وزير الدولة لشؤون الطاقة: نمو صناعة البتروكيماويات في قطر سار على طريق النجاح المستمر منذ تأسيس قابكو

الدوحة في 03 ديسمبر /قنا/ قال سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة إن نمو وتطور صناعة البتروكيماويات في دولة قطر سار على طريق النجاح المستمر منذ تأسيس شركة قابكو قبل نصف قرن.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) السابع عشر الذي انطلقت فعالياته مساء اليوم وتتواصل حتى 06 ديسمبر الحالي تحت شعار “توظيف الكيمياء لتحقيق التحول المؤثر”.
ولفت سعادته إلى أنه بفضل جهود قافكو الكبيرة، يتم بناء أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم والذي سينتج 1.2 مليون طن سنويا من الأمونيا الزرقاء، حيث سيكون هذا المصنع هو المنشأة الأكثر استدامة من نوعها، قائلا: “كجزء من هذا المشروع، نقوم بتطبيق تقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه لالتقاط حوالي 1.5 مليون طن سنويا من ثاني أكسيد الكربون. وعلاوة على ذلك، فسيتم توفير جزء من الطاقة الكهربائية للمنشأة من محطة لتوليد الطاقة الشمسية، تعمل قطر للطاقة على إنشائها حاليا في مدينة مسيعيد الصناعية”.
وعبر سعادته عن فخره بكون قافكو تعتبر أكبر منتج متكامل للأمونيا واليوريا من موقع واحد في العالم، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي أربعة ملايين طن سنويا من الأمونيا وستة ملايين طن سنويا من اليوريا، وهو ما يضمن الأمن الغذائي لأكثر من مائة مليون إنسان كل يوم.
وذكر وزير الدولة لشؤون الطاقة بالشراكة التي تجمع قطر للطاقة مع شركة شيفرون فيليبس، حيث تم الإعلان مؤخرا عن بدء إنشاء وحدتين لتكسير الإيثان بطاقة تزيد عن مليوني طن سنويا لكل منهما، الأولى في دولة قطر والثانية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وستكون هاتان الوحدتان الأكبر في العالم، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيلهما بحلول نهاية عام 2026. وتشكل هذه المشاريع جزءا لا يتجزأ من مجموعة واسعة من المشاريع في دول مجلس التعاون الخليجي حيث بدأت صناعتنا في رفع إنتاجها لتلبية احتياجات الطلب العالمي المتزايد مع نمو السكان وارتفاع مستويات المعيشة.
وقال إن منتدى جيبكا تطور على مر السنين ليصبح حدثا رائدا في صناعة البتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بفضل الجهود الجماعية التي تبذلها جيبكا. كما أنها هي المرة الأولى التي ينعقد فيها هذا المنتدى المتميز في دولة قطر.
وأشار إلى أن أعمال المنتدى تمثل هذا العام منصة قيمة لمناقشة الأولويات الإستراتيجية مثل تعزيز التميز التشغيلي، وتطوير التقنيات الجديدة التي تعزز كفاءة الإنتاج.
وبين أنه لا يمكن في الواقع، إجراء أي مناقشة هادفة حول صناعة الطاقة اليوم دون معالجة القضايا والمخاوف البيئية الملحة عند الكثير من الناس، وخاصة الانتقال إلى أشكال أنظف من الطاقة. ومن هنا تأتي أهمية شعار هذا العام: “توظيف الكيمياء لتحقيق التحول المؤثر”.
وتابع “من أجل تحقيق تحول هادف وواقعي إلى طاقة منخفضة الكربون، يجب أن يكون هناك فهم جاد لما يجب القيام به. وفي مواجهة الخطاب العاطفي وغير الواقعي السائد، يتعين علينا جميعا أن نتمهل قليلا وأن نسعى إلى التوصل إلى فهم مشترك لما يمكن وما لا يمكن القيام به”.
