نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر “حكومات العالم حاضنة للتسامح”

أبوظبي في 9 مايو / وام / أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أهمية “قمة AIM للاستثمار” في التركيز على طرح الجديد من الأفكار وتبادل المعرفة والخبرات، التي تواجه المنطقة والعالم، مشيرا معاليه إلى أنها تحديات غير مسبوقة تتطلب من الجميع التعاون وخاصة من قبل المفكرين والفاعلين.

وقال معاليه إنه تم تخصص هذه القمة لمنح المفكرين والفاعلين الفرصة ليصبحوا قادة للتغيير الإقليمي والعالمي، لافتا إلى أهمية مشاركتهم الصادقة في نجاح وازدهار المجتمعات الوطنية والإقليمية والعالمية.

جاء ذلك في كلمة معاليه خلال افتتاح فعاليات وأنشطة مؤتمر “حكومات العالم حاضنة للتسامح” والذي ركز على الأطر والآليات اللازمة لتعزيز قيم التسامح من أجل عالم أفضل، وسط حضور دولي بارز لفعاليات المؤتمر، تحت شعار “دور التسامح والتعايش في استدامة النمو الاقتصادي” وذلك في إطار أنشطة “قمة AIM للاستثمار” بأبوظبي.

وتحدث في الجلسة الرئيسية، التي حضرها معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وسعادة عفراء الصابري مدير عام وزارة التسامح، كل من معالي ميغيل ميد وزير الاستثمار بجمهورية هندوراس، ومعالي ماريا سونسوليس غارسيا ليون وزيرة الإنتاج والتجارة الخارجية والاستثمار والصيد بجمهورية الإكوادور، ومعالي هاريس ويتبيك وزير السياحة بجمهورية جواتيمالا، ومعالي علم الدين كوناكوفيتش وزير خارجية البوسنة والهرسك.

وعلى هامش المؤتمر، تم إبرام مذكرات تفاهم بين وزارة التسامح والتعايش، ووزارة الاستثمار بجمهورية هندوراس، ووزارة الإنتاج والتجارة الخارجية والاستثمار والصيد بجمهورية الإكوادور، وقعها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عن وزارة التسامح والتعايش، ومعالي ميغيل ميد وزير الاستثمار في جمهورية هندوراس، ومعالي ماريا سونسوليس غارسيا ليون وزيرة الإنتاج والتجارة الخارجية والاستثمار في الإكوادور، فيما وقعت سعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش اتفاقية للتعاون بين الإمارات والنمسا، وقعها عن النمسا الدكتور سعادة إتيان بيرشتولد سفير النمسا لدى الدولة، حيث تتعلق المذكرات الثلاث بدعم التعاون في مجال الحوار بين الثقافات والأديان.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في مستهل كلمته الافتتاحية، إن دولة الإمارات العربية المتحدة ترحب بكم جميعا في ملتقى الاستثمار السنوي لهذا العام، وهو مؤتمر استثنائي في استضافته لخيرة من المتحدثين والمشاركين، وهو مؤتمر معروف بمداولاته القيمة، ويسعدني أن أكون معكم اليوم، وأشكركم جميعا لوجودكم هنا، وأتمنى لكم جلسات ناجحة ومثمرة.

وأضاف معاليه، أن الإمارات لا تحتاج للبحث عن أمثلة تتعلق بدور القرار الجريء، والعمل الجاد في دفع الدولة إلى الأمام، فلديها المثال والقدوة ممثلة في الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد كان رجل حكمة ورؤية، واستطاع أن يرى ما وراء الأفق ويرسم طريقا لمستقبل بلدنا، وكان اقتناعه الشديد بأهمية المشاركة المجتمعية في التخطيط والتنفيذ من أهم الجوانب التي ميزت قيادته، ويستند نجاح مسيرة الإمارات على ما تلزم به نفسها من معايير عالية، وما تغرسه في شعبها من توقعات طموحة في كل مساعيها الجماعية.

