دولة قطر تشارك في أعمال الدورة الـ 49 لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي في نواكشوط

نواكشوط في 16 مارس /قنا/ شاركت دولة قطر في أعمال الدورة الـ(49) لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي التي تعقد بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.

ومثل دولة قطر في أعمال الاجتماع سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.

ووجه سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمة دولة قطر خلال الاجتماع، الشكر الجزيل لحكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية على حسن الضيافة والإعداد والتنظيم الناجح لأعمال الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية، وشكر جمهورية باكستان الإسلامية على تنظيمها المتميز لأعمال الدورة السابقة، وسعادة السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وطاقم العمل على حسن الإعداد والتنظيم لأجل إنجاح أعمال هذه الدورة.

وأعرب سعادته عن تضامن دولة قطر مع الأشقاء في كل من تركيا وسوريا، الذين لا يزالون يعانون من آثار كارثة الزلزال.

وقال سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية: “إن دولة قطر قدمت المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لهم، وستستمر في تقديم المزيد.. وندعو الدول الأعضاء لتقديم المزيد من الدعم لجهود الحكومة التركية من أجل تجاوز آثار هذه الكارثة، وتقديم المساعدات للشعب السوري الشقيق”.

وأضاف سعادته “إن هذه الدورة تنعقد في ظل تحديات معقدة يشهدها العالم بسبب الأزمات السياسية والنزاعات وتعثر جهود تحقيق التنمية المستدامة وأزمة الأمن الغذائي وتفاقم أزمة المناخ واستمرار تأثر الدول بتبعات جائحة كورونا”.

وتابع سعادته: تؤكد دولة قطر دائما على أهمية إعطاء الأولوية لمساعدة الدول النامية، وفي المقدمة منها الدول الإسلامية، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة كونها المفتاح للاستقرار السياسي والاجتماعي والازدهار، لافتا إلى أن دولة قطر تعتز بمواصلة دورها الفاعل في إعلاء قيم ومبادئ التعاون والشراكة والتضامن في مساعدة الدول والشعوب والمجتمعات التي تعاني من الأزمات الاقتصادية، والنزاعات، والفقر، والديون.

وأشار إلى استضافة دولة قطر، في بداية شهر مارس الجاري، لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، والذي شهد مشاركة رفيعة المستوى من مختلف دول العالم، حيث أفضى إلى الإعلان عن التزامات مالية تزيد على 1.3 مليار دولار على شكل هبات واستثمارات وقروض ومساعدات ومشاريع تنموية ودعم تقني، مع التركيز على تنفيذ برنامج عمل الدوحة وإعلان الدوحة السياسي المتضمن مجالات التعاون في المجال الإنمائي والحد من تبعات الأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية في الدول الأقل نموا خلال السنوات العشر القادمة.

ولفت سعادته إلى أنه تزامنا مع مؤتمر الدول الأقل نموا افتتح في الدوحة، في الرابع من مارس الجاري، بيت الأمم المتحدة والذي يضم مكاتب اثنتي عشرة منظمة دولية تغطي أنشطتها بناء السلام ومكافحة الإرهاب والتنمية والدعم الإنساني. ومن المتوقع أن تنضم منظمات دولية أخرى إلى بيت الأمم المتحدة في الدوحة.

ونوه إلى أن دولة قطر تبذل جهودها من خلال رئاستها للمجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي في البحث المستمر لتطوير حلول تكنولوجية وبحثية تساعد الأنشطة الزراعية على تحقيق الأمن الغذائي ومعالجة التحديات البيئية والاستدامة، من خلال الاستفادة من الطاقة المتجددة وتقنيات معالجة المنتجات الثانوية، وإعادة تدوير المخلفات واستخدام المياه المعالجة والتقدم في تقنيات المراقبة، والذكاء الاصطناعي، وعبر عن إشادة دولة قطر بالإعلان عن تحديد، يوم 11 ديسمبر من كل عام، يوم منظمة التعاون الإسلامي للأمن الغذائي.

وأعرب سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية عن فخر دولة قطر بصفتها أول دولة إسلامية استضافت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وبالنجاح الباهر للبطولة التي عمقت، عبر مشاركة أكثر من مليون مشجع ومئات الملايين من المتابعين عبر العالم، من تفاعل الحضارات والثقافات وأبرزت الثقافة الإسلامية بأبهى صورها وعززت صورة دولة قطر وكرم شعبها وقيمها الإسلامية.

