من/ رامي سميح.

أبوظبي في 28 مارس /وام/ توقع الدكتور سيدي ولد التاه، المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، أن يصل حجم تمويلات المصرف السنوية إلى 2.5 مليار دولار بنهاية العام 2024.

وأضاف ولد التاه، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن حجم التمويلات السنوية للمصرف يشهد زيادة متصاعدة ارتفاعاً من ملياري دولار في 2022 و2.23 مليار دولار في 2023.

وذكر ولد التاه أن نحو 30% من تمويلات المصرف خلال السنوات العشر الأخيرة تم تخصيصها لمشاريع التنمية المستدامة في القارة الأفريقية، موضحاً أن التمويلات مخصصة لنحو 44 دولة أفريقية من الدول غير الأعضاء في جامعة الدول العربية.

وأوضح أن هناك مبالغة في وصف وتقدير مستوي المخاطر في أفريقيا وهو ما تسبب في رفع نسبة الفائدة على التمويلات الممنوحة للقارة السمراء في الأسواق المالية العالمية سواء من خلال البنوك أو طرح السندات والصكوك.

وقال ولد التاه: “لاحظنا في بداية العام الجاري أن الدول الأفريقية التي لم يكن لديها إمكانية إصدار سندات في الأسواق العالمية خلال العامين الماضيين، نجحت في العودة مجددا إلى أسواق رأس المال”.

وأشار إلى أن جمهورية كوت ديفوار وساحل العاج وجمهورية بنين نجحت خلال الفترة الماضية في إصدار سندات مع حصولها على سعر فائدة معقول ومنطقي مقارنة مع التوقعات التي كانت تتحدث عن فائدة برقمين في السنوات الماضية.

وتوقع سيدي ولد تاه أن يتمكن عدد آخر من الدول الأفريقية من طرح سندات في الأسواق المالية العالمية خلال الأشهر القادمة، وهي عودة كانت منتظرة بعد توقف كامل خلال العامين الماضيين.

وقال المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، إن المصرف لديه سيولة كبيرة لكن رغم ذلك أصدرنا سندات اجتماعية تخدم القطاع الاجتماعي في أفريقيا وتركز على الدول التي تتعامل بعملة الـ “CFA” المرتبطة باليورو وأضاف أنه تم إصدار 500 مليون يورو وكانت هناك استجابة قوية من السوق مع حصولنا على 3 أضعاف المبلغ المطلوب.

وتوقع حسب الخطة التمويلية للمصرف أن يصدر المصرف سندات مرة أو مرتين سنويا حسب الظروف والاحتياجات التمويلية، مشيراً إلى أن الخطة الخمسية التاسعة للمصرف التي ستغطي الفترة 2025-2029 تتضمن آليات التمويل إضافة إلى الموارد الذاتية للمصرف.

وقال سيدي ولد تاه إن المصرف قد يصدر في المرات القادمة سندات مستدامة أو خضراء حسب الاحتياج.

ورداً على سؤال حول توقعاته للنمو الاقتصادي في القارة السمراء توقع نمواً في المتوسط بنسبة 4% خلال 2024، وأوضح أن هناك بعض الدول الأفريقية ستحقق أداء قوياً بنسب نمو قد تصل إلى 8% بينما هناك دول ستحقق معدلات نمو أقل”.

وأرجع النمو المتوقع لاقتصادات القارة السمراء إلى وصول العديد من المشاريع التنموية إلى مراحل الإنتاج، بالإضافة إلى الظروف المواتية للمواسم الزراعية في الدول الأفريقية والتي تبدو مبشرة حتى الآن، إلى جانب الأثر الإيجابي المتوقع للخفض المرتقب في أسعار الفائدة العالمية والذي بدأ يلوح في الآفاق.

وقال ولد تاه إن سوق الكاكاو يشهد طفرة كبيرة في أفريقيا لاسيما وأن 3 دول أفريقية تستحوذ على أكثر من 75% من الإنتاج العالمي من الكاكاو وهي ساحل العاج وغانا ونيجريا.

وذكر المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، أن المصرف لم يسجل أي خسائر من خلال عمله في القارة السمراء على مدار 50 عاماً، مشيراً إلى نجاح المصرف في ترسيخ علاقته مع الدول الأفريقية والاستجابة لاحتياجاتها التنموية مع التركيز بشكل رئيسي على المجالات الحيوية الداعمة لتلك الدول.

يذكر أن “البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا ” مؤسسة تمويل تنموي تأسست في عام 1974 من قبل 18 دولة عضوا في جامعة الدول العربية لتوفير تمويل تنموي مستهدف لـ 44 دولة أفريقية غير عربية في جنوب الصحراء.