وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية: اليوم الوطني محطة لترسيخ القيم وتجديد الولاء

الدوحة في 11 ديسمبر /قنا/ أكد سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن اليوم الوطني للدولة مناسبة تتجدد في كل عام، للاعتراف بما خطه الأجداد في سبيل نيل آفاق المجد، ومحطة لتعايش قيم الولاء والانتماء للوطن لدى جميع المواطنين، وغرس روح الاعتزاز والفخر بهذا الوطن المعطاء، وترسيخ دعائم القيم والمبادئ التي أرساها المؤسس، رحمه الله، وما بذله الأجداد من جهود من أجل أن تعلو راية قطر عالية خفاقة، كما أنها مناسبة لتجديد الولاء لقائد مسيرة الوطن، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا” بمناسبة اليوم الوطني إن دولة قطر تحتفي بيومها الوطني لهذا العام تحت شعار “وحدتنا مصدر قوتنا” لتفخر بأمجاد الماضي وتعتز بإنجازات الحاضر ويغمرها الأمل بغد مشرق ومستقبل ملؤه النجاح والإنجاز والسلام.

وأضاف سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن دولة قطر تمضي على طريق التنمية والبناء وتسير بخطى راسخة من أجل رفعة الوطن، وإعداد الإنسان القطري ليكون قادرًا في المستقبل، على العطاء والإنجاز وبناء الوطن الغالي وحمايته والحفاظ على كيانه ومصالحه وحقوقه ومقدراته، من خلال التزود بالعلم والتسلح بالدين والقيم، والتفاني والإخلاص في العمل والاعتماد على الذات في شتى مناحي الحياة، وفي كل موقع من مواقع العطاء والإنتاج في وطننا الغالي.

وأوضح أن وزارة الأوقاف تعمل في تناغم تام مع مؤسسات الدولة، وفق منظومة الحكومة ورؤيتها الشاملة، وتتركز جهودها على تحقيق الاستقرار الروحي في البلد وترسيخ المنهج الوسطي المعتدل، وواصلت جهودها في تأهيل كادرها الوظيفي وتجويد خدماتها والارتقاء بإداراتها لتؤدي مهامها وفق الإطار المنوط بها.

ولفت سعادته إلى أن الوزارة واصلت جهودها لتحقيق آفاق استراتيجية التنمية الوطنية الثانية 2018 – 2022 في إطار اختصاصاتها المنوطة بها، وفتحت آفاقًا رحبة للتعاون مع جهات عديدة في الدولة في المجالات التعليمية والاجتماعية والصحية والثقافية لتحقيق الشراكة المجتمعية، وحرصت الوزارة على إدارة الشأن الديني وفق منظور ثقافي شامل، يحافظ على الاستقرار الروحي في المجتمع، حيث عملت الوزارة على تحفيز كادرها العلمي، ليؤدي مهمته على أكمل وجه في تحرير المفاهيم وتحديث أساليب الدعوة والتوجيه الديني في إطار منهج وسطي رشيد.

وذكر أن وزارة الأوقاف اعتمدت استراتيجية واضحة، ترتكز على دعم مجالات التنمية المختلفة، وفي طليعتها مجالات الحماية الاجتماعية والسكان والقوى العاملة والتنمية المستدامة، حيث ركزت هذه الاستراتيجية على جوانب هامة أبرزها، تجديد الخطاب الديني وفق شروط تستجيب للقضايا المعاصرة، ودعم التماسك الأسري، وتحديث برامج الثقافة الإسلامية، وتعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي، والأقليات المسلمة في العالم، والمساهمة في مجال الحماية الاجتماعية باستثمار منضبط لموارد المصارف الوقفية وإدارة شؤون الزكاة وفق مصارفها الشرعية.

وقال: وفي هذا الإطار اتسع نطاق انتشار الثقافة الوقفية والتكافل الاجتماعي في قطر، وذلك بإطلاق شعار “الوقف شراكة مجتمعية” وتوسيع قطاع الشراكة مع الجهات الحكومية والأهلية، بالإضافة إلى تنمية الأوقاف، وتم افتتاح العديد من الوقفيات الجديدة، وازداد عدد الواقفين والواقفات من أهل قطر، وتنوعت الموارد للدراسات الوقفية، كما تم افتتاح عدد من المشاريع الوقفية الكبرى، ومركز متخصص للدراسات الوقفية.

وفي مجال الزكاة زادت إيرادات زكاة أهل قطر ووجدت طريقها عبر إدارة شؤون الزكاة إلى الضوابط والمصارف الشرعية، لتنعكس على حياتهم في مشهد من التكافل والتعاضد، فضلًا عن التعاون الدائم والتنسيق المستمر مع الشركات والمؤسسات الوطنية، حيث تستقبل الإدارة ميزانيات الشركات العاملة في الدولة وتقوم بحساب مبلغ الزكاة الواجبة عليها، والحث على إخراج الزكاة.

