استنكار عربي وإسلامي واسع لجريمة إحراق نسخة من القرآن الكريم بالعاصمة السويدية

الدوحة في 22 يناير /قنا/ اجتاحت العالمين العربي والإسلامي، موجة غضب واستنكار عارمة بعد قيام أحد عناصر اليمين المتطرف في السويد بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم أمس، بدوافع عنصرية حاقدة معادية للإسلام دين السلام والوئام.

وأجمعت ردود الفعل على وصف هذه الجريمة النكراء بأنها استفزاز لمشاعر ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومؤشر على مستوى الكراهية المتصاعدة في بعض الدول الغربية للإسلام وأهله، وطالبت السلطات السويدية بتحمل مسؤولياتها وعدم إعطاء الضوء الأخضر لمثل هذه الاستفزازات الشيطانية.

وأثارت الحادثة غضبا واسعا بين أوساط المسلمين وإدانات من دول عربية وإسلامية، وفي هذا الإطار أدانت دولة قطر واستنكرت هذه الواقعة الشنيعة باعتبارها عملا تحريضيا، واستفزازا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم.

وأكدت الخارجية القطرية، في بيان بهذا الشأن، رفض دولة قطر التام لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين، والزج بالمقدسات في الخلافات السياسية، وحذرت من أن حملات الكراهية ضد الإسلام وخطاب الإسلاموفوبيا، شهدا تصعيدا خطيرا باستمرار الدعوات الممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم، ودعت في هذا السياق المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لنبذ الكراهية والتمييز والتحريض والعنف، كما أكدت على أهمية إعلاء مبادئ الحوار والتفاهم المشترك.

وجددت الوزارة، دعم دولة قطر الكامل لقيم التسامح والعيش المشترك، وحرصها على إرساء مبادئ الأمن والسلم الدوليين عن طريق الحوار والتفاهم.

وفي الرياض، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين، لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم. وأكدت الوزارة على موقف المملكة الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف.

وبدورها، استنكرت الكويت هذه الجريمة والتي من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم، وتشكل استفزازا خطيرا لهم. وفي تصريح نقلته وكالة الأنباء الكويتية، دعا وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة ونبذ كافة أشكال الكراهية والتطرف ومحاسبة مرتكبيها والعمل على عدم الربط بين السياسة والدين ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب ومنع أي شكل من أشكال الإساءة لكافة الأديان السماوية.

وفي مسقط، أعربت سلطنة عمان عن استنكارها الشديد لإقدام متطرفين في السويد على إحراق نسخة من المصحف الشريف، وإدانتها البالغة لمثل هذه الأعمال الاستفزازية لمشاعر المسلمين ومقدساتهم، وما تمثله من تحريض على العنف والكراهية. وأكدت وزارة الخارجية العمانية على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لترسيخ قيم التسامح والتعايش والاحترام وتجريم جميع الأعمال التي تروج لفكر التطرف والبغضاء وتسيء للأديان والمعتقدات.

كما دانت مصر هذه الجريمة ووصفتها بأنها “تصرف مشين يستفز مشاعر مئات الملايين من المسلمين في كافة أنحاء العالم”. وحذر بيان لوزارة الخارجية المصرية من مخاطر انتشار هذه الأعمال التي تسيء إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف. ودعت الخارجية المصرية إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومنع الإساءة لجميع الأديان ومقدساتها من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة التي تتنافى مع قيم احترام الآخر وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

كما دانت الخارجية التركية، بشدة، الحادثة، لافتة إلى أن هذا العمل الدنيء مؤشر جديد على المستوى المقلق الذي وصلت إليه أوروبا في معاداة الإسلام والعنصرية.

وقالت الرئاسة التركية إن سماح السلطات السويدية بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى سفارة أنقرة في ستوكهولم، تصرف يشجع على جرائم الكراهية ومعاداة الإسلام، مؤكدة أن الهجوم على القيم المقدسة ليس حرية بل همجية حديثة .

كما أعلن وزير الدفاع التركي إلغاء زيارة نظيره السويدي إلى تركيا التي كانت مقررة في 27 يناير الجاري على خلفية تقاعس السلطات السويدية عن اتخاذ إجراءات ضد احتجاجات مناوئة لتركيا، وإحراق نسخة من القرآن الكريم في ستوكهولم.

ودانت باكستان، حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد ووصفته بأنه “عمل لا معنى له واستفزازي ينم عن كراهية الإسلام”، وقالت إن مثل هذه الإجراءات لا يغطيها أي تعبير مشروع عن الحق في حرية التعبير أو الرأي، وحثت إسلام أباد المجتمع الدولي على إظهار “عزم مشترك” ضد الإسلاموفوبيا، وكراهية الأجانب، والتعصب والتحريض على العنف على أساس الدين أو المعتقد، والعمل معا لتعزيز الانسجام بين الأديان والتعايش السلمي.

واستنكر الجريمة كل من الأردن والمغرب ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، وحركة حماس ونائب رئيس الإدارة الروحية لمسلمي روسيا.

وكان اليميني المتطرف السويدي الدانمركي راسموس بالودان، زعيم حزب “الخط المتشدد” قد قام بحرق نسخة من القرآن الكريم قرب السفارة التركية في ستوكهولم أمس، وسط حماية أمنية مشددة وخلف حواجز معدنية نصبتها الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.

وفي عام 2020، أحرق أنصار بالودان مصحفا في مدينة مالمو السويدية، ما أثار احتجاجات عنيفة، وقد منع بالودان من دخول بلجيكا لمدة عام، ومن السويد لمدة عامين وطرد من فرنسا بعد أن أشار إلى نيته حرق مصحف في باريس، وأدين بالودان وحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ في الدنمارك في يونيو 2020 بسبب سلسلة من الجرائم بما في ذلك العنصرية والتشهير. ونتيجة لذلك، تم فصله من مهنته / المحاماة / لمدة ثلاث سنوات.

وفي أبريل من العام الماضي أثار إعلان بالودان قيامه “بجولة” في السويد لزيارة الأحياء التي تقطنها نسبة عالية من المسلمين لإحراق نسخ من المصحف فيها، أعمال شغب في مختلف أنحاء السويد.

وتأسس حزب “الخط المتشدد” السويدي من قبل بالودان عام 2017، وهو معروف بالعديد من مقاطع الفيديو المعادية للإسلام على موقع يوتيوب، ويطالب حزبه بحظر الإسلام وترحيل جميع طالبي اللجوء غير الغربيين.