الخيمة الخضراء تناقش جديد العلم والطب في عون الصائمين

الدوحة في 28 مارس /قنا/ دعا مجموعة من الأطباء وعلماء الدين من قطر، ومختلف دول العالم المشاركين في الخيمة الخضراء إلى ضرورة اتباع الصائمين المرضى للتعليمات الموصى بها، والتي من شأنها المحافظة على صحتهم، لافتين إلى أهمية الصيام كونه أصبح إحدى الطرق الجديدة لعلاج عدد من الأمراض.

 

وناقش المشاركون في الندوة الثانية التي نظمها برنامج “لكل ربيع زهرة” تحت عنوان”جديد العلم والطب في عون الصائمين المرضى”، الأمراض التي جلبتها المدنية المعاصرة وأثرها على الصائم، وتسخير مستجدات الطب الحديث لعلاج والتخفيف من آثار أمراض الشيخوخة، كما تطرقوا إلى الرخص الشرعية والمحاذير الطبية وخطورة تجاهلها، والآثار النفسية المترتبة على عدم صوم المريض.

وأشار المشاركون إلى أهمية الصيام في حالات الأمراض المزمنة المتعلقة بالشيخوخة، مع ضرورة اتباع الإرشادات العلاجية والوقائية، والتي من بينها الغذاء الصحي المتوازن والمليء بالخضروات والفواكه لتحفيز الخلايا المناعية، وكذلك ممارسة الرياضة المتوازنة، مشددين على أهمية قيام المريض باستشارة الطبيب ليتعرف على إمكانية صومه من عدمه دون وقوع أي ضرر على صحته، خاصة وأن الرخصة الشرعية تعتمد على رأي الطبيب وحسب الحالة الصحية للمريض.

 

وشدد المشاركون على مخاطر إهمال توصيات الأطباء، والأثر السلبي لذلك على صحة الصائم، مبينين طرق مواجهة الآثار النفسية المترتبة على عدم صوم المريض، ومنها اهتزاز ثقتهم بأنفسهم عند إجبارهم على الإفطار، لذا يجب إقناعهم بأن دين الإسلام، يعنى بالفرد في صحته وسقمه، في حياته ومماته، في طفولته وهرمه.

ولفتوا إلى أن معظم الأنظمة الصحية الحديثة بدأت تركز على الصيام كنوع من العلاج لبعض الأمراض، نظرا لفوائده على الجسم ودوره في إعادة بناء الخلايا، إذ أن صوم الخلايا له مردود على الجهاز المناعي، وبالتالي يمكنه من مقاومة الأمراض، موضحين أن ذلك يرتبط بضرورة الالتزام بنظام غذائي متوازن، مع التقليل من السكريات والإكثار من شرب السوائل والبعد عن التوتر.

 

وأوضحوا أن الصيام له فوائد كثيرة حتى في وجود الفيروسات، خاصة حينما تكون هذه الفيروسات خفيفة وليس لها تأثير حاد على المريض الصائم، بينما في حالة الأمراض الحادة التي تستدعي دخول المستشفى فلابد من عدم الصيام، والأخذ بالنصيحة الطبية كما أكد على ذلك علماء الدين الذين حذروا من الأثر النفسي السيء للمسلم في حالة إفطاره، بسبب المرض.

واستعرض المتحدثون في الندوة الأحكام الشرعية للصوم والإفطار لجميع المرضى، مشيرين إلى أن العلماء حرموا الصوم في حالة وقوع ضرر على المريض جراء الصوم، وخاصة في حالة المرض الذي يسبب ألما، أو في حالة أن يكون الصيام سببا لزيادة المرض، أو يؤخر الشفاء… وأكدوا على أن الإسلام جاء ليحافظ على النفس البشرية ويحفظها من أي أضرار جسدية أو نفسية، كما أجمع العلماء على أن للمريض عذرا يبيح له الفطر.

وأوضحوا أن المريض مرخص له الإفطار في رمضان، ولكن الكثير من المسلمين يشعرون بالحرج من الأمر، وأن المسلم الذي لا يستطيع الصيام بسبب المرض أو السن عليه دفع كفارة عن كل يوم، بينما المريض الذي يرجى شفاؤه فيفطر وعليه القضاء، بينما يجب على المريض الإفطار إذا كان الصوم يؤخر شفاؤه.

 

وفي هذا الصدد أوضح الدكتور سيف بن علي الحجري، رئيس برنامج /لكل ربيع زهرة/، أن هذه النسخة المتجددة من الخيمة الخضراء، تضم نخبة من المفكرين والعلماء والأطباء، للحديث عن جديد العلم والطب في عون الصائمين المرضى، معتبرا أن هذه القضية جزء من التحديات لمن ابتلاهم الله سبحانه وتعالي ببعض الأمراض المستعصية التي تتعارض مع الصيام، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي الحنيف أباح إتيان الرخصة الشرعية المتاحة بالنسبة للمرضى كنوع من التخفيف عليهم، فضلا عن وجود نصائح طبية تخفف عن هؤلاء المرضى للمحافظة على صحتهم.