طاولة مستديره حول كيفية تغطية وكالات الانباء لقضايا المناخ والاحتباس الحراري

طاولة مستديرة

حول كيفية تغطية وكالات الأنباء

لقضايا المناخ والاحتباس الحراري

بناء على الشراكة الاستراتيجية التي تربط الأمانة العامة لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) بوكالة أنباء الإمارات (وام) ، تلقت الأمانة  العامة دعوة للمشاركة في الطاولة المستديرة التي أدارتها (وام) على هامش القمة العالمية للحكومات التي أقيمت خلال الفترة من 13 إلى 15 /فبراير/2023 في مدينة دبي .

نوقشت في هذه الطاولة المستديرة ، التي كانت فرصة ثمينة لقادة الإعلام ، مواضيع رئيسية للاستدامة والصحافة البيئية وكيفية تغطية المؤسسات الاخبارية لقضايا التغيير المناخي وكيفية رفع مهارات الصحفيين وتدريبهم على الكتابة في مواضيع الاحتباس الحراري ومدى تأثيره على كوكب الأرض .

انعقاد الجلسة المغلقة

انعقدت الجلسة المغلقة بتاريخ 14 فبراير في دبي برئاسة الأستاذ محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات (وام) وحضور كل من محمد اليامي المدير العام لاتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الاسلامي ، عبدالله بو حجي مدير عام وكالة أنباء البحرين ، الدكتورة فاطمة السالم المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية ، الدكتور فريد أيار الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية ، نجيب قويعة الرئيس التنفيذي مدينة موريشيوس للإعلام ، تشانغ لي ” فائزة ”  المدير التنفيذي للمكتب الاقليمي لمجموعة الصين الإعلامية (GMC) للشرق الأوسط ، محمد أوزازير الرئيس التنفيذي لمجموعة مترو تي في ميديا أندونيسيا ، أدريان ويلز المدير العام شركة إينكس الإعلامية لوكسمبورغ.

أشار الأستاذ محمد الريسي في بداية الجلسة إلى أن الطاولة تهدف إلى مناقشة الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في إبراز آليات التعامل الأمثل مع تحديات التغير المناخي من خلال التركيز على الصحافة البيئية كأساس مستقبلي للتعامل مع مستجدات وتحديات التغير المناخي . كما أشار إلى ضرورة التحرك بشأن الأزمة المناخية وتعزيز الوعي في هذا الصدد . وضرورة مناقشة التغطية الإعلامية للتغير المناخي ومدى تأثيره على الرأي العام والقرارات السياسية ، وكذلك الفرص والتحديات التي يواجهها الإعلاميون المختصون بالبيئة في كافة أنحاء العالم لاسيما الدول الواقعة في الجنوب . 

وبين السيد الريسي إلى أنه من الضروري أن تهدف المناقشات إلى تقديم وجهة نظر شاملة بشأن الوضع الحالي للإعلام البيئي والتوجه المستقبلي للتعامل مع تحديات التغير المناخي بشكل فعال . ثم طرح سؤالين يفترض مناقشتها في هذه الجلسة: 

الأول:

  1. كيفية النجاح في توصيل أهمية تغطية أزمة المناخ للرأي العام وإشراك الجمهور في التحرك لمواجهة ذلك ؟

الثاني:

  1. ما هي التحديات التي تواجه الإعلام البيئي على الصعيد العالمي ؟ وما هي التحديات الخاصة التي تواجهها المنطقة ؟

مداخلات الأعضاء

شارك جميع من حضر هذه الطاولة المستديرة في إبداء رأيه بالكيفية التي يفترض بالصحفي أن يتعامل بموضوع الاحتباس الحراري حيث يتوقع أن تحظى قضايا المناخ بمساحات أكبر من التغطية الإعلامية في الصحافة العربية .

لقد تم التأكيد من قبل بعض المتحدثين إن درجة اهتمام الإعلام بقضايا البيئة تغيرت مع بدء المعاناة من تبعات التغيرات المناخية . حيث أصبحنا نرى ما تمثله هذه التغيرات على حياتنا اليومية من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية وحرائق الغابات وذوبان الجليد إضافة إلى التبعات على الأمن الغذائي والاقتصاد وغيرها .

