قطر تؤكد أن المفاوضات والوساطة وفض المنازعات سلميا ركائز أساسية لسياستها الخارجية

جنيف في 02 ديسمبر /قنا/ أكدت دولة قطر اهتمامها الخاص بالمفاوضات والوساطة وفض المنازعات بالطرق السلمية، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها سياستها الخارجية.

جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الدكتورة هند بنت عبدالرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، خلال انعقاد النسخة الثالثة من “يوم التفاوض العالمي” الذي نظمه معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار) ووكالة التفاوض الدولية، في جنيف، برعاية دولة قطر، اعترافا من المنظمين بالإنجازات المتميزة التي حققتها الدولة في مجال المفاوضات والوساطة، وهو ما تكلل بمنح الأمم المتحدة في عام 2021 دولة قطر، ممثلة في شخص سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، آنذاك ، “جائزة مفاوض العام 2020” تقديرا لدور الدولة وجهودها في تسوية النزاعات عبر العالم.

وأشارت سعادتها إلى أن دولة قطر حرصت في ظل هذه التحديات، كقوة دبلوماسية رائدة في فض النزاعات وتسوية الخلافات الدولية، على استخدام الدبلوماسية الوقائية والوساطة، والمساعي الحميدة، كأدوات فاعلة لتسوية الأزمات الدولية، وهو ما جعل منها، بفضل توجه قيادتها وجهودها في هذا المجال، واحدة من أهم الفاعلين على الساحتين الدولية والإقليمية في هذا المجال.

ولفتت إلى أن دور دولة قطر في إيجاد الحلول للازمات الدولية لا يقتصر على المفاوضات والوساطة فحسب، بل إنها تحرص أيضا على استدامة الحلول التي يتم التوصل إليها عن طريق تنفيذ المشاريع التنموية بغية تعزيز الاستدامة للسلام، إدراكا منها للعلاقة الوثيقة بين السلم والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان.

وأوضحت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر أن المفاوضات مهما كانت شاقة أو معقدة، فهي تظل دائما الحل الأمثل، والأقل كلفة، والأكثر جدوى، لوضع حد للمشاكل والأزمات الدولية مهما كان حجمها.

وشددت سعادتها على أن مسؤولية التصدي للتحديات الكثيرة التي تواجه العالم وتأثيراتها على البشرية واستقرارها واستدامتها، تظل مسؤولية مشتركة ولا تقع على عاتق دولة بعينها، كما أكدت على الدور البالغ الأهمية للمفاوضين الذين لا غني عن جهودهم لأحداث الاختراقات التي تمكن من إيجاد حلول ملائمة لهذه التحديات.

وأشارت سعادتها إلى انجازات دولة قطر على مدى أكثر من 15 عاما كوسيط في عشرات الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، وهو ما حقق نتائج إيجابية في العديد من الملفات المهمة، وتفاوتت هذه النتائج بين التوصل إلى سلام، وإلى الافراج عن الأسرى والمحتجزين، أو إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدول، أو تيسير توصيل المساعدات الانسانية.

في هذا الصدد، أشارت سعادة المندوب الدائم في الأمم المتحدة إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة قطر حاليا مع عدد من الشركاء المخلصين لإنهاء الأزمة الإنسانية المروعة في غزة، ونجاحها في التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية.

وفي الختام شددت سعادتها على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاستباقية وتبني نهج الدبلوماسية الوقائية لتجنب وقوع هذه النزاعات، مؤكدة على أهمية تضمين وتعميم وتقوية هذه المبادئ في إطار ولايات أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ولجانها وبعثاتها الميدانية، بما يسهم في تحقيق مقاصد وأهداف الأمم المتحدة، وعلى رأسها حفظ الأمن والسلم الدوليين.

من جانبه، تقدم السيد نيكيل سيث، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، والمدير التنفيذي لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار) بالشكر لدولة قطر ومندوبها الدائم في جنيف على رعاية هذا الحدث والدعم المتواصل لليونيتار، مشيرا إلى الدور القيم الذي تضطلع به دولة قطر في مجال الوساطة والمساعي الحميدة.

وقال: “لو كنا سنسلم جائزة أحسن دولة في مجال المفاوضات لتم تسليمها إلى دولة قطر”.

وأضاف بأنه استشف من خبرته الطويلة أن نجاح الوساطة لا يرتبط بقوة الدولة وحجمها، مستدلا على ذلك بالمثال الناجح لدولة قطر في هذا المجال.

وفي ختام الاجتماع، قامت سعادتها بتسليم جائزة “أفضل مفاوض لهذا العام”، إلى السيد فريد شرابيه، وهو خبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر.