كأس آسيا تحت 23 عاما.. التأهل إلى الأولمبياد وقود المنافسة في البطولة القارية

الدوحة في 12 أبريل /قنا/ تحظى بطولة كأس آسيا تحت 23 عاما في نسختها السادسة التي تستضيفها الدوحة خلال الفترة من 15 إبريل الجاري إلى 3 مايو المقبل، باهتمام استثنائي، كونها تتعدى حدود التنافس القاري التقليدي، إلى العالمية حيث إنها مؤهلة إلى مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية الصيفة باريس 2024.

ويشير تاريخ البطولة إلى تباين كبير في التعامل مع نسخها المختلفة، ذلك أن بعضها كان يحمل الصيغة التنافسية القارية البحتة لأعلى بطولات الاتحاد الآسيوي على مستوى الفئات العمرية، فيما أخذت نسخ أخرى بعدا أولمبيا جعل منها من أهم المعتركات القارية، في سباق نحو بلوغ مسابقة كرة القدم عالمية، في تأكيد واضح على أن المقاعد الأولمبية تشكل الوقود الأساسي للمنافسة، برسم البحث عن منجز حقيقي بعيدا عن شعارات إعداد جيل جديد لبناء روافد للمنتخبات الأولى.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد أطلق البطولة وفق بعد تنافسي قاري لا أكثر، وتجسد ذلك من خلال النسخة الأولى التي أقيمت في سلطنة عمان عام 2013 والتي لم تحظ بالاهتمام الذي تجده حتى بطولات الفئات العمرية الأخرى التي ينظمها الاتحاد القاري على غرار الناشئين والشباب اللتين تحملان بعدا عالميا باعتبارهما مؤهلتين إلى نهائيات كأس العالم تحت 17 عاما ومونديال تحت 20 عاما، لتمر النسخة الأولى دون ترك أي صدى في القارة.

وجاء قرار الاتحاد الآسيوي باعتماد كأس آسيا تحت 23 عاما بطولة مؤهلة إلى الأولمبياد في الأعوام التي تشهد إقامة المنافسات الأولمبية، ليمنح البطولة بعدا مختلفا وزخما كبيرا، تجسد واقعا خلال النسخة الثانية التي استضافتها الدوحة عام 2016 وشهدت تنافسا قويا بين المنتخبات المشاركة، سعيا للحصول على المقاعد الثلاثة المؤهلة إلى أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية صيف العام نفسه، حيث حشدت منتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية أفضل لاعبيها خصوصا ممن ينشطون في دوريات أوروبية من أجل بلوغ الأولمبياد، وهو ما تحقق بعدما توج المنتخب الياباني بطلا والمنتخب الكوري وصيفا، فيما لم يحالف التوفيق المنتخب القطري الذي شارك بجيل استثنائي، عندما خسر البطاقة الثالثة لصالح المنتخب العراقي.

وعادت البطولة لتبتعد عن الصخب في النسخة الثالثة التي أقيمت في الصين عام 2018 جراء غياب حوافز التأهل، فتم التعامل معها على أنها مناسبة لمنح الفرصة للاعبين يمكن الاستفادة منهم في النسخة الموالية 2020 والتي تحظى بالأهمية الكبيرة كونها حملت صفة التأهيل إلى مسابقة كرة القدم في أولمبياد طوكيو 2020 ، فغابت منتخبات الصفوة في القارة الآسيوية خصوصا اليابان وكوريا الجنوبية، عن طليعة نسخة الصين التي شهدت تنافسا أقل حدة، ما سمح لمنتخبات غير مرشحة للوصول إلى أدوار متقدمة والمنافسة على الكأس، ليحصد المنتخب الأوزبكي اللقب، وحل المنتخب الفيتنامي وصيفا له، علما بأن المنتخبين لم يبلغا الأولمبياد من قبل، فيما اكتفى المنتخب القطري المتأهل مرتين من قبل إلى الأولمبياد، بالمركز الثالث، وجاء المنتخب الكوري الجنوبي في المركز الرابع.

