وقف التبادل التجاري التركي مع الاحتلال… خطوة إنسانية يدعمها ارتفاع التصنيف الائتماني وتوقعات إيجابية

وقف التبادل التجاري التركي مع الاحتلال… خطوة إنسانية يدعمها ارتفاع التصنيف الائتماني وتوقعات إيجابيةمن أسامة السعيد (تقرير إخباري)أنقرة – 7 – 5 (كونا) — في خطوة إنسانية لاقت ترحيبا واسعا أعلنت تركيا وقفا تاما للتبادل التجاري مع الاحتلال الإسرائيلي في مسعى للضغط عليه لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يشهد عدوانا دمويا منذ السابع من أكتوبر الماضي.وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام إن حجم التجارة بين تركيا والاحتلال البالغ 5ر9 مليار دولار “بات في حكم العدم”.وهذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها تركيا هذا الحظر التجاري على الاحتلال بل سبقته قيود أخرى على تصدير 54 منتجا منذ إبريل الماضي.وقدمت تركيا عشرات آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية خاصة المواد الغذائية والطبية إضافة إلى إجلاء آلاف المرضى الفلسطينيين لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض قيودا كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية سواء التركية او غيرها كما ترفض الإصغاء للجهود الدولية لوقف إطلاق النار ما دفع تركيا لإعلان وقف كامل للتبادل التجاري.ولقي القرار الذي أعلنته وزارة التجارة التركية الأسبوع الماضي تأييدا واسعا في الأوساط التجارية والاقتصادية التركية إذ أعربت جمعيات تجارية وصناعية عدة عن تأييدها ودعمها للقرار الحكومي.وقال رئيس جمعية الصناعيين ورجال الاعمال المستقلين التركية (موصياد) محمود أصمالي في بيان عقب وقف التبادل التجاري إن “قرار وزارة التجارة أهم قرار في فرض الحصار” على الاحتلال.وشدد على تأييد هذا القرار إلى حين السماح بدخول المساعدات الإنسانية بلا قيد أو شرط باعتباره عنصرا إنسانيا مهما.وفي نفس السياق رحبت (جمعية رجال أعمال أسود الأناضول) بقرار وزارة التجارة التركية ردا على الاحتلال الذي تسبب في استشهاد أكثر من 35 ألف مدني فلسطيني وإصابة نحو 78 ألف مواطن فلسطيني.وأكد رئيس غرفة تجارة إسطنبول شكيب أوداغيتش في تصريح مماثل دعمه للقرار موضحا أن الاحتلال الإسرائيلي وأمام أعين العالم أجمع “يجر الإنسانية إلى الفوضى ومن الآن فصاعدا إن أهم خطوة يجب اتخاذها ضد هذه العقلية يجب أن تكون فرض حظر اقتصادي”.وأعرب عن تأييد قرار وقف الصادرات والواردات لجميع المنتجات إلى الاحتلال مشددا على أهمية قطع العلاقات التجارية معه “وهذا مكسب إنساني”.وتابع أن تركيا أظهرت موقفها على أعلى المستويات تجاه الجريمة ضد الإنسانية في فلسطين من خلال الوقف التام للتجارة مع الاحتلال حتى يتم السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل متواصل وكاف.ومن جانبه تمنى رئيس (جمعية رجال أعمال أسود الأناضول) أورهان أيدين أن يكون قرار وزارة التجارة التركية نموذجا للدول الأخرى وأن ينتشر على نطاق واسع مؤكدا ان الاحتلال يرتكب إبادة جماعية غير مسبوقة في غزة أمام أعين العالم أجمع بضربه عرض الحائط المؤسسات والاتفاقيات القانونية الدولية.بدوره اعتبر رئيس بورصة تجارة إسطنبول علي كوبوز القرار نابعا من الأخلاق الإنسانية مشددا على ضرورة أن يدفع الاحتلال ثمن الجرائم التي يرتكبها ضد الإنسانية.وأشاد كوبوز في بيان بقرار وقف التجارة بشكل كامل مع الاحتلال حتى السماح بوصول مساعدات إنسانية كافية إلى غزة دون انقطاع قائلا “وباعتبارنا ممثلين لعالم الأعمال في تركيا فإننا نؤيد هذا القرار وهو مطلب للانسانية”.ويعد الاحتلال الإسرائيلي من أكبر 20 مستوردا للمنتجات التركية عام 2023 وتشكل الصادرات التركية إليه نحو 1ر2 بالمئة من مجموع الصادرات التركية وفق هيئة الإحصاء التركية.وبلغ حجم التجارة الثنائية خلال العام الماضي 8ر6 مليار دولار ولكن بعد الأشهر الأولى من الحرب تراجعت الصادرات التركية إلى الاحتلال الإسرائيلي بنحو ملياري دولار أي 28 بالمئة.وتشير التقديرات إلى أن تأثير هذا القرار على الاقتصاد التركي سيكون محدودا إلى حد ما بسبب طبيعة وحجم الاقتصاد التركي والشراكات المتنوعة التي يتسم بها ما يجعله أقل عرضة للتأثر بشكل كبير جراء قطع التبادل التجاري مع طرف بعينه.كما ان الصادرات التركية إلى الاحتلال مثل مشتقات البترول لا تتطلب عمالة كثيفة وبالتالي لن تتأثر هذه الصناعات كثيرا في حين أنه سيضر الاحتلال لأن القرار التركي يوقف التبادل التجاري بالكامل بما في ذلك الواردات.وفي موازاة ذلك أعلنت وكالة (ستاندرد آند بورز) رفع التصنيف الائتماني لتركيا درجة واحدة من “B” إلى “B+” بعد 11 عاما وأبقت التوقعات عند “إيجابية”.وعلق وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك على أن النتائج الإيجابية للبرنامج الاقتصادي لبلاده انعكست على قرارات تصنيفها الائتماني.وقال شيمشك ان “التوقعات الإيجابية للتصنيف لدى ستاندرد آند بورز وفيتش وموديز تبشر باستمرار زيادات التصنيف” مضيفا “نحن مصممون على الارتقاء بالثقة ببلدنا إلى أعلى مستوى من خلال برنامجنا الذي نواصل تعزيزه وتنفيذه”.(النهاية)ا ع س /