وقال سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية:” إن القضية الفلسطينية تبقى هي القضية المركزية الأولى للأمتين العربية والإسلامية، وتشدد دولة قطر على مواقفها الداعمة لجميع الجهود الدولية الهادفة للتوصل لحل القضية الفلسطينية”، وتابع قوله: “نعبر عن إيماننا بأن السلام العادل والشامل والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين وتقرير المصير، وإنهاء الاحتلال غير القانوني وعمليات الاستيطان غير الشرعية، وقيام دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وتنفيذا لقرارات الشرعية الدولية، علاوة على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري”.

وأضاف سعادته “من هذا المنطلق، ندين الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين، ونشدد على أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي واستفزازا لمشاعر المسلمين، مع رفضنا للمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية المحتلة”.

وأكد إدانة دولة قطر بأشد العبارات تصريحات وزير المالية الإسرائيلي التي دعا فيها إلى محو بلدة فلسطينية، قائلا: كذلك ندين عمليات العدوان المتكررة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وخطط توسيع المستوطنات غير المشروعة.

وعبر سعادته عن ترحيب دولة قطر بالبيان المشترك الصادر عن المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية، بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإعادة فتح سفارتيهما وتفعيل عدد من الاتفاقيات الثنائية، قائلا:” تأمل دولة قطر أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة وعلى منظمة التعاون الإسلامي”.

وذكر سعادته: أن دولة قطر تعرب عن تضامنها العميق مع الشعب الصومالي الشقيق، وتجدد دعمها له للخروج من محنة شبح المجاعة بسبب التصحر والقحط اللذين ضربا الصومال ضمن الآثار والتداعيات السلبية لأزمة التغير المناخي، مجددا تأكيد دولة قطر على دعمها ومساندتها للأشقاء في الصومال لمواجهة التطرف والإرهاب، والتحديات الأمنية، وبناء الدولة.

وأوضح سعادته بأنه في إطار مواصلة جهودها المتعددة والمشهودة في دعم ومساندة الشعب الأفغاني، تدعو دولة قطر الدول الأعضاء كافة، والمجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب الأفغاني الشقيق، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية والأمنية والحقوقية التي يعيشها، مع الالتزام الكامل بالمبادئ والمعايير الإنسانية الدولية خلال الاضطلاع بجهود الاستجابة الإنسانية والإنمائية في أفغانستان.

وتابع سعادته:” كما ندعو حكومة تصريف الأعمال إلى مراجعة قراراتها المتعلقة بتقييد حقوق النساء والفتيات، ووجوب مراعاتها التزاماتها القانونية الدولية بشكل دقيق وكذلك عليها اتباع سياسات اقتحامية إزاء مشكلة المخدرات في أفغانستان”.

وشدد سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية على أن دولة قطر تبذل مساعيها الحثيثة للإسهام في الحل السلمي للنزاعات والذي يعد من أولوياتها، وقد قبلت التوسط لحل الأزمة التشادية انطلاقا من كونها وسيطا موثوقا ومحايدا في النزاعات الدولية، حيث تؤمن دولة قطر بأن التصالح الحقيقي بين أطياف الشعب التشادي هو الضمانة الأكيدة لاستدامة السلام والاستقرار وبناء دولة القانون والتنمية في تشاد ويشكل الاتفاق التمهيدي خطوة أولى في طريق المصالحة التشادية.

وأشار سعادته إلى أن لدولة قطر دورا رائدا في منع ومكافحة الإرهاب والتطرف والحد من الآثار المترتبة على هذه الظواهر في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن دولة قطر تواصل في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة من خلال التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الأطراف، وذكر أن دولة قطر ومؤسساتها ساهمت في دعم العديد من المبادرات والمراكز التي تهدف إلى مكافحة الإرهاب، لافتا إلى استضافة دولة قطر المركز الدولي للرؤى السلوكية لمكافحة الإرهاب، والمكتب المعني بالمشاركة البرلمانية في منع ومكافحة الإرهاب، التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، في بيت الأمم المتحدة الذي تم افتتاحه مؤخرا.

وتمنى سعادته أن يحقق الاجتماع إنجازات مشهودة في سياق توحيد الجهود للتصدي بشكل جماعي للتحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية وتعزيز تضامنها، قائلا:” نؤكد من جديد التزام دولة قطر بالوفاء بتعهداتها في تعزيز أواصر الوحدة والتضامن بين الدول الأعضاء في المنظمة وشعوبها”.