‘مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2022’ : الجرأة والمبادرة للتغيير أدوات أساسية في تشكيل هوية المجتمعات

الشارقة في 18 ديسمبر / وام / أكد نخبة من الخبراء والمتخصصين من قادة التغيير والمسؤولين أن وسائل الإعلام تؤثر بشكل بالغ على الوعي الجمعي بسبب قدرة المنصات الرقمية والفضائية على الانتشار والوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور وتكوين آرائهم وتصوراتهم حول مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والمعرفية مشيرين إلى أن ذلك يعود ليس لأنها تعد مصدراً للمعلومات والأخبار فقط وإنما لكونها وسيلة تتحكم بالرأي العام.

جاء ذلك في عدد من الجلسات التي تضمنها برنامج اليوم الثاني من “مهرجان الشارقة لريادة الأعمال” كانت أولاها تحت عنوان “أثر وسائل الإعلام في تشكيل هويتنا الثقافية” حيث استضافت كلاً من الشيخ سلطان سعود القاسمي كاتب العمود والباحث ومؤسس “مؤسسة برجيل للفنون” والدكتور خالد المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس) إضافة إلى رائد الأعمال السوري في مجال التكنولوجيا والإعلام عبد السلام هيكل .

وأكد الشيخ سلطان سعود القاسمي أن الإعلام يساهم بشكل فاعل في تشكيل الهوية الثقافية لأي فرد بصورة تماثل الدور الذي تلعبه العائلة ودائرة المعارف والأصدقاء قائلاً: “نحن مستهلكون دائمون لمواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها والدليل على ذلك هو عدد الساعات التي نقضيها ونحن نستخدم هواتفنا والتي تتراوح على الأقل ما بين 4 إلى 7 ساعات يومياً لافتاً إلى توفر بدائل غير محدودة للمستخدمين اليوم الذين يواجهون مظاهر القصور في وسائل الإعلام العربية بالاتجاه إلى الإعلام الغربي لجلب المعلومة وتلبية اهتماماتهم وشغفهم.

وشدد القاسمي على أهمية أن يركز الإعلام العربي على محتوى يحترم عقل القارئ قائلاً: “كلنا مسؤولون وأي شخص هنا يتحمل عبء ضعف المحتوى العربي لكنني متفائل مما أراه من مبادرات شبابية يقوم فيها متطوعون بزيادة المحتوى العربي على موقع مثل ويكيبيديا، فعلينا دوماً ألا نحمل كل المسؤوليات على الحكومات وأن يبادر أي شخص إلى تصحيح المعلومات الخاطئة التي يجدها على الإنترنت”، مؤكداً أن الجيل الجديد هم المسؤول الأول للقيام بهذه المهمة لأنها تتعلق بمصيره ومستقبله.

واتفق الدكتور خالد المدفع مع هذا الرأي بقوله إن وسائل الإعلام تغطي مجالات متعددة تفوق الأخبار والقضايا الاجتماعية لأن المصادر التي تمدنا بالمعلومات هي التي تقوم بالتالي بتشكيل ثقافتنا وقال: “لابد من المحافظة على مصادر معلوماتنا وثقافتنا لأنه بات من السهولة بمكان خلق تأثيرات سلبية على المجتمع ونشر الأخبار الزائفة أو المغلوطة ونحن في (شمس) نعمل على تنفيذ العديد من المشاريع التي من شأنها خلق إضافة إيجابية عبر تأسيس المنصات المناسبة لثقافة مجتمعنا وتطلعاته”.

وأضاف المدفع: “مهمتنا الأساسية هي جذب الشباب من صناع المحتوى وأصحاب الأعمال الناشئة لدخول قطاع الصناعات الإبداعيّة عبر إيجاد شراكات تخصصية ومبادرات نوعية تمكنهم من العمل بصورة مستدامة ..مؤكداً أهمية أن تضع أي مبادرة إعلامية هدفاً استثمارياً يجعل منها مشروعاً جاذباً للشركات حيث إن تجاهل المردود الاقتصادي وعامل الربح هو ما يضعف أي مبادرة حكومية.

من جانبه قال عبدالسلام هيكل إنه ما من وجود لما يؤثر على ثقافة المجتمع أكثر من الإعلام ..مؤكداً أن الثقافة لا تقتصر على الأعمال الفنية والأدبية بل على كل العناصر التي تؤثر على طريقة تفكير المجتمع وأسلوب عيشه داعياً الجميع للتفكير في الإعلام دوماً كصناعة ومجال للمسؤولية المجتمعية.

وقال هيكل: “نعاني من وجود فجوة كبيرة في المحتوى العربي على الإنترنت فعلى الرغم من كون متحدثي العربية يتجاوزون 400 مليون نسمة فإن هنالك العديد من اللغات الأخرى تفوقها في كم المحتوى كاليونانية أو البولندية التي يتحدثها 28 مليون شخص فقط” ..داعياً إلى المزيد من الاستثمار في هذا المجال وعدم الارتهان إلى اكتساب المعارف باللغات الأجنبية التي تقلل من دائرة المستفيدين من المعارف الإنسانية المتاحة مجاناً على شبكة الإنترنت.

وتضمن برنامج “منصة التأثير” في المهرجان محاضرةً تحت عنوان “اصنع نجاحك” قدم فيها الإعلامي اللبناني وسام بريدي مسيرته المهنية منذ الدراسة مروراً بعمله كمقدم للبرامج انتهاءً بمشاركته في تأسيس شركة “Disruptive Knowledge”، حيث أكد ضرورة مواصلة رواد الأعمال للتعلم المستمر ومواكبة كل جديد في مجالاتهم بغض النظر عن خبرتهم المهنية والأكاديمية، واصفاً ذلك بكونه السبيل الدائم للتطور والازدهار والقدرة على المنافسة في سوق دائم التقلب ومتجدد التحديات.

وفي جلسة بعنوان “تحقيق النجاح المستدام في عالم متغير” قالت إبريل ريني مؤلفة كتاب “قوة التغيير: 8 قوى خارقة لتحقيق الازدهار المستدام”: “إن مفتاح الازدهار في عالم من التغيير المستمر هو تنمية عقلية التدفق والتغيير جزء لا مفر منه من الحياة ولا يمكننا تجاهله مهما حاولنا جاهدين وحتى إن أدى التغيير إلى زعزعة الاستقرار وتعطيل إحساسنا بالانتماء فعلينا ألا ننسى أنه يوفر كذلك فرصًا للتعلم والنمو والتطوير.