وأكد أن التحول العادل والآمن والمستدام إلى طاقة منخفضة الكربون من شأنه أن يساهم في حماية الكوكب وأن يوفر النمو الاقتصادي، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الهدف يحتاج التركيز على ثلاثة مجالات مهمة تعتبر ضرورية لتمكين عملية الانتقال، أولها زيادة الاستثمارات في كفاءة استخدام الطاقة والابتكار في المجالات منخفضة الكربون. ويشمل هذا التكامل بين الطاقة المتجددة، وتقنيات احتجاز وعزل الكربون، والحلول منخفضة الكربون للحد من انبعاثات غازات الدفيئة ومن كثافة الكربون في عمليات التصنيع الكيميائي.
وتشمل المجالات الأخرى ذات الأهمية الاستخدام الأمثل للموارد، والحد من النفايات، وإدارة المياه، وتطوير الاقتصادات الدائرية من خلال تحسين إعادة التدوير وإعادة استخدام المواد. ثانيها الالتزام السياسي، حيث تظهر الحاجة إلى سياسات وحوافز منسقة لدعم نجاح صناعة البتروكيماويات. ثالثها العمل التمكيني وهو الوعي.
وقال إن إلقاء العبء على منتجي الطاقة لوحدهم ليس من العدل. نحن بحاجة إلى أن نوضح لقوانا العاملة وللمجتمعات والمستهلكين الدور الأساسي والحاسم الذي تلعبه الصناعات الكيميائية في تحسين جودة الحياة في جميع أنحاء العالم.
وأضاف “ونحن بحاجة إلى حملات إعلامية وتعليمية من أجل دفع التغيير وللتأكد من أن جميع الأطراف المعنية تقدر القيمة والمساهمة الهائلة التي تقدمها صناعتنا. وأعتقد أنه من خلال القيام بذلك، يمكننا تحقيق تقدم مهم لضمان تلبية التطلعات طويلة المدى التي وضعناها لهذه الصناعة”.
وقال إن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات منذ تأسيسه عام 2006، بذل قصارى جهوده لبناء صناعة كيماوية قوية في دول مجلس التعاون الخليجي. واليوم، تركز جيبكا، التي تضم أكثر من 250 شركة عاملة في مجال الصناعات الكيماوية والصناعات المرتبطة بها، على التعامل مع أهم التحديات والتطورات التي تؤثر على استخدام المنتجات البتروكيماوية. وفي الوقت نفسه، فإننا نركز بشكل كبير على تعزيز كفاءة الطاقة، وتطوير مصادر طاقة جديدة، وتقديم مشاريع فريدة من نوعها.
من جهته أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة السعودي أن الطلب العالمي على البتروكيماويات سيتواصل في الفترة القادمة، وأن القطاع في نمو مستمر وسريع، قائلا: “البتروكيماويات موجودة لتبقى، وسيستمر قطاع الهيدروكربونات بتحقيق الدخل، وتوليد الأموال للمستثمرين، لذا أود أن أطلب من أصدقائنا الذين يتحدثون عن التحول، أن يتعايشوا مع المعطيات التي بين أيديهم، والحقائق الماثلة أمامهم اليوم، ولعقود مقبلة”.
وقال وزير الطاقة السعودي إن النمو السريع لقطاع البتروكيماويات سينعكس بالضرورة على حجم الطلب على الهيدروكربونات بوصفها مواد خام ومواد أولية، مشيرا إلى أن  توقعات الأسواق والمحللين تفيد بزيادة تقدر بـ50 بالمئة إلى نحو 1.2 تريليون طن سنويا بحلول عام 2040.
وأشار الوزير إلى أن البتروكيماويات ومشتقاتها تدخل بنحو 50 في المئة من مكونات إنتاج السيارات، بما في ذلك الكهربائية.
في ذات السياق أشار سعادة المهندس سالم بن ناصر بن سعيد العوفي وزير الطاقة والمعادن العماني، إلى أن التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر لن يلغي الحاجة لاستخدام النفط والغاز، مشيرا إلى أن 20 بالمئة من برميل النفط فقط يذهب لقطاع النقل والكهرباء فيما تدخل النسبة المتبقية في الصناعات البتروكيماوية.
وشهد منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) تسليم جائزة الرواد للمهندس حمد راشد المهندي، المدير العام السابق (1992 – 2007) ورئيس مجلس الإدارة (2011 – 2014) لشركة قطر للبتروكيماويات (قابكو)، وعضو مجلس الإدارة المؤسس لجيبكا (2006-2009).