رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ورفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية

الدوحة في 07 يناير /قنا/ أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ضرورة الضغط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورفع القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية، باعتبار ذلك انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.

وقال معاليه، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، إنه استعرض مع وزير الخارجية الأمريكي أبرز المستجدات في المنطقة، وعلى رأسها الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، بكافة أبعادها السياسية والأمنية والإنسانية، إلى جانب التطرق لآخر التطورات في المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الأسرى والسجناء، وسبل الوصول إلى هدنة إنسانية جدية، من شأنها حقن دماء المدنيين ورفع المعاناة عنهم.

وأضاف معاليه أنه جرى خلال اللقاء مع وزير الخارجية الأمريكي بحث التطورات الأخيرة على الساحة الإقليمية، لا سيما محاولة منع اتساع رقعة الصراع في ظل التطورات الراهنة، والتي تحدث اليوم في كل من لبنان وسوريا والعراق والبحر الأحمر، وتداعيات ذلك على أمن المنطقة واستقرارها.

وأوضح معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن جهود دولة قطر تمثلت منذ اليوم الأول للمواجهات في غزة في التواصل عن كثب مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية؛ سعيا لخفض التصعيد وحقن الدماء ومعالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى والسجناء، وإيصال المساعدات العاجلة، مبينا أنه حتى هذه اللحظة، جرى إجلاء أكثر من 280 مصابا من قطاع غزة إلى الدوحة، وتم إرسال 59 طائرة تحمل 1850 طنا من المساعدات الإنسانية، تتضمن مستلزمات إيواء ومواد غذائية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأشار معاليه إلى تأكيد دولة قطر منذ السابع من أكتوبر الماضي على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار وحقن الدماء وحماية المدنيين، ومنع اتساع دائرة هذا الصراع، مبينا أنه على الرغم من كافة الجهود الدولية والإقليمية للتهدئة ومرور ثلاثة أشهر على المواجهات، لا تزال الحرب في قطاع غزة مستمرة بوتيرة متصاعدة، حيث حصدت حتى اليوم أرواح أكثر من 23 ألف فلسطيني، وتسببت في إصابة أكثر من 58 ألف شخص، فيما سيؤدي عدم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في ارتفاع هذه الأرقام مع مرور الأيام.

وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية: “من المؤلم أننا وصلنا لمرحلة اعتدنا فيها صور الدمار والقتل ومشاهد الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، وتحول الأطفال والنساء والمدنيين من الضحايا إلى مجرد أرقام تمر علينا في نشرات الأخبار.. ما نشهده اليوم يعتبر امتحانا كبيرا لإنسانيتنا، ويحتم علينا ألا نستسلم لتطبيع هذا المشهد الذي نراه يوميا على شاشات الأخبار، فما زالت المستشفيات تستهدف والمدارس تقصف، والنازحون يقتلون”.

وأكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن النزوح لا يزال تهديدا واردا، إلى جانب التهديد بقيام نكبة فلسطينية جديدة، حيث تؤكد ذلك التصريحات المستفزة التي أدلى بها بعض الوزراء المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، والتي ندينها بأشد العبارات، مشيرا إلى أنه من المؤسف أن نرى دائرة الصراع يشتد توسعها باستمرار، ما يؤكد وجوب احتواء هذه الأزمة في أسرع وقت، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وأثر ذلك في تهدئة باقي المناطق في الإقليم.

وقال معاليه، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية: إنه على الرغم من أهمية البحث عن حلول مستدامة للسلام في المنطقة، فإن التركيز ينصب الآن على وقف القتال، مع التأكيد على أن قطاع غزة جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، التي يجب أن تكون تحت حكم وقيادة فلسطينية، ووحده الشعب الفلسطيني الذي يملك القرار فيها، مشددا على أنه لا سلام في المنطقة دون تسوية شاملة وعادلة وفق قرارات الشرعية الدولية.

ونوه معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالعلاقات التي تجمع بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، مثمنا استمرار التعاون والشراكة والمشاورات بين البلدين الصديقين، كما أعرب معاليه عن شكره للولايات المتحدة على دعمها المستمر للجهود القطرية، والمنصبة حاليا على الوصول إلى هدنة إنسانية، وإطلاق سراح الأسرى والسجناء.

كما أعرب معاليه كذلك عن تطلع دولة قطر إلى أن يكون للولايات المتحدة الأمريكية دور في وضع حد لهذا الصراع، ودعم التوصل إلى حلول مستدامة، تمنح الشعب الفلسطيني الشقيق حقه في بناء دولته، مؤكدا تطلعه للاستمرار في التشاور بكافة الملفات التي يجري العمل عليها بشكل مكثف، والارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

وحول اتساع رقعة الصراع في المنطقة، أشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن دولة قطر حذرت منذ البداية من ذلك الخطر، مبينا أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها لبنان وسوريا مدانة، وفيها انتهاكات لسيادة هذه الدول. وأضاف أن الهدف الأسمى اليوم يكمن في إيقاف هذه الحرب، لمنع دخول المنطقة في منحى خطير.

وقال معاليه: إن دولة قطر تسعى دائما من خلال قنوات التواصل مع كافة الأطراف للوصول إلى تهدئة، ونعمل بشكل وثيق مع شركائنا في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى للوصول إلى ذلك.

وأوضح معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن وقوع هجوم ضد أحد كبار قادة حركة حماس من شأنه أن يؤثر على المفاوضات الجارية ويسهم في تعقيدها، إلا أن دولة قطر مستمرة في جهودها للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، وصولا إلى وقف إطلاق النار، ومرور المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن.

وحول ما يجري في البحر الأحمر، بين معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن موقف دولة قطر واضح تماما فيما يتعلق بحماية حرية الملاحة، حيث إن ما يجري في البحر الأحمر أمر غير مقبول، إلا أننا لا نرى الحل العسكري هو الحل السليم ردا على ما يجري هناك، مؤكدا معاليه أن الأولوية في المرحلة الحالية تكمن في إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، باعتباره أفضل الحلول الممكنة.

من جانبه، أكد سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أن دولة قطر لعبت دورا أساسيا في المفاوضات التي توصلت إلى هدنة إنسانية مؤقتة، أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، بينهم رهائن أمريكيون، فضلا عن مضاعفة المساعدات الإنسانية إلى غزة، مثمنا دور دولة قطر، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وجهودها المستمرة لتحرير باقي الرهائن.

وقال وزير الخارجية الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليوم: إن الولايات المتحدة الأمريكية ركزت منذ اليوم الأول للمواجهات في غزة بشكل مكثف على تجنب اتساع رقعة الصراع، مشيرا إلى أن ذلك هو ما تمحورت حوله زيارته الرابعة للمنطقة. وأضاف أنه مضى ثلاثة أشهر على المواجهات في غزة، واتساع دائرة الصراع قد يؤدي إلى المزيد من المعاناة وانعدام الأمن في المنطقة التي تعاني أصلا من التوتر.

ونوه أنتوني بلينكن، خلال المؤتمر الصحفي، باستقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، له اليوم، وبلقائه مع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، كما استعرض الجولة التي قام بها في المنطقة والمباحثات التي أجراها مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء الجمهورية اليونانية.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أنه جرى، خلال الاجتماعات التي عقدت في اليومين الماضيين، مناقشة الجهود لتوفير الحماية الأفضل، وتوصيل المزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة، وإطلاق سراح ما تبقى من الرهائن، مشيرا إلى أن الاجتماعات ناقشت ما يمكن لأي دولة أن تقوم به لتوفير المزيد من التطمينات والحوافز المطلوبة لبناء مستقبل أكثر أمنا واستقرارا وسلاما في المنطقة.

وأضاف بلينكن: الجميع مستعدون لدخول النقاشات العميقة واتخاذ القرارات الصعبة لكون الجميع له مصلحة في إيجاد سبيل تقدم إلى الأمام.. الجميع لديه التزام بعدم توسع دائرة الصراع، وعلينا استخدام نفوذنا لتجنب ظهور جبهات جديدة، في محاولة لتجنب التصعيد؛ لكون هذا الصراع ليس صراعا إقليميا فحسب، بل أمر يقلق العالم، وهذا ينطبق كذلك على الهجمات على حركة الملاحة في البحر الأحمر، أكثر طرق الملاحة ازدحاما.

وأشار إلى أن هذه الهجمات أثرت بشكل مباشر على المواطنين والشحنات والمصالح التجارية في أكثر من 40 دولة، كما تسببت في تعطيل أو تحويل أكثر من 20 بالمئة من عمليات الشحن الدولية، لافتا إلى أن هناك أكثر من 12 شركة شحن قامت بتحويل مسار آلاف السفن إلى رأس الرجاء الصالح، ما تسبب في رفع التكلفة وتأخير وصول الشحنات لأسابيع.

من ناحية أخرى، نوه وزير الخارجية الأمريكي بدور الأمم المتحدة في توصيل وتوزيع المساعدات المنقذة للحياة في قطاع غزة، لا سيما أن 90 بالمئة من سكان غزة يواجهون نقصا حادا في الغذاء، وهو ما يمثل ضررا دائما. كما رفض التصريحات الصادرة مؤخرا عن مسؤولين في إسرائيل تدعو لإعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، مشيرا إلى أنها تصريحات غير مسؤولة ومثيرة للمشاعر.

وشدد سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، في ختام المؤتمر الصحفي، على ضرورة إحلال السلام والأمن الدائمين في المنطقة.