وأوضح معاليه، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” يكمل مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نحو مجتمع سلمي متطور، والتزام صاحب السمو رئيس الدولة بتعزيز الكرامة الإنسانية والسلام والتسامح والتعايش هو بالفعل مصدر للإلهام، حيث يقود الدولة وهو على قناعة تامة بأن بناء رأس المال البشري هو أساس التقدم والتنمية، وأن اقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة هما الهدفان الأساسيان لصاحب السمو رئيس الدولة، وبفضل قيادته ودعمه، أصبحت الإمارات مركزا محوريا في الاقتصاد العالمي، فضلا عن كونها نموذجا عالميا للتسامح والتعايش.

وقال معاليه : بصفتي وزيرا للتسامح والتعايش، أؤكد لكم إيماني العميق بدور التسامح والأخوة الإنسانية في صياغة المستقبل ومواجهة العديد من التحديات العالمية الكبرى، فمن خلالهما ندرك الالتزام الأخلاقي برعاية الجميع، ونتمكن من تطوير التعليم وتشجيع الابتكار، كي يساهم المواطنون في اقتصاد ومجتمع قائمين على المعرفة، فمن خلال التسامح والأخوة الإنسانية يتحقق التعاون والتفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف المجموعات والثقافات، وكذلك نتمكن من الحفاظ على تراثنا وتعزيز ثقافاتنا، وبالتالي نفخر بهويتنا الوطنية، فالتسامح يساعدنا على تحديد مسؤوليتنا في العمل المشترك من أجل بناء مستقبل مشرق، وحمل لواء السلام والحفاظ على الكرامة الإنسانية للجميع في ظل سعينا لتنمية مجتمعاتنا المحلية والإقليمية والعالمية.

وتوجه معاليه إلى الحضور من المسؤولين والمفكرين قائلا : بينما نمضي قدما، أذكركم بطرح التسامح كمكون رئيس في مناقشاتكم حول خصائص المجتمع الجيد، ونحن في الإمارات لدينا قناعة راسخة بأن بناء مجتمع سلمي ومزدهر يجب أن يرتكز على الالتزام بالقيم الإنسانية العالمية التي نتشاركها جميعا، ويجب أن نعطي الأولوية القصوى لقيم التسامح والحوار والاحترام والرحمة والتفاهم والتعاون والتواصل الإنساني.

ونبه معاليه، إلى أن الأحداث والتحديات بلغت في جميع أنحاء العالم مستوى غير مسبوق من التوتر والمواجهة، حيث مر عالمنا بصراعات وتحولات لم يتوقعها أحد، ولم يرغب فيها أحد، وظهرت فيه حقائق سياسية واقتصادية جديدة، وتزايدت أهمية قضايا سلامة الإنسان وكرامته، والتعليم والتنمية البشرية، والمشاركة الاقتصادية والرفاه، والجوع وسوء التغذية في العالم، وأصبح لدى الإمارات كما العالم، شغف متجدد للحفاظ على البيئة وحمايتها وتلبية الاحتياجات الإنسانية لإخواننا وأخواتنا في جميع أنحاء العالم.

وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يعبر عن قناعة راسخة لدى الجميع بأنه في مواجهة هذه التطورات، يجب أن يبذل الجميع ما في وسعهم لخلق عالم من الأمل والسلام والتعايش المثمر، عالم تتحد فيه فضائل العدالة والمساواة والأخوة والازدهار، والحوار الحر بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات، ولا يعرف التطرف ولا العنف ولا الحرب ولا الكراهية، فهو عالم من التقدم والأمان، ومستقبل أفضل للجميع.

وقال معاليه : لكي يبرز هذا العالم إلى الوجود، يجب أن نحترم ونعزز الروابط التي توحدنا كأعضاء في مجتمع عالمي، وعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا للقضاء على الفقر وإتاحة الفرص الاقتصادية للجميع، وعلينا أن نركز الاهتمام على النماذج الناجحة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نموذجنا الإماراتي، لإثبات أن السلام والتعايش داخل المجتمعات البشرية المتنوعة هما قوة إيجابية وخلاقة، تدفع للتقدم والاستقرار، وعلينا أن نتفاعل مع التنوع في مجتمعاتنا، وأن نلتزم بمبادئ الأخوة الإنسانية، ونُحسن جودة الحياة للجميع.

