استجابة لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة… الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام ٢٠٢٦
مجلس وزراء الإعلام العرب يختتم أعمال دورته الـ 55 بمقر الأمانة العامة بالقاهرة
مندوبا عن الملك والملكةالامير طلال يكرم الفائزين بجائزة الحسين لأبحاث السرطان
الدورة السابعة لملتقى التعاون العربي -الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيونتنعقد في الصين يومي 4 – 6 نوفمبر الحالي
الشارقة في 28 ديسمبر / وام / أعلن المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر 2026” عن عودة “برنامج عدسة العالم” الذي يجمع 6 مصورين و 6 مصورات بواقع مصور واحد ومصورة واحدة من كل قارة من القارات الست التي تشمل آسيا و أفريقيا و أمريكا الشمالية و أمريكا الجنوبية و أوروبا وأوقيانوسيا ،وذلك بهدف الاحتفاء بمشاريعهم الفنية الفوتوغرافية المحلية التي تحمل أبعاداً إنسانية وبيئية عالمية.
يخصص المهرجان منطقة “فضاء برنامج عدسة العالم” للمرة الأولى منذ انطلاقه في ركن “فضاءات” ضمن البنية الجديدة للنسخة العاشرة من المهرجان الذي ينظمه “المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة” في الجادة بالشارقة من 29 يناير حتى 4 فبراير المقبل تحت شعار “عقد من السرد القصصي البصري”.
ويقدم “فضاء برنامج عدسة العالم” هذا العام 120 عملاً فوتوغرافياً ضمن مشاريع المصورين المتأهلين تمثل سرديات بصرية متنوعة من الدفاع عن أراضي الشعوب الأصلية في كندا وغرينلاند إلى الحرب في غزة وأوكرانيا ومن غابات الأمازون إلى التحولات المتسارعة في المشهد الاجتماعي والطبيعي بالصين مما يتيح للجمهور فرصة نادرة لمعايشة العالم عبر 12 مشروعاً إبداعياً تمثل لغات وسرديات بصرية وأعمالاً فنية تتميز بأبعادها الإنسانية وهويتها الثقافية وحضورها العابر للحدود.
و قالت سعادة علياء السويدي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة إن “برنامج عدسة العالم” يعكس إيمان “اكسبوجر” بدور التصوير الفوتوغرافي كجسر للتواصل الثقافي والإنساني وتبادل المعرفة بين الثقافات ، وفي نسخته العاشرة خصص المهرجان “فضاء برنامج عدسة العالم” لتمكين الزوّار من استكشاف قصص مؤثرة وتجارب فريدة تكشف عن جماليات بصرية وتحديات إنسانية واجتماعية وبيئية من كل قارات العالم.
وأضافت من خلال “فضاء برنامج عدسة العالم” نؤكد على دور الشارقة كعاصمة ثقافية تُرحّب بالسرديات المتنوعة وتحترمها وتشاركها. فالأعمال التي يوثقها هذا الفضاء تتميز بتأثيرها البصري كما أنها توثق لحظات مهمة قد لا تتكرر وقصصاً قد لا تغادر نطاق مجتمعاتها المحلية وتحفظها من الضياع.
و يركز المشروعان اللذان تم اختيارهما للمشاركة في “فضاء برنامج عدسة العالم” من قارة آسيا على الأرض بوصفها ذاكرة حية للشعوب وعلى سبل البقاء في ظل نزاعات مستمرة ففي مشروع “النهر الأصفر” يتبّع المصور الصيني كيتشون تشانغ المعروف عالمياً بأعماله الوثائقية التي توثق تحولات المشهد الصيني مسار أحد أكثر أنهار الصين رمزية ويُبرز مشروعه الخسائر البيئية إلى جانب المرونة مقدّماً لوحة متكاملة حول شعب يوازن بين التاريخ والذاكرة الثقافية والحداثة المعاصرة.
أما في مشروع “خارج غزة” فتوثق المصورة الفلسطينية سمر أبو العوف تجارب المدنيين الجرحى في رحلة تلقي العلاج خارج القطاع نتيجة الأحداث الأخيرة في غزة ، وتركز أعمالها المنشورة في كبرى الصحف الدولية على الأبعاد الإنسانية لما خلفته هذه الأحداث كما تعرض واقع التعايش مع التغيرات الناتجة عنها.
ويناقش المشروعان المتأهلان للمشاركة من أفريقيا فكرة التهميش والكرامة والتعاون ففي مشروع “الخط الأمامي للدفاع عن الأرض: حراس غايا” توثق أعمال المصور النيجيري أويولا لوال حياة الرجال والنساء المهمشين اجتماعياً ودورهم الجوهري في حماية البيئة من خلال عملهم في ظروف عالية المخاطر ضمن أنظمة نادراً ما تعترف بمساهماتهم وجاء المشروع نتيجة وقت طويل أمضاه المصور في “أولوسوسون” أكبر مكب نفايات في إفريقيا موثقاً حياة العمال الذين يسهمون في التخفيف من الضرر البيئي عبر عمل يومي شاق.
ويأتي المشروع الثاني بعنوان “الذهب الأبيض” للمصورة المصرية أمينة قدوس ويرتبط بمدينة المحلة الكبرى القائمة على زراعة القطن المصري وأجيال عملت في النسيج حيث عمل جدها وأسس مصنعاً للغزل والنسيج في عام 1969 وواصل والدها العمل فيه لتشكل تلك الجذور العائلية أساس المشروع إذ يبحث “الذهب الأبيض” في المكان الذي تلتقي فيه الذاكرة الخاصة بالتاريخ الرسمي للقطن المصري الذي بدأ كمنتج استعماري مستورد واستوعبته الثقافة المصرية ليتحول إلى رمز وطني يتحدى سرديات الاستعمار.
