نائب رئيس وزراء المملكة المتحدة يؤكد لـقنا رغبة بلاده زيادة التعاون مع قطر في كل المجالات

الدوحة في 31 يناير /قنا/ شدد سعادة السيد أوليفر دودن نائب رئيس الوزراء بالمملكة المتحدة على رغبة بلاده في تطوير وزيادة التعاون مع دولة قطر خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمار والتجارة انطلاقا من العلاقات المتينة والتاريخية التي تربط البلدين.

وقال سعادته في حوار مع وكالة الأنباء القطرية “قنا” بمناسبة زيارته للدوحة، إن العلاقات بين المملكة المتحدة ودولة قطر تتقدم بشكل مستمر وهي متينة وتزداد قوة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنسيق المشترك، وهو ما تعكسه أرقام التبادل التجاري الأخيرة والتي قفزت بنسبة 29 بالمائة عن العام 2022 أي ما يعادل 2.6 مليار جنيه إسترليني لتصل حاليا إلى 11.4 مليار جنيه.

وأشار إلى أن زيارته الحالية لدولة قطر تعد فرصة ملائمة لإجراء مناقشات مثمرة وواسعة النطاق حول الشراكات القائمة بين المملكة المتحدة وقطر مع الحرص على مناقشة كيفية دعم المملكة المتحدة لقطر في تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التي تم إطلاقها مؤخرا، حيث إن المملكة المتحدة مستعدة لدعم قطر لتحقيق هدفها المتمثل في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتنوع الاقتصادي.

وأكد أن لقاءه مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مناسبة مهمة تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية الواسعة بين البلدين في مجالات الدفاع والأمن والازدهار والأمن الإقليمي، وكان فرصة لتأكيد التزام المملكة المتحدة بالشراكة الوثيقة والواسعة بين الجانبين.

وقال سعادته، إن المملكة المتحدة ملتزمة باتخاذ الخطوات اللازمة لتعميق العلاقات السياسية والتجارية والاستثمارية مع قطر وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الحوار الاستراتيجي بين المملكة المتحدة وقطر الذي تم افتتاحه في عام 2022، ومن المقرر أن يعقد في الدوحة العام الجاري وكذلك من خلال اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين البلدين.

وأضاف أن البلدين تربطهما كذلك شراكة استثمارية استراتيجية وقعت عام 2022، والتي تهدف إلى تعزيز الاستثمار المتبادل، بينما أبرمت الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات، وهي وكالة ائتمان الصادرات التابعة لحكومة المملكة المتحدة، مذكرة تفاهم مع بنك قطر للتنمية حول تعزيز الجهود لدعم الشركات القطرية وتحقيق المزيد من التعاون والتصدير مع الشركات البريطانية في أسواق ثالثة.

وتحدث سعادة نائب رئيس وزراء المملكة المتحدة على التنسيق بين بلاده ودولة قطر في مختلف القضايا الدولية والإقليمية، وقال “نحن نعمل معا بشكل وثيق جدا ومن المهم الاعتراف بدور قطر الحيوي في الوساطة في غزة، وهناك حاجة إلى وقفة فورية لتنفيذ عمليات إطلاق سراح الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية، وتخفيف المعاناة، ونحن بحاجة إلى ذلك لتحقيق أهدافنا الأوسع، بما في ذلك الاستقرار الإقليمي والطريق إلى وقف مستدام لإطلاق النار”، مؤكدا تقدير ودعم بلاده وعلى كافة المستويات للدور الأساسي الذي تلعبه دولة قطر في هذه المسألة.

وأضاف أن المملكة المتحدة وقطر تعاونتا بشكل وثيق في مجموعة واسعة من الملفات بما في ذلك أفغانستان والشرق الأوسط، كما يتم العمل على استكشاف وبذل المزيد من الجهود في مجال المساعدات المشتركة وأعمال التنمية بما في ذلك في غزة وأفريقيا، كما تربط البلدين علاقات دفاعية وثيقة تعكسها وهو ما يؤكده وجود سرب مشترك مع قطر وهو الوحيد للمملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

وعبر سعادته عن الأمل في مواصلة تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين عبر بناء علاقات أقوى مع قطر، يتم بناؤها من خلال اتفاقية التجارة الحرة التي يتم التفاوض بشأنها مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتنطلق أيضا من التعاون القوي في مجال الاستثمار الذي تم تعزيزه من خلال شراكة الاستثمار الاستراتيجية بين المملكة المتحدة وقطر الموقعة في مايو 2022.

وأشار في هذا الاطار إلى أن الاستثمارات القطرية في المملكة المتحدة وصلت العام الماضي إلى نحو 40 مليار جنيه إسترليني، وتضمن ذلك استثمارات في مطار هيثرو، وسينسبري، وبورصة لندن، وهارودز، والقرية الأولمبية، ورولز رويس والمفاعلات المعيارية الصغيرة.

 

وأوضح سعادة السيد أوليفر دودن نائب رئيس الوزراء بالمملكة المتحدة أن دولة قطر عبرت عن رغبتها في استثمار حوالي 10 مليارات جنيه إسترليني في المملكة المتحدة على مدى السنوات الخمس المقبلة، معربا عن ترحيب بلاده بالتقدم المحرز في هذه الشراكة والتطلع لتعزيز الاستثمار المتبادل في مجالات مثل التكنولوجيا وعلوم الحياة والتكنولوجيا النظيفة.

ولفت أيضا إلى أهمية التعاون في مجال الابتكار والتقنيات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، وقال إن المملكة المتحدة لديها رؤية واضحة حول كيفية بناء وتنمية خبرتها الرائدة عالميا في مجال التقنيات المستقبلية المهمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتقنية الكم، وهذه أولوية رئيسية بالنسبة لبلاده التي تعمل على حشد الجهد الوطني لتحقيق ذلك.

ونوه في هذا السياق باستراتيجية التنمية الوطنية الجديدة في قطر والتي تحدد رؤية واضحة لتطوير مجموعات الابتكار في المجالات ذات الأولوية وبما تحرزه قطر من تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يعتبر معهد قطر لبحوث الحوسبة رائدا في استراتيجية الذكاء الاصطناعي، معربا عن ترحيبه بمشاركة قطرية في أسبوع لندن للتكنولوجيا 2024، والتي ستعقد في لندن خلال الصيف المقبل.

وشدد على أن النهج المشترك للبلدين يتيح لهما شراكة وثيقة في تطوير التقنيات المتطورة وبناء الاستثمارات المتبادلة في هذا الإطار، خاصة وأن قطر استثمرت في شركات التكنولوجيا الجديدة في المملكة المتحدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وهو أمر أساسي لشراكة الاستثمار الاستراتيجية بين الجانبين.

من جهة أخرى أشاد سعادة نائب رئيس وزراء المملكة المتحدة بالتطور الذي تحرزه قطر في القطاع الثقافي خاصة على صعيد المتاحف والمكتبات، مؤكدا حرص بلاده على التعاون مع دولة قطر في هذا المجال خاصة وأن الصناعات الإبداعية تعد أيضا قوة حقيقية للمملكة المتحدة فهي تدر أكثر من 108 مليارات جنيه إسترليني وتوظف أكثر من 2.3 مليون شخص في بلاده.

ولفت إلى رغبة المملكة المتحدة لتنمية صناعاتها الإبداعية بمبلغ إضافي قدره 50 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2030، وهو ما يتيح فرصة لعقد شراكة مع قطر في هذا الشأن عبر تعاون أكثر في مجالات الرياضة والمتاحف والأفلام والتلفزيون والمسرح والمهرجانات والموسيقى والأزياء.