جامعة نيويورك أبوظبي تستضيف قمة السياسة السلوكية

أبوظبي في 9 ديسمبر/ وام/ استضاف مركز التصميم السلوكي المؤسساتي في جامعة نيويورك أبوظبي أول قمة للسياسة السلوكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الفعالية الفريدة من نوعها التي تستعرض آفاق التعاون المستقبلية بين علماء الاجتماع وصانعي السياسات.

حضر القمة .. معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد وسعادة الدكتورة ليلى الهياس، المديرة التنفيذية لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي.

كما شارك في الفعالية، التي استمرت ليوم واحد، متخصصون في علم الاجتماع السلوكي وصانعو السياسيات من القطاعين الحكومي والخاص.

وناقش المشاركون سبل التعاون بين الباحثين وأصحاب القرار لتطبيق أحدث ما توصلت إليه الدراسات الميدانية، بهدف المساعدة على تأسيس سياسات قائمة على الأدلة من شأنها معالجة القضايا الملحّة في دولة الإمارات والمنطقة.

وقال معالي عبدالله بن طوق المري إن دولة الإمارات تبنت رؤية مستقبلية وطموحة لتنوع وتنافسية الاقتصاد الوطني، وتوفير الأطر التشريعية والمؤسسية المتكاملة لبيئة الأعمال والاستثمار في الدولة، بما يسهم في تسريع وتيرة التحول نحو النموذج الاقتصادي الجديد القائم على الابتكار والاستدامة، وبناء اقتصاد وطني راسخ وأكثر انفتاحاً على العالم، وذلك في ضوء توجيهات قيادتنا الرشيدة.

واستعرض معاليه، أبرز الجهود التي قامت بها الدولة لتطوير المنظومة الاقتصادية وتعزيز جاهزيتها للمرحلة المقبلة، وفق أفضل الممارسات العالمية، ومنها إطلاق “مختبر الإمارات للنمو الاقتصادي” بالتعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الأكاديمي، بما يضمن خلق بيئة تشريعية أكثر مرونة واستدامة.

كما استعرض ما تم إنجازه في برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، والمنصة العالمية للاستثمار “إنفستوبيا”، ودورهما البارز والحيوي في توسيع قاعدة الشركاء التجاريين للدولة إقليمياً وعالمياً، ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة.

وأطلع معاليه المشاركين على النتائج والمؤشرات الإيجابية التي حققها الاقتصاد الوطني خلال المرحلة الماضية، ومن أبرزها تسجيل الصادرات غير النفطية للدولة رقماً قياسياً غير مسبوق خلال النصف الأول من عام 2022 محققة حوالي 180 مليار درهم، وبنسبة نمو بلغت 8 في المائة مقارنةً بالفترة ذاته من عام 2021، إضافة إلى توقعات مصرف الإمارات العربية المتحدة، بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.5 في المائة خلال عام 2022، و4.2 في المائة خلال عام 2023.

وأكد على أهمية الدور البارز والحيوي لمركز التصميم السلوكي المؤسساتي، في دعم وتحفيز الطلاب الموهوبين والشباب وتشجيعهم على الابتكار والإبداع، ومواصلة تعزيز مهاراتهم وقدراتهم، حيث يعكس المركز رؤية الدولة في خلق أجيال مبدعة وطموحة قادرة على بناء مستقبل أفضل.

وأضاف معاليه : “نحن نتجه نحو اقتصاد قائم على رأس المال البشري والمعرفي باعتبارهما ركيزتين رئيسيتين من ركائز النمو المستدام المرحلة المقبلة لذلك فإن بناء تعاون فعال بين الحكومة والأوساط الأكاديمية يخدم جهودنا في هذا الاتجاه”.

وتابع المؤتمر فعالياته بجلسة حوار جمعت نيكوس نيكيفوراكيس، المدير المشارك لمركز التصميم السلوكي المؤسساتي، مع سعادة الدكتورة ليلى الهياس التي سبق لها التعاون مع المركز في إطلاق مبادرة ناجحة لتشجيع كبار السن على اعتماد النشاط البدني في نمط حياتهم.

وشددت الدكتورة ليلى الهياس خلال الجلسة على أهمية المشروع ودور شراكات مشابهة مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة في دعم الجيل القادم من صانعي السياسات.

وقالت : “فضلاً عن تعزيز الشراكات بين الأوساط الأكاديمية والحكومة للفهم العلمي من أجل تقديم الخدمات العامة المحلية، فإنها تساهم أيضًا في تصميم حلول فعالة ومصممة خصيصًا من خلال فهم احتياجات الأشخاص والأسباب الجذرية للقضايا والتحديات السائدة وتعاونت دائرة تنمية المجتمع مع مركز التصميم السلوكي المؤسساتي في جامعة نيويورك أبوظبي لتعزيز صحة كبار السن في الإمارة، وتحديداً من خلال تحفيزهم على الانخراط في الأنشطة البدنية “.

من جهتها قالت مارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي: “تعتبر جامعة نيويورك أبوظبي هي المكان المثالي لهذا الحدث، حيث أن أحد أهم أهدافنا يتعلق بالاستثمار في المستقبل والتعلم من بعضنا البعض من خلال التواصل والتعاون عبر الحدود”.

وأضافت : ” تتطلع دولة الإمارات إلى المستقبل في استثماراتها في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ولا يمكن دفع حدود هذه التخصصات إلا عندما تحكمها الأخلاق والفكر الاجتماعي والسياسة جيدًا ولهذا السبب أنشأنا مركز التصميم السلوكي المؤسساتي، والذي يركز على كيفية قيام العلوم السلوكية بتشكيل السياسات التي تؤدي إلى تحسين المجتمع ككل “.

واستضافت القمة أبرز الأكاديميين العالميين، بمن فيهم كاس سنستين من كلية الحقوق في جامعة هارفارد؛ وأكسيل أوكنفيلس من جامعة كولونيا؛ وكريستينا بيكيري من جامعة بنسلفانيا، والذين تناولوا في مناقشاتهم التطبيقات العملية لأبحاثهم.

ويُعد مركز التصميم السلوكي المؤسساتي في جامعة نيويورك أبوظبي من المراكز الشهيرة عالمياً لأبحاث العلوم الاجتماعية السلوكية ووضع السياسات العامة. ويعمل المركز، المتكامل تماماً مع جامعة نيويورك أبوظبي، على سدّ الفجوة بين الاكتشافات العلمية والسياسات العامة من خلال إجراء البحوث المتطورة التي لها تأثيرات هامة على الصعيدين المحلي والعالمي.