قطر وأوزبكستان .. علاقات متميزة وآفاق اقتصادية واعدة

الدوحة في 05 يونيو /قنا/ في إطار استراتيجية دولة قطر التي أرساها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والقائمة على مد الجسور وبناء أوثق الروابط وأقوى العلاقات مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، وصل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى اليوم إلى مدينة سمرقند في زيارة دولة لجمهورية أوزبكستان وذلك ضمن جولة في عدد من دول آسيا الوسطى.

وقد كان في مقدمة مستقبلي سموه بمطار سمرقند الدولي، فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان.

ومن المتوقع أن تشهد زيارة سمو الأمير المفدى لجمهورية أوزبكستان إجراء مباحثات وتوقيع اتفاقيات تهدف إلى دعم وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، بما يخدم أهداف وتطلعات ومصالح البلدين وشعبيهما الصديقين.

وتمهد زيارة سمو الأمير إلى الانتقال بعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين إلى آفاق رحبة، وانفتاح على قطاعات جديدة وواعدة، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، والشراكات الاستثمارية الطموحة.

وقد تأسست العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة وطشقند في نوفمبر 1997م، بالتوقيع على بروتوكول لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين على مستوى السفراء، ومنذ ذلك التاريخ عملت حكومتا البلدين على وضع الأسس والمبادئ المشتركة لعلاقتهما وفقا للقانون الدولي وحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة.

وتجمع البلدين علاقات طيبة ومتميزة على المستويات كافة، بما فيها السياسية، الأمر الذي يفتح الأبواب أمام تطويرها تجاريا واقتصاديا.

وقد شهد التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإنسانية تطورا متسارعا خلال السنوات الأخيرة؛ بفضل رغبة وحرص قيادتي البلدين على ترسيخ وتعزيز هذ العلاقات، وتطويرها في المجالات كافة، بما يخدم الطموحات والمصالح والأهداف المشتركة، والأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وتحرص القيادتان القطرية والأوزبكية على التعاون القائم على المصالح المتبادلة في شتى المجالات، لا سيما في إطار المنظمات الإقليمية والدولية، بما فيها منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة وغيرها، وتتطلع القيادتان لإقامة تعاون شامل وطويل الأمد، وتطوير العلاقات الثنائية القائمة على مبادئ الاحترام المتبادل.

وفي السابع من مايو الماضي ‏‎افتتح سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، في طشقند، مقر سفارة دولة قطر لدى جمهورية أوزبكستان.

وقال سعادته في كلمة بهذه المناسبة: إن افتتاح السفارة يأتي تنفيذا لرغبة قادة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية والتقارب بين الشعبين، وحرصا من دولة قطر على استكمال مسيرة مد جسور التعاون والإخاء للإسهام في تعزيز العمل معا، وفي إطار التعاون الدولي والمتعدد الأطراف.

وبدوره ، أكد سعادة السيد بختيار سعيدوف، وزير الخارجية بجمهورية أوزبكستان، في كلمة له، أن افتتاح سفارة دولة قطر في طشقند حدث تاريخي، ويفتح صفحة جديدة في العلاقات الودية بين البلدين، معربا عن ثقته في الاستمرار بتطوير علاقات الشراكة طويلة الأمد بين الشعبين الصديقين في جميع المجالات ذات الأولوية.

وقال سعادة وزير الخارجية بجمهورية أوزبكستان: إن دولة قطر شريك مهم ووثيق وواعد لبلاده في الشرق الأوسط والخليج العربي، خاصة أن الروابط التاريخية والحضارية التي تربط شعبي أوزبكستان وقطر تخدم اليوم أساسا قويا لعلاقاتهما المتبادلة، معربا عن ترحيب بلاده بدخول وتوسيع الاستثمارات والشركات والمؤسسات القطرية في سوقها، ومؤكدا استعدادها لاستخدام الفرص والإمكانيات، واتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة في هذا المجال.

وقد عقدت في العاصمة الأوزبكية طشقند في السابع من مايو الماضي ‎الجولة الثالثة للمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في دولة قطر وجمهورية أوزبكستان، و‎ترأس الجانب القطري سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، بينما ترأس الجانب الأوزبكي سعادة السيد بهرام علاييف نائب وزير الخارجية،‎ وجرى خلال جولة المشاورات السياسية استعراض علاقات التعاون الثنائي، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وتنظم العلاقات القطرية – الأوزبكية مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في العديد من المجالات، وقد أسهمت الزيارات المتبادلة بين البلدين وعلى مختلف المستويات من جانب كبار المسؤولين والوفود التجارية والاقتصادية في تطوير العلاقات وزيادة التنسيق بينهما في المجالات: السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والطبية وغيرها، ومن أبرز هذه الزيارات زيارة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، لطشقند في يونيو عام 2021، حيث استقبله فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان، وجرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون الثنائي وسبل دعمها، لا سيما في مجالات العلاقات الدبلوماسية، والاستثمارات، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.

