالم بكل أقاليمه. وصاغ النظرية التنظيمية للحركة وكتب الكثير من أدبياتها وتعاميمها، وتولى قيادة الساحة السورية بعد انتقال القيادة إلى تونس، ثم انتقل إلى تونس أواخر عام 1983، وتولى مهامه كنائب لمفوض التعبئة والتنظيم في الحركة، وقد شارك في المهام التنظيمية الأصعب، ومنها: الإشراف على المؤتمرات التنظيمية التي اتسمت بالصعوبة والحساسية، مثل: مؤتمري إقليمي الكويت واليمن. أصبح عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1984، وشارك في المهام السياسية والوطنية للحركة، وحضر العديد من المؤتمرات في الإطارين القومي والدولي. وتعرض لمحاولة اغتيال جديدة في منزله في منطقة الرام، وقد نجا بأعجوبة، وتولى المهام المتعددة في نطاق عمله ورفع شعار “بناء الإنسان أولاً”، وتمسك بالحد الأقصى الممكن للحقوق الوطنية الفلسطينية، وبالخط الكفاحي على هذا الطريق، وبخط توفير الجاهزية الوطنية، وانتُخب رئيساً للجنة العلاقات الخارجية والشؤون البرلمانية في المجلس الوطني الفلسطيني، وشارك وتولى المهام على المستوى البرلماني في العلاقات مع البرلمانات الشقيقة والصديقة. وفي عام 2003 أصبح نائباً للرئيس ياسر عرفات /القائد العام لشؤون التوجيه السياسي والوطني، مفوضاً سياسياً عاماً، وانتُخب في أوائل عام 2005 رئيساً للجنة العضوية للمؤتمر العام السادس لحركة “فتح”، تدرج في الرتب العسكرية إلى رتبة “لواء”. وشارك في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 عن دائرة القدس، وتقاعد بحكم القانون بسبب ذلك وهو برتبة “لواء”، تمت تسميته مفوضاً للمكتب الحركي العسكري، وكان أول مفوض لهذا المكتب، بصلاحية حضور اجتماعات اللجنة المركزية. وفي عام 2008 أصبح مفوضاً عاماً للمنظمات الشعبية في منظمة التحرير وحركة “فتح”، وترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، وانتُخب أميناً عاماً للمؤتمر عام 2008، وانتُخب رئيساً للمؤتمر العام السادس لحركة فتح في 4/8/2009، ثم انتُخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح وتسلم حقيبة المكتب الحركي العسكري وشؤون الأمن والمعلومات في اللجنة المركزية. كذلك استلم حقيبة مفوض عام شؤون القدس في الحركة إضافة إلى مهامه، وسمي عضواً في اللجنة الوطنية العليا للقدس برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية لـ منظمة التحرير الفلسطينية، وعُين رئيساً للجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية في 21/5/2011. ومن مؤلفاته: “التنظيم بين النظرية والتطبيق في تجربتنا”، و”مفاهيم وآليات في العمل التنظيمي”، و”تحديات وآفاق”، إضافة إلى عدة مقالات ودراسات. وتوفي المناضل أبو غربية أثناء خضوعه لعملية زراعة قلب في الهند بتاريخ 18 نيسان 2016. ــ إ.ر