 

ونوه سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بأنه في مجال الدعوة والإرشاد الديني، اتسعت برامج الوزارة وتنوعت، حيث تعنى رسالة الوزارة برعاية وتوجيه الشـأن الديني الإسلامي في المجتمع، وتعزز من دور رسـالة الإسلام في ترسيخ القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية السـامية والمثل العليا، وتأكيد أثرهـا الدائم في ترقية حيـاة المجتمع كافة، وذلـك من خلال إبلاغ الدعوة ونشـر الثقافة الإسلامية، وفق منهج وسطي معتدل لمشروع حضاري، يستند إلى كتاب الله وسنـة رسـوله الكريم، وقد أثمرت هذه الجهود بشكل فاعل في تعزيز التحصين والوقاية وحماية النشء والشباب والفتيات في مجتمعنا من أفكار التشدد والغلو والتطرف.

ولفت سعادته إلى أن إدارة الشؤون الإسلامية بالوزارة واصلت طباعة عدة عناوين من كتب التراث المحققة في العديد من مجالات المعرفة الإسلامية، ووزعت آلاف النسخ على الباحثين وطلبة العلم والجهات، كما وزعت مصحف قطر على الأفراد والمؤسسات داخل قطر وخارجها، ونفذت الإدارة العديد من المشاريع الدعوية والتعليمية والثقافية بالخارج في عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية وكذلك في الأمريكتين، حيث تم إنشاء مساجد ومدارس ومجمعات خدمات ودور للقرآن الكريم ومراكز إسلامية وثقافية، وتساهم هذه المشاريع في تعزيز عمليات اندماج المسلمين في تلك المجتمعات وتساهم في التعريف بالوجه المشرق للإسلام في التعايش والاندماج الحضاري.

وأشار إلى أن مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي يواصل رسالته كنافذة ثقافية أصيلة لإبراز سماحة الإسلام الخالدة وعادات وتقاليد الشعب القطري الكريم، وقد زاد الإقبال على المركز وأنشطته وفعالياته المتنوعة وزاد عدد زواره الذين استفادوا من برامج التعريف بالإسلام والمحاضرات المختلفة وبرامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وبرنامج سياحة المساجد، حيث تنطلق رؤية المركز من مفهوم حضاري يقدم الإسلام منهجًا للحياة إلى الناس كافة، وبمخاطبة الأفراد والمجتمعات حسب حاجتهم وتطلعاتهم، معتمدا في تواصله على أساس بث القيم الإنسانية المشتركة، وعلى مكارم الأخلاق واحترام الآخر بقناعة وإيمان عميق برسالة الإسلام.

كما أكد سعادة الوزير على تميز اليوم الوطني لقطر هذا العام بتزامنه مع ختام العرس الكروي كأس العالم فيفا قطر 2022، منوهًا بالإنجازات المتواصلة التي حققتها قطر في جميع المجالات والتي تعد من الأمثلة التي تحتذى دائمًا، ولاشك أن نجاح قطر في استضافة الحدث الرياضي الأهم في العالم، وهو كأس العالم لكرة القدم 2022، كان مثار إعجاب وفخر دول العالم بأسرها وليس العالم العربي فحسب.

وأوضح أن قطر منذ اللحظة الأولى لفوز قطر باستضافة البطولة سابقت الزمن لتنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من البطولة، ووضع المخططات والقيام بالعمليات التشغيلية، لتساهم في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للدولة، وترك إرث دائم لقطر والشرق الأوسط وآسيا والعالم أجمع.

وأضاف أن تواجد هذه الجموع من شتى أنحاء العالم على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم خلال فترة البطولة، يعد فرصة هامة لنشر ثقافة البلد وأهل البلد والتي تستمد من الدين الإسلامي في إطار منهج وسطي صحيح، يحافظ على ثوابت ديننا الحنيف، وإيصال رسالته السمحة الناصعة وإبراز حقيقة هذا الدين الذي يدعو إلى السلام والتعايش بين البشر أجمعين، وتوصيل رسالة الدين الحنيف إلى كل زائري قطر، والترويج لقيمنا وثوابتنا.

ولفت إلى أن الوزارة لديها العديد من الفعاليات المصاحبة لكأس العالم، حيث افتتحت في 13 نوفمبر الماضي المعرض الإسلامي التفاعلي الذي تقيمه بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب؛ بهدف التعريف بالمسجد وبرسالة الإسلام وإيصال صورته الصحيحة السمحة للناطقين بغير العربية من زوار دولة قطر خلال فترة انعقاد بطولة كأس العالم، وكذلك بالنسبة للناطقين باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

وفي مبادرة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية، وضعت فنادق الدوحة “باركود” يحمل شعار مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي؛ للتعريف بالإسلام بكل لغات العالم، خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، حيث يذهب الـ “الباركود” بالمتصفح نحو صفحة تابعة لوزارة الأوقاف، وتبدو في الواجهة الأولى منها خيارات، تتضمن لغات مختلفة، وعند اختيار اللغة يظهر دليل تعريفي بالإسلام مترجم بلغات عدة؛ لإيصال رسالة الإسلام وسماحته لكل زائر على أرض قطر.