مداخلة فانا

بدوره الدكتور فريد أيار الأمين العام للاتحاد أشار بأن وسائل الإعلام المختلفة والمتعددة الأوجه يجب أن تضطلع بدور مهم لمواجهة الأخطار المتعلقة بالتغييرات البيئية وتوعية الجماهير بما قد يجري مستقبلاً من أخطار في حال عدم تداركها بشكل عاجل وأيضاً يفترض أن توضع برامج من قبل المؤسسات الإعلامية الكبرى لتدريب وتأهيل الصحفيين لإعداد تقارير لاطلاع الجمهور على أضرار الانبعاثات الكربونية وتغير المناخ على الحياة . مع الأخذ بنظر الاعتبار والتركيز عليه وهو أن ارتفاع درجة حرارة الأرض ظاهرة طبيعية في أصلها ، وضرورية لحفظ توازن حرارة الأرض بما يمكن من الاستمرار الحياة عليها ، بيد أن النشاط الصناعي يحفز هذه الظاهرة بشكل زائد وبالتالي مدمر .

وأشار الأمين العام إلى إن تدريب صحفيين ليصبحوا متخصصين في مجال تغير المناخ يجب أن يأخذ بالاعتبار العديد من النقاط ومنها أن تغير المناخ هو في الأساس قضية ” تنمية ” فهو يهدد بتفاقم معدلات الفقر ويضر بالنمو الاقتصادي وعليه تبرز ضرورة وجوب مواصلة نمو الاقتصاد بشرط فصله عن الانبعاثات الكربونية وضرورة إرسال إشارات إلى الشركات لخلق حوافز للحد من السلوكيات المتسببة بالتلوث وللأستثمار في خيارات الطاقة النظيفة وكذلك بناء المدن المرنة منخفضة الانبعاثات الكربونية وزيادة كفاءة استخدام الطاقة المتجددة وتطبيق ممارسة الزراعة المراعية والتوسع في الغابات .

وقال الدكتور أيار كل هذه الأمور تعني أن على الصحفي عندما يكتب مقالاً حول تغيير المناخ أن لا يعتبر ذلك هو القصة ، بل ذلك هو السياق الذي ستكتشف فيه العديد من القصص الأخرى . هذا مع العلم أن الاهتمام الإعلامي بالقضايا البيئية يعتبر حديث نسبياً ولم يتسع ويتصاعد إلا بعد اكتشاف الآثار السلبية للبيئة الناجمة عن التطبيقات المعاصرة للتكنولوجيات الحديثة مما خلق اهتماماً متزايداً بقضايا البيئة وتطلب قيام وسائل الإعلام بتسليط الضوء على المشكلات البيئية في محاولة للقضاء عليها أو التخفيف من حدتها . ولكن ومع ذلك يفترض في الوقت الحاضر العمل على :

  • تقوية القدرة على المعرفة لدى المختصين والبحث وتقوية التواصل والتفاعل عند الرأي العام والقطاعات السياسية والاقتصادية .
  • ضرورة بلورة استراتيجيات وبرامج استباقية حول التغييرات المناخية .
  • لا يوجد لغاية الآن صحفيين متخصصين في المعلومات المناخية وأن قلة الوعي المعرفي الدقيق بالقضايا المناخية يجعل وسائل الإعلام تضخم الأحداث في بعض الأحيان .
  • أصبح من الضروري تبسيط المفاهيم العلمية عند تناول المتغيرات المناخية … لذلك فأن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين فهي تملك سلطة التأثير والمساعدة على التغيير السلبي والإيجابي إضافة إلى مسؤولياتها تجاه المجتمع . 

مقترحات الأمانة العامة للاتحاد

وبناء على كل ما تقدم ، فأن الأمانة العامة للاتحاد تعتزم تقديم مشروع إلى وكالات الأنباء العربية ، في القريب ، بضرورة تأسيس أقسام تعنى بأمور البيئة والاحتباس الحراري وأن تطلب ، إعداد نشرة بيئية على غرار النشرات الاقتصادية والثقافية والصحية وغيرها لتنشر في جميع وسائل الإعلام العربية . كما ستقوم أيضاً بإجراء الاتصالات اللازمة بالمؤسسات المعنية بالبيئة والاحتباس الحراري لمناقشة موضوع عقد دورات تدريبية متخصصة بشؤون البيئة وإعداد صحفيين عرب متخصصين في هذا المجال .

كلنا أمل أن ننجح في هذه المهمة وبذلك يكون لوكالات الأنباء العربية دور فاعل في الحفاظ على بيئة نظيفة تُمكن الانسان من مواصلة العيش على الكوكب الذي نحن فيه .