مركز بومبيدو الثقافي أيقونة معمارية وثقافية عالمية في قلب باريس

باريس في 28 سبتمبر /قنا/ يعد مركز جورج بومبيدو الثقافي في العاصمة الفرنسية باريس أيقونة معمارية وثقافية عالمية متعددة الاختصاصات، ووجهة فنية وسياحية من أبرز معالم باريس.

ويقع المركز على مساحة تقارب 1000 متر مربع، ويضم مسرحا خاصا وقاعة للعروض وأخرى للمحاضرات، وقاعتي سينما، ومركزا للبحوث الموسيقية والصوتية، ومكتبة ثرية بالكتب النادرة والمخطوطات، بالإضافة إلى متحف خاص بالفنون البصرية.

ويحتل المتحف الوطني للفن الحديث المساحة الكبرى من المركز، وتعتبر مجموعته الفنية التي تضم أكثر من 120 ألف عمل، الأكبر في أوروبا، والثانية في العالم بعد متحف نيويورك للفن الحديث.

وتتكون معروضات المتحف من مجموعة في الفن الحديث والمعاصر، بما في ذلك الفن التشكيلي والرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت وأعمال العمارة.

ويعرض متحف الفن الحديث الذي يشغل الطوابق الثلاثة العليا من المركز الذي يضم 10 طوابق، روائع وكنوز الفن المعاصر وأعمالا فنية بارزة لأكبر وأشهر المدارس الفنية وأهم الفنانين حول العالم أمثال بابلو بيكاسو وهنري ماتيس وفاسيلي كاندينسكي وبول كليه وسلفادور دالي وفريدا كاهلو ومارسيل دوشامب وفينسنت فان غوخ.

وقال كزافييه ري مدير المتحف الوطني الفرنسي للفن الحديث في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن البرمجة الفنية لمركز بومبيدو ومتحف الفن الحديث غنية جدا ومتعددة التخصصات، وهناك الكثير من الأنشطة والمعارض الفنية المقامة حاليا والمبرمجة لعامي 2023 و2024، منها المعرض الكبير للصور الفوتوغرافية الذي افتتح الموسم الحالي ويتمحور حول تمثيل الجسد تحت عنوان جسد لجسد وهو يضم مجموعة أعمال المتحف الوطني للفن الحديث ومجموعة مارين كارميتز.

وأشار إلى أن متحف الفن الحديث ومركز بومبيدو، سيقيمان بالذكرى الخمسين لوفاة الرسام العالمي بابلو بيكاسو، معرضا استيعاديا لرسوماته، فضلا عن برمجة ثرية في عام 2024، سيتم خلالها الاحتفال بثلاثة أحداث بارزة منها: معرض استيعادي لأعمال برانكوسي، ومركز بومبيدو بألوان القصص المصورة، ومعرض ضخم للفن السريالي، منوها بأن المتحف يعرض حاليا من ضمن مجموعته، حوالي ألفي عمل في الطابقين 4 و5 من مركز بومبيدو، مشيرا إلى أن هذه الأعمال الفنية تعد أضخم مجموعة من الفن الحديث والمعاصر في أوروبا، ما يجعل قيمتها الفنية “لا تقدر بثمن”، حيث يتم “تمثيل أعظم الفنانين وأعظم الحركات الفنية” في أوروبا والعالم.

وأوضح ري، أن المتحف الوطني للفن الحديث يشكل مجموعة من الأعمال الفنية الوطنية التي تتبع متحف اللوفر (أعمال العصور القديمة والقرن الثامن عشر) ومتحف أورسيه (أعمال القرن التاسع عشر)، وبالتالي تغطي الفترة الحديثة (1905 – 1960) والفترة المعاصرة (من عام 1960 إلى اليوم).

ولفت مدير المتحف الوطني الفرنسي للفن الحديث، إلى أن مقياس اختيار هذه الأعمال لعرضها في المتحف يعود لقيمتها التاريخية والفنية، حيث يشكل بعضها روائع وقطعا فنية أساسية في المجموعة، بينما تمثل أعمال أخرى مجموعة فنان أو حركة فنية من خلال تسليط الضوء عليها بطريقة جديدة، منوها في الوقت نفسه، بأنه في كل عام تجتمع لجنة علمية مكونة من خبراء لمناقشة ما إذا كان يمكن تضمين عمل فني ما في المجموعة أم لا.

وأشار ري إلى أن ميزانية المتحف تبلغ مليوني دولار تخصصها وزارة الثقافة الفرنسية، يضاف إلى ذلك العديد من التبرعات الخاصة ومساهمات أساسية من أصدقاء مركز بومبيدو.

وبين أن مركز بومبيدو استقبل أكثر من 3 ملايين زائر في عام 2022، بمتوسط 9646 زائرا يوميا للمتحف والمعارض المؤقتة.

وبخصوص الأعمال واللوحات الفنية الخليجية والعربية المعروضة في متحف الفن الحديث وقيمتها وإضافاتها، لفت كزافييه ري إلى أنه لسنوات عديدة كان المتحف الوطني للفن الحديث مفتوحا للفنانين غير الغربيين وتم إنشاء دوائر دولية لأصدقاء مركز بومبيدو من أجل إثراء مجموعاته الفنية، مضيفا أن الدائرة الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتعاون بشكل وثيق مع العالم العربي، وفي هذا السياق قدم مؤخرا معرض “المقاومة العالمية” مجموعة مختارة من فناني المنطقة العربية.

وأشار إلى وجود الكثير من الأعمال الفنية الخليجية المعروضة في المتحف على غرار أعمال ناصر السالم وأحمد ماطر ومهنس شونو ومنال الضويان من السعودية، ومحمد أحمد إبراهيم وفرح القاسمي وحسن شريف من الإمارات.. بالإضافة إلى أعمال عربية ومغاربية أخرى مثل أعمال جنان العاني وجميل حمودي وجلال توفيق من العراق، ولورانس أبو حمدان وبسمة الشريف وأيمن يسري ديدبان من الأردن، ومحمد بورويسة وماسينيسا سلماني من الجزائر، ومنى حاطوم من أصل فلسطيني، وفريد بلكاهية وحسن ضرسي من المغرب، وأنطونيو كوربورا ونادية الكعبي لينكه من تونس.

وأكد كزافييه ري أن حجم التعاون الثقافي بين متحف الفن الحديث ومركز بومبيدو، وبين العالم العربي، يشهد تطورا عاما بعد آخر، وإن كان يحدث ببطء وعلى المدى الطويل، منوها بأن إعادة قراءة تاريخ الفن الغربي وانفتاحه على تواريخ فنية أخرى هو أمر حديث جدا ويستغرق وقتا للتغيير.

جدير بالذكر أن المركز الثقافي جورج بومبيدو سمي بهذا الاسم نسبة إلى الرئيس الفرنسي الراحل جورج بامبيدو (1911 – 1974)، الذي حكم فرنسا في الفترة ما بين 1969 إلى 1974، ويعود له الفضل في بناء هذا الصرح الثقافي الكبير الذي تم افتتاحه بعد وفاته عام 1977.

ويتميز المركز بتصميمه البديع المتفرد، من قبل المهندسين المعماريين رينزو بيانو وريتشارد روجرز. وبلغ عدد زواره منذ افتتاحه لأول مرة عام 1977 إلى الآن حوالي 150 مليون زائر.