وفي سياق الزيارات الرسمية بين البلدين، زار الدوحة في فبراير الماضي من جمهورية أوزبكستان، سعادة السيد سردار عمرزاقوف رئيس الجهاز الرئاسي، وسعادة السيد بختيار سعيدوف وزير الخارجية، كما زار الدوحة في مايو الماضي سعادة السيد لزيز كودراتوف وزير الاستثمار والصناعة والتجارة بجمهورية أوزبكستان، ودعا لإطلاق منتدى أعمال قطري – أوزبكي يقام في طشقند أو في الدوحة، ويتم خلاله استعراض الفرص الاستثمارية، ومناقشة تسهيل تبادل الاستثمارات، وغيرها من الأمور التي تسهم في زيادة التعاون التجاري بين البلدين، وأشاد المسؤول الأوزبكي خلال اجتماعه مع سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، رئيس غرفة قطر، بالعلاقات المتميزة بين بلاده وقطر، وحرص البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، واستعرض كودراتوف مناخ الاستثمار في أوزبكستان والتطورات الإيجابية التي شهدها الاقتصاد الأوزبكي خلال السنوات الأخيرة، لافتا إلى أن العديد من الشركات الكبرى من مختلف دول العالم بدأت تأتي إلى أوزبكستان وتستثمر في قطاعات متنوعة.

كما زار الدوحة سعادة السيد فرقت صديقوف نائب وزير خارجية جمهورية أوزبكستان آنذاك، ودعا أصحاب الأعمال والمستثمرين القطريين إلى الاستثمار في بلاده، التي قال إنها تزخر بالكثير من الفرص في قطاعات الطاقة والزراعة والسياحة والبنية التحتية.

وفي هذا السياق، شاركت دولة قطر في أعمال النسخة الثانية لمنتدى طشقند الدولي للاستثمار، الذي عقد في أبريل الماضي على مدار يومين، وترأس وفد دولة قطر سعادة السيد سلطان بن راشد الخاطر وكيل وزارة التجارة والصناعة.

وعلى هامش أعمال المنتدى، اجتمع فخامة الرئيس الدكتور شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان، وسعادة السيد لزيز كودراتوف وزير الاستثمار والصناعة والتجارة في أوزبكستان مع سعادة وكيل وزارة التجارة والصناعة، وجرى خلال الاجتماعين استعراض الموضوعات ذات الاهتمام المشترك؛ بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في قطاعات التجارة والاستثمار والصناعة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المنتدى.

وسلط سعادة السيد سلطان بن راشد الخاطر، خلال الاجتماعين، الضوء على السياسات الاقتصادية الناجحة التي أرستها دولة قطر لدعم القطاع الخاص، مبينا الحوافز والتشريعات والفرص الواعدة المتاحة في الدولة، والهادفة لتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال، وأصحاب الشركات على الاستثمار في دولة قطر.

وفي خطاب له أمام المنتدى قال فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان: إن الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها بلاده عززت مكانتها كبلد يتمتع بأعلى تنوع اقتصادي في آسيا الوسطى، وإن المستثمرين الأجانب سيجدون فيه كل ما يحتاجه قطاع الأعمال من حيث السلام والاستقرار والضمانات الموثوقة، مضيفا أنه تم خلال عام واحد إنشاء حوالي 100 ألف شركة جديدة في أوزبكستان، ووصل الحجم السنوي للاستثمار الأجنبي إلى 10 مليارات دولار، أو ثلاثة أضعاف ما كان عليه عام 2017، وقال: إنه بدعم من المستثمرين الأجانب، تم إنشاء آلاف الشركات الحديثة، وتنفيذ مشاريع كبرى، وخلق مئات الآلاف من الوظائف الجديدة عالية الأجر، مشيرا إلى أنه منذ بداية الإصلاحات لتحسين مناخ الأعمال في أوزبكستان، تم انتشال حوالي مليون شخص من براثن الفقر، مؤكدا أن بلاده قامت بتسريع الإجراءات الخاصة بانضمامها لمنظمة التجارة العالمية.

وأوزبكستان جمهورية إسلامية غير ساحلية تقع في آسيا الوسطى، تبلغ مساحتها 447.400 كيلومتر مربع، ويتجاوز عدد سكانها ستة وثلاثين مليون نسمة، وتحتل موقعا متميزا بوسط آسيا، ما يجعلها بوابة مهمة لسوق تضم أكثر من 300 مليون مستهلك، وكان اقتصاد تلك الدولة فيما سبق يعتمد بشكل أساسي على تصدير السلع، خاصة القطن والذهب والغاز والنفط، لكن رؤية رئيس الدولة للمستقبل تخطط لتنوع أكبر بكثير.

وتضاعف الاستثمار الدولي في أوزبكستان عشرة أضعاف في السنوات الست الماضية، وأدت الإصلاحات الحكومية الواسعة، التي بدأت في عام 2017، إلى فتح الاقتصاد، وجذب رأس المال الأجنبي إليها، كما أن عدد المستثمرين الذين ينقلون أعمالهم إليها آخذ في الازدياد.

ويعد اقتصاد أوزبكستان واحدا من أفضل اقتصادات العالم أداء في السنوات الأخيرة، وتشكل الاستثمارات الحكومية وصادرات الغاز الطبيعي والذهب والقطن القوة الرئيسية الدافعة للنمو الاقتصادي.