وفي المشروعين المختارين من أمريكا الجنوبية تتحول الصورة إلى أداة مساءلة حيث يقدم أليساندرو سينكي الذي حصل على تقدير دولي واسع بفضل تحقيقاته المصورة حول الجور على البيئة مشروع “ثمن الأرض” وهو رحلة امتدت ثماني سنوات بين عمال استخراج المعادن في بيرو وتكشف أعماله تداعيات هذه العمليات من تلويث المياه والتسبب بأضرار صحية طويلة الأمد وتآكل هوية السكان الأصليين لشعوب الكيشوا في جبال الإنديز المستندة إلى آلهة الأرض “باتشاماما” والثمن الذي تدفعه الأرض تحت ضغط الطلب العالمي.
في حين يجمع مشروع “بورتريهات الأكوان المتعددة” بين الفنانة البيروفية آنا سوتيلو مع الفنانة والناشطة ساديث سيلفانو المتخصصة في تطريز “شيبيبو كينيه” وهو تصميم من الخطوط والأشكال الهندسية للسكان الأصليين من شعوب الشيبـيبو-كونيبو ويجمع المشروع بين التصوير والتطريز التراثي وبناء لغة بصرية تتحدى الفصل الاستعماري بين الفن والمعرفة والطبيعة مبرزة نظرة الشعوب الأصلية للعالم.
ومن قارة أمريكا الشمالية اختار المهرجان مشروعين رائدين للمشاركة في “فضاء برنامج عدسة العالم” الأول بعنوان “مقاومة ويتسويتن” وتوثق فيه المصورة الصحفية الكندية أمبر براكن المتخصصة بتغطية حقوق الشعوب الأصلية النزاع على ملكية الأراضي بين السكان الأصليين والحكومة في مقاطعة “كولومبيا البريطانية” أقصى الغرب الكندي كاشفة كيف تتصدع جسور التصالح بسبب التضارب بين تدخل الشرطة وحماية الأرض والقانون الموروث للسكان الأصليين.
ويأتي المشروع الثاني بعنوان “إيثاكا لا تلوح في الأفق” يتتبع المصور المكسيكي فيليكس ماركيز الصحفي الحائز على جائزة “بوليتزر” الهجرة عبر المكسيك بوصفها حالة حركة دائمة وليست مجرد رحلة تستهدف الوصول إلى وجهة معينة وتركز أعماله على الإرهاق والانتظار والضعف مقدمةً سرداً بصرياً إنسانياً عن النزوح بسبب العنف والمناخ والإقصاء.
و يستكشف المشروعان المتأهلان للمشاركة في “فضاء برنامج عدسة العالم” من قارة أوروبا صمود الهوية تحت الضغط البيئي والسياسي ففي مشروع “سيلا” يتابع المصور السلوفيني ومستكشف “ناشيونال جيوغرافيك” سيريل يازبيك شباب شعب الإنويت من السكان الأصليين في جزيرة أوماناق في غرينلاند وكيف يوازنون بين التقاليد التراثية والحياة الحديثة في بيئة قطبية تشهد تغيرات متسارعة ويدمج المشروع الذي امتد لعدة سنوات التصوير الفوتوغرافي والسينمائي لتوثيق المرونة والحزن والانتماء ومواجهة التغير المناخي.
ويحمل المشروع الثاني بعنوان “عندما ينجلي الدخان” وتوثق فيه المصورة سفيت جاكلين المقيمة حالياً في أوكرانيا حياة المدنيين بعيداً عن خطوط القتال مركزةً على ممارسات النجاة اليومية والمدارس التي أقيمت في ملاجئ تحت الأرض وعائلات تحتمي ليلاً وأطفال يلعبون بين الأنقاض في صورة تكشف استمرار الإنسانية حتى في ظل أهوال الحرب.
و في المشروعين المتأهلين من قارة أوقيانوسيا تصبح الأرض شاهدةً وإرثاً ففي مشروع “مكان مفقود” تضيء المصورة الأسترالية ألثيا كيسي التي حظيت أعمالها بتقدير دولي كبير على حرائق الغابات الكارثية في نيو ساوث ويلز بأستراليا ومن خلال مشاهد طبيعية ونماذج محفوظة في المتاحف تربط الدمار البيئي بتاريخ الاستعمار موثقة مشاعر الحزن والغضب والجماليات الضائعة.
وفي مشروع “خارج السياق” يقدم المصور جويل بنغويغي الذي يعمل بين أستراليا وأوروبا وجنوب شرق آسيا، تأملاً سينمائياً في المكان والسلالة والتهجير ويتنقل عبر مسارات مائية وجزر بركانية وشبكات حضرية وبيئات ساحلية ليستكشف كيف يتشكل الانتماء لا بالجغرافيا وحدها، بل بالذاكرة.
ولا يمكن للمصورين التقدم مباشرة للبرنامج فالمشاركة عن طريق الترشح حصراً حيث يقوم خبراء عالميون يتمتعون بمعرفة وخبرة معترف بها في مجال التصوير الفوتوغرافي بالتسجيل لترشيح المصورين المشاركين في “برنامج عدسة العالم”.