مجمع اللغة العربية بالشارقة يشارك في مؤتمر الكفاءة في تعليم اللغة العربية بتركيا

الشارقة في 23 أبريل / وام / أكد مجمع اللغة العربية خلال مشاركته في المؤتمر الدولي المشترك الأول “الكفاءة في تعليم اللغة العربية” الذي نظمته “دار العربية” في مدينة إسطنبول التركية أن العالم المعاصر يشهد تنافساً كبيراً بين اللغات العالمية وهذا يضع المسؤولين عن نشر وتعليم اللغة العربية أمام تحديات كبيرة تتطلب التركيز على التدرج في تعليمها والعناية بتطوير المعلمين المهرة الذين يزرعون حب العربية في نفوس طلابهم وإثراء مهاراتهم بالفهم العميق لجماليات اللغة العربية ونصوصها الأدبية الواضحة لكبار الأدباء والكتّاب والابتعاد عن التعقيدات اللغوية خاصة في بدايات رحلة الطالب.

وفي حديثه خلال المؤتمر الدولي الذي جمع أكثر من 40 أكاديمياً وباحثاً وممثلين لمجامع وجامعات عربية وأجنبية ألقى الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة كلمة افتتاحية رئيسية تحت عنوان “صناعة الملكة اللغوية عند الطالب غير العربي” وقدَّم في اليوم الثاني من المؤتمر ورقة علمية تناولت “تكوين الرصيد اللغوي وصناعة الملكة اللغوية للناطقين بغير العربية” حيث أكد أن تعلم أي اللغة لا يقتصر على معرفة معاني الكلمات وقواعدها بل يجب أن يكتسب المتعلم آليات تعلم اللغة بدءاً من معرفة الكلمات ومعانيها وصولاً إلى استخدامها بشكل صحيح في صياغة الجمل والعبارات اللغوية.

وشدد الدكتور المستغانمي على أهمية أن يعيش دارس العربية في بيئة تستخدم اللغة بشكل صحيح وهو ما يُطلق عليه مصطلح “الانغماس اللغوي” الذي يساعد كثيراً في تعلم العربية خاصة الذين لا يتحدثونها كلغة أولى إذ يشارك في زيادة مخزون الكلمات والتعبيرات لدى الطالب ويعوِّده على النطق الصحيح ويجعله قادراً على تكوين جمل عربية فصيحة صحيحة كما أنه يعرِّف الطالب على الثقافة العربية بما يعزز الاستفادة الكاملة من التجربة التعليمية.

وأكد المستغانمي ضرورة تشجيع الشباب على قراءة كتب المبدعين من الكتاب، لافتاً إلى أهمية الحفظ في تعلم اللغة العربية فيبدأ الطالب بحفظ أجزاء من القرآن الكريم والحديث الشريف ويبتعد عن استخدام كلمات أجنبية أثناء الكلام بحيث يكون واثقاً أن الفصحى تكفي للتعبير عن أفكاره ومشاعره بشكل واضح.

وتحدث أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة حول أفضل الاستراتيجيات التي تعين طالب العربية على إتقانها، قائلاً إنه عند تعلم اللغة العربية يجب البدء بالأساسيات وبعد فهمها جيداً يمكن الانتقال لمرحلة أعمق حيث يتعرّف الطالب على المزيد من الكتب المتقدمة ويتعمق في فهم مختلف المواضيع، وفي المرحلة التالية يبدأ الطالب بالتوسع في البحث والنقاش والتحليل ومن المهم تجنب حفظ القواعد المعقدة والكتب الغامضة التي تُصعّب اللغة إذ ينبغي تعليم الطالب الجماليات اللغوية من خلال أمثلة جميلة واضحة تُسهّل الفهم وتُمتّع الطالب.