انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان تحت شعار “التكامل الأسرى.. دين وقيم وتربية”

الدوحة في 07 مايو /قنا/ تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، انطلقت اليوم أعمال المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان، حول موضوع الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة، تحت شعار “التكامل الأسري .. دين وقيم وتربية”.
وأكدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر، توافق موضوع هذا المؤتمر مع القناعة الراسخة في دولة قطر بمحورية الأسرة في بناء المجتمعات، ومركزية الدين والأخلاق في هذا البناء، وهو الأمر الذي ينص عليه الدستور القطري دون مواربة في مادته (21)، لافتة إلى حشد دولة قطر، على المستوى الدولي، جهودا لصالح الأسرة، وسعيها المتواصل لتعزيز المناصرة الدولية لقضاياها، بما وفرته من منصات حوارية جامعة لصناع القرار والسياسيين والأكاديميين والمنظمات الدولية والجمعيات الخيرية.
ونوهت سعادتها إلى تأكيد انعقاد المؤتمر في دورته الخامسة عشرة حول موضوع الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة أن قضايا عالمنا المعاصر باتت لا تعرف حدودا، وأن التحديات لا يقف خطرها على من يواجهونها فقط، مشددة على أنه لا يمكن فصل قضايا الأسرة عن كافة القضايا الكبرى التي “وللأسف تزلزل عالمنا المعاصر، وتهدد سلامه واستقراره”.
وأكدت سعادتها أن قضايا الأسرة هي العامل المشترك الذي يمكن أن يجمع قضايا المجتمعات بكل مكوناتها، وهي كذلك العامل المؤثر والفعال على جميع الأصعدة بكل حقولها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، منبهة إلى أنه من هذا المنطلق بات من أوكد الواجبات على الجميع التركيز على الأسرة، وإعطاؤها جانبا كبيرا من الاهتمام، دولا وأفرادا وعلماء دين ومختصين، لاسيما أن الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء أي مجتمع.
وقالت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، في كلمتها، إنه لمن المخزي أن نجد انتهاكات حقوق الأسرة والمرأة والطفل في هذه الآونة تتكشف بصورة صارخة أكثر من أي وقت مضى في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة، يضاعفها الدعم الرسمي الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي الذي تلقاه قوات الاحتلال الاسرائيلي في المحافل الدولية من قبل عدد من القوى “التي وللأسف أخفقت أمام أهم اختبار إنساني لقيم الحرية والتحضر وحقوق الإنسان التي كانت ترعاها وتدفع بها”.
وأضافت سعادتها أنه “على الرغم من كل هذه الأوجاع والتخاذل الرسمي، وجدنا أن الوعي الجمعي للناس بكافة أديانهم وأعراقهم وتوجهاتهم قد تجاوز السردية المدفوعة في مساحات الإعلام التقليدي ليخلق فضاءا حرا جديدا يرفض أدلجة المبادئ وتفصيلها على مقاس معين، فكيف يمكن لمن يرفض محرقة الهولوكست المروعة ونظام الفصل العنصري المقيت في جنوب أفريقيا سابقا أن يقبل بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني الصامد في غزة”.
كما أشارت سعادتها لما يجري في السودان حاليا، مشددة على أن مأساة شعبه هي أكبر مأساة لجوء قائمة في اللحظة الحالية، لافتة إلى تناسي العالم مأساة الشعب السوداني وما رافقها من أكبر مأساة لجوء قائمة في اللحظة الحالية، وداعية إلى بذل كل ما هو متاح من وسائل علمية وتوعوية واقتصادية وخيرية لدعم السودان في محنته.
وذكرت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، أن هذا اللقاء يأتي استكمالا لمسيرة بدأت بالمؤتمرات السابقة حيث لقاءات تجمع القادة الدينيين والعلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، يظلها الحوار الحر البناء القائم على الاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر وثقافته ومعتقداته ومقدساته والتعامل مع الاختلاف على أنه أمر واقع، بل سنة إلهية لا ينبغي أن نتعامل معها بالمنطق الاقصائي، متمنية النجاح للمشاركين في تحقيق ما أخفقت فيه السياسة حتى الآن.
وأعربت سعادتها عن ثقتها التامة بأن يخرج المؤتمر، بعد المناقشات الجادة والدراسات العميقة من جميع الحاضرين، بمقترحات ومبادرات واقعية، تسهم في تمكين الأسرة وتهيئة الظروف للنهوض بها وبدورها، وتضع حلولا ومعالجات لمواجهة قضاياها المعاصرة، مؤكدة ضرورة دراسة الكيفية المثلى لمتابعة تنفيذ التوصيات التي ستصدر عنه ليتحقق الهدف والغاية المرجوة منه.
وهنأت سعادتها، في ختام كلمتها، الفائزين بجائزة الدوحة العالمية الخامسة لحوار الأديان لهذا العام من أفراد ومؤسسات والذين توجت أعمالهم في خدمة ودعم الأسر المتضررة، معربة عن أملها في أن يتحقق من خلال هذا التجمع النخبوي الهدف السامي في تلاقي أهل الإيمان والمختصين لفتح آفاق إنسانية جديدة بين بني البشر على اختلاف أديانهم وأجناسهم وثقافاتهم، لإيجاد سبل وحلول للتعامل مع القضايا المعاصرة.