الرئيس المصري والعاهل البحريني يتفقان على تكثيف جهود وقف التصعيد بالأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة

الرئيس المصري والعاهل البحريني يتفقان على تكثيف جهود وقف التصعيد بالأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقةالقاهرة – 17 – 4 (كونا) — اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة اليوم الاربعاء على ضرورة التكثيف والتشجيع “الفوري” لجهود إيقاف التصعيد سواء في الأراضي الفلسطينية أو على المستوى الإقليمي.واكد السيسي في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ملك البحرين عقب مباحثات جرت بينهما في قصر الاتحادية العمل على دفع الأطراف إلى انتهاج العقلانية والحلول الدبلوماسية والتخلي عن الحلول العسكرية وتصورات “الغلبة والنفوذ والهيمنة”.وشدد على ضرورة السماح للجهود المخلصة الهادفة للسلام بالنجاح وفتح مسار بديل لشعوب ودول المنطقة يحمل أملا بمستقبل توحد فيه شعوب ودول المنطقة جهودها من أجل الرخاء والتنمية.وقال إن اجتماع اليوم جاء في وقت بالغ الدقة وشديد الخطورة نتيجة الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة واستمرار السقوط المروع لآلاف المدنيين الأبرياء “لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب لهم إلا أنهم يتواجدون في أراضيهم ويتشبثون ببيوتهم وأوطانهم ويطمحون إلى العيش بعزة وكرامة وإنسانية”.وتابع “نمر بلحظة فارقة دون شك سيتوقف عندها التاريخ لما تشهده من استمرار الاستخدام المفرط للقوة العسكرية في ترويع المدنيين وتجويعهم وعقابهم جماعيا لإجبارهم على النزوح والتهجير القسري في ظل مشاهدة عاجزة من المجتمع الدولي وغياب أي قدرة أو إرادة دولية على إنجاز العدالة أو إنفاذ القانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني أو حتى أبسط مفاهيم الإنسانية”.ولفت الرئيس السيسي إلى أنه ناقش مع الملك حمد بن عيسى جهود مصر والبحرين والجهد العربي المشترك للتعامل مع هذا الوضع غير القابل للاستمرار ووضع حد له والأهم ضمان عدم تكراره.وقال ان ذلك يكون من خلال العمل على توحيد الإرادة الدولية لإنفاذ وقف “فوري ومستدام” لإطلاق النار في قطاع غزة ووقف كل محاولات التهجير القسري أو التجويع أو العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.واشار في هذا الاطار الى النفاذ الكامل والمستدام والكافي للمساعدات الإنسانية للقطاع مع الانخراط الجاد و”الفوري” في مسارات التوصل لحل سياسي عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإنفاذ دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والاعتراف الدولي بها وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.ولفت الرئيس السيسي إلى أن مصر حذرت كثيرا ليس فقط من تبعات تلك الحرب السياسية والأمنية والإنسانية المباشرة على الأشقاء في فلسطين المحتلة.واشار الى مما ستجره تلك الحرب لا محالة من اتساع للصراع وامتداد حتمي لدعوات التصعيد والانتقام وإدخال المنطقة في دائرة من العنف والعنف المضاد فتتسع دائرته لتلتهم دون رحمة أي أمل لشعوب المنطقة في سلام وحياة مستقرة آمنة.واضاف أن المنطقة شهدت على مدار الأشهر القليلة الأخيرة تبعات بالغة لاستمرار هذه الحرب حيث تمتد نيرانها إلى مختلف أنحاء المنطقة فأصبحت المنطقة أمام وضع إقليمي بالغ التوتر والخطورة يضع أمن واستقرار ومستقبل شعوب المنطقة موضع تهديد حقيقي وجاد.وقال الرئيس السيسي إنه ناقش مع ملك البحرين “تفصيلا هذه التطورات الإقليمية المقلقة وتصورات التعامل معها في إطار ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وشعوبها ضد مختلف المهددات وعدم ترك مصائرها لإرادة دعاة الحروب في إطار أولوية الأمن العربي المشترك الذي نعتبره كلا لا يتجزأ.ومن جانبه قال ملك البحرين انه ناقش مع الرئيس السيسي عددا من القضايا ذات الأولوية والأهمية لتعزيز العمل العربي المشترك وخاصة ما يتعلق بضرورة تنفيذ قرارات وقف إطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية والحاجة إلى مسار سياسي نحو سلام عادل ودائم في المنطقة على أساس حل الدولتين وقبول فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة لينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.وأوضح أنه تم أيضا بحث جدول أعمال القمة العربية ال33 التي سوف تستضيفها البحرين خلال شهر مايو المقبل وضرورة التوصل بصورة عاجلة إلى سياسة واضحة لوقف التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط وضمان السلام والأمن والاستقرار الإقليمي.وأعرب عن ثقته التامة في أن نتائج مباحثاته المثمرة مع الرئيس السيسي “بما تميزت به من عهد صادق لدعم الجهود الجماعية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة ستجد طريقها نحو التنفيذ الذي آن أوانه كي تنال الأجيال القادمة حقها من العيش الكريم والحياة الآمنة”.وجدد ملك البحرين دعم المملكة لجهود مصر ومواقفها الثابتة ودورها التاريخي المستمر من أجل نشر السلام ودعم الاستقرار الإقليمي والعالمي.(النهاية)ع ف ف