وجاءت النسخة الرابعة من كأس آسيا تحت 23 التي أقيمت في تايلاند عام 2020 بشكل مغاير تماما على المستوى التنافسي، وشهدت صراعات قوية في ظل بحث المنتخبات المشاركة عن التأهل إلى مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المنتخب الياباني كان قد حجز مقعده مبكرا بصفته المستضيف في طوكيو 2020، لتظفر منتخبات كوريا الجنوبية والسعودية وأستراليا بالبطاقات الأولمبية الثلاث، فيما لم يقو المنتخب الأوزبكي بطل النسخة السابقة في الصين على الوصول إلى أبعد من المركز الرابع.

وفي النسخة الأخيرة التي استضافتها أوزباكستان عام 2022 ، قل الصخب بعدما شاركت منتخبات كبيرة مثل اليابان كوريا الجنوبية واستراليا بفرق تكاد تخلو من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية ممن يمكنهم المشاركة في البطولة، وفضلت تجربة لاعبين أقل عمرا لتهيئتهم للنسخة الحالية قطر 2024 التي ستدخلها بكامل قوتها من أجل التأهل الى أولمبياد باريس.. وفي نسخة أوزبكستان ظهر بطل جديد هو المنتخب السعودي، فيما حل المنتخب الأوزبكي وصيفا، وحل المنتخبان الياباني والاسترالي في المركزين الثالث والرابع تواليا .

ومع عودة التنافس على البطاقات الأولمبية في نسخة الدوحة 2024 التي باتت على الأبواب، فإن كل المؤشرات تؤكد بأن البطولة ستشهد تنافسا قويا جدا، خصوصا في ظل قرعة تنذر بمنافسة استثنائية منذ الأدوار الأولى، حيث ضمت المجموعة الأولى منتخبات قطر وأستراليا والأردن وإندونيسيا، وضمت المجموعة الثانية منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والصين والإمارات، وجاء في المجموعة الثالثة منتخبات السعودية والعراق وتايلاند وطاجيكستان، فيما ضمت المجموعة الرابعة منتخبات فيتنام والكويت وأوزبكستان وماليزيا.

وينذر صراع المجموعات ، بصدامات قوية في الدور ربع النهائي، بعد أن تم ربط المجموعة الأولى بالثانية، حيث يلتقي بطل المجموعة الأولى مع ثاني الثانية، وبطل الثانية مع صاحب المركز الثاني في الأولى، والأمر نفسه ينطبق على المجموعتين الثالثة والرابعة ما يفتح الباب أمام مواجهات محتملة بين المنتخبين القطري والاسترالي من جهة، مع الكوري والياباني من جهة أخرى، في ظل الترشيحات التي تمنح الفرق الأربعة أسبقية التأهل الى الدور الثاني عن المجموعتين الأولى والثانية، في حين أن هناك مواجهات محتملة أيضا بين منتخبات السعودية والعراق من جهة، مع اوزباكستان وفيتنام أو الكويت من جهة أخرى حسب هوية الفرق الأربعة المتأهلة عن المجموعتين الثالثة والرابعة، مع ابقاء قوس مفتوح أمام مفاجآت قد يشهدها الدور الأول .

وتحظى النسخة السادسة من كاس آسيا تحت 23 بميزة إضافية، تتمثل في زيادة حصة القارة الآسيوية من المقاعد الأولمبية، بوجود نصف مقعد إلى جنب المقاعد الثلاث المعتادة، حيث سيخوض رابع البطولة ملحقا بمواجهة منتخب غيينا رابع بطولة إفريقيا تحت 23، على أن يبلغ الفائز مسابقة كرة القدم في باريس 2024، الأمر الذي سيشكل دافعا إضافيا للمنتخبات المشاركة من أجل السعي لبلوغ المونديال في ظل وجود فرصة إضافية .