وأضاف معاليه : بصفتنا الوزارة الوحيدة للتسامح والتعايش في العالم، فإننا نتحمل شرف ومسؤولية العمل مع سكان بلدنا المتنوعين للحفاظ على بلدنا منفتحاً وآمنا، ينعم بالسلام والازدهار، ويبرز للعالم كنموذج ناجح للتعايش السلمي بين الثقافات، وسنواصل تعزيز التسامح ومكافحة التعصب لنخلق مجتمعا عالميا تعدديا سلميا، وسنواصل كذلك طرح قضايا مثل التسامح وأهداف التنمية المستدامة، والتسامح وتعزيز المرونة المجتمعية، والتسامح في التعليم ودوره في تكوين القادة الحكماء وصناع تغيير، والتسامح واستعادة الهوية الفردية والوطنية، والتسامح كمجال للتعاون الدولي، وأدعوكم جميعا لمشاركتنا في هذه المساعي، ونحن على استعداد لمشاركة تجربتنا ولنشر الوعي بالقوة العالمية للتسامح.

وتعقيبا على توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة التسامح والتعايش وهندوراس؛ قال معالي ميغيل ميد وزير الاستثمار بجمهورية هندوراس : نحتفل اليوم بتوقيع مذكرة التفاهم بين وزارة التسامح والتعايش في دولة الإمارات ومكتب تعزيز الاستثمار في جمهورية هندوراس لتعزيز قيم التسامح والتعايش، مشيرا إلى أن هذه المذكرة تمثل أكثر من مجرد اتفاق بين دولتين، فهي تمثل بداية تعاون استراتيجي ومعنوي يتجاوز الحدود والثقافات، نتعهد من خلالها بالعمل معًا لتعزيز وتقوية قيم التسامح والتعايش في مجتمعاتنا، حيث يواجه العالم تحديات معقدة وعاجلة بشكل متزايد، وفي هذه الأوقات يكون التعاون الدولي جزءًا أساسيًا من تحقيق الاستقرار وتعزيز بيئة استثمارية إيجابية.

وأكد وزير الاستثمار بجمهورية هندوراس أن بلاده تدرك أهمية تعزيز بيئة الاحترام المتبادل والتفاهم والسلام في جميع قطاعات المجتمع، مشيرا إلى الاقتناع التام بأنه من خلال التعاون وتبادل الخبرات، يمكن تحقيق تأثير كبير في بناء مجتمعات أكثر شمولًا ومرونة؛ وقال إن هذه المذكرة ستسمح أيضا بإنشاء مجموعة عمل مشتركة لتطوير خطط وبرامج ملموسة لتحقيق الأهداف المشتركة.

وأضاف أن هذه المذكرة ليست مجرد اتفاق رسمي، بل هي التزام صادق بين دولتين للعمل معًا نحو مستقبل أفضل، مبديا ثقته بتحقيق تقدم كبير في تعزيز قيم التسامح والتعايش في البلدين.

وشملت أنشطة مؤتمر “حكومات العالم حاضنة للتسامح” تحت شعار “دور التسامح والتعايش في استدامة النمو الاقتصادي” تنظيم وزارة التسامح التعايش لحلقة نقاش حول تعزيز جهود أندية التسامح العالمية في الجامعات، أدارتها زهرة خليفة من وزارة التسامح والتعايش، وشارك فيها سعادة ارتور كيريف مدير كلية الدراسات العليا لريادة الأعمال التكنولوجية بالإنابة – سانت بطرسبرغ (جامعة البوليتكنيك)، وسعادة روشيتا شارما (جامعة ولونجونج) وعدد من خبراء التسامح والتعايش والاخوة الإنسانية حول العالم الذين ناقشوا تطوير مباردة أندية التسامح بالجامعات العالمية التي اطلقتها الإمارات العالم الماضي، وتبادلوا الخبرات وأهم الممارسات في هذا المجال، وكما تناول الملتقى سبل تفعيل المبادرة على نطاق أوسع بحيث تضم أعضاء جدد حول العالم.