الأرشيف والمكتبة الوطنية يستضيف أمسية رمضانية عن الخيول وفن التشوليب

أبوظبي في 29 مارس/ وام / استضاف الأرشيف والمكتبة الوطنية في مجلسه الرمضاني الأمسية الثالثة التي نظمها بالتعاون مع جمعية الإمارات للخيول العربية، وتضمنت محاضرة عن “الخيول العربية القديمة في أبوظبي” وتعريفاً بفن التشوليب الذي كان الفرسان يؤدونه قديماً.

جاء ذلك بحضور الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، والشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، والشيخ زايد بن طحنون بن زايد آل نهيان، وعدد كبير من أصحاب المعالي والسعادة.

وقال سعادة عبدالله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية إن مجلس الأرشيف والمكتبة الوطنية أصبح نافذة أخرى يطل منها الجمهور على موروثنا في دولة الإمارات الذي نفخر به، وعلى ثقافتنا الشعبية العريقة، وذلك إيماناً من الأرشيف والمكتبة الوطنية بأهمية نشر العلم والمعرفة، وهذا ما يجعل أبناء مجتمعنا أقرب إلى ذاكرة الوطن التي يحفظها الأرشيف والمكتبة الوطنية ويتيحها للباحثين.

وأضاف: ” لقد سعدنا كثيراً بحضور الشيوخ الكرام وأصحاب المعالي والسعادة ونخبة من المثقفين والمهتمين بالخيول وبتاريخها العريق في منطقتنا، فالخيول هي من أبرز المفردات التراثية في بيئة الإمارات العربية المتحدة، ولا تزال تجد الاهتمام الكبير حتى يومنا هذا، وكثيراً ما نراها في الفعاليات الرسمية والمجتمعية، وتشارك في السباقات العالمية.

وأشار سعادته إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية أولى الخيول اهتماماً كبيراً، فأصدر موسوعة “العاديات” وهي أكبر موسوعة عربية عن الخيول، وهو يحتفظ بعدد من الوثائق التاريخية التي تتعلق بالخيول، وكثيراً ما يتوج إصداراته ودورياته ويرصعها بجوانب من فروسية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” رحمه الله”.

وبدأت الأمسية بفيديو قصير تضمن كلمة للمؤسس والباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” عن أهمية التراث ومنزلة الخيول في التراث الإماراتي، ثم بدأت المحاضرة بحوار بين المحاضر الأستاذ محمد علي المطروشي الباحث في مجال الخيول العربية، والأستاذ سعيد السويدي خبير الأنساب في الأرشيف والمكتبة الوطنية، والذي أشار إلى أن الخيول لها مكانتها عبر التاريخ، ويكفي أن الله سبحانه وتعالى قد أورد ذكرها في كتابه الكريم، وقال عنها النبي (ص): “الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة”، ثم توجّه إلى المحاضر بسؤال عن أنساب الخيول الأصيلة في جزيرة العرب، وعن أصول الخيل وأنسابها، فقال المطروشي: “ يحفظ العرب أنساب خيولهم كما يحفظون أنسابهم، فهي جزء لا يتجزأ من حياتهم، وهي من الأشياء النفيسة لديهم، وكان شيوخ العرب وملوكهم يتهادونها بينهم. وقد عثر أثناء التنقيبات الأثرية في منطقة مليحة في الشارقة على لجام مصنوع من الذهب الخالص مدفون في أحد القبور”.

وعن أنساب الخيل وسلالاتها قال: “كانت الخيول تنسب لآبائها، ومؤخراً صار العرب ينسبونها لأمهاتها وهذا ما يعرف بالرسن”. وأشار المحاضر إلى أسطورة خراب سد مأرب وهروب الخيول الخمسة، وقد عرف منها ثلاثة خيول أصيلة، وهي الكحيلة والصقلاوية والعبيّة.

وكان للمحاضرة وقفة مهمة مع الحصان المرادي وهو من أعرق خيول آل نهيان، وحصان ربدان الذي أهداه شريف مكة مع غيره من الخيول إلى الشيخ زايد بن خليفة حاكم أبوظبي “آنذاك” ومن خيول آل نهيان العبيّة والدهمة التي صورها الرحالة بورخارت، وحصان شويمان الذي كانت له صورة محفوظة في أرشيف الرحالة أوبنهايم.

بعد ذلك تحولت الأمسية إلى فن التشوليب، وقد تحدث عنه الموسيقار طارش بن خميس الهاشمي، مشيراً إلى أنه الفن الذي يؤديه الفرسان وهم على ظهور الخيل، إذ يرددون أبياتاً شعرية ارتجالية بطريقة معينة، تبث روح الحماس عند الفرسان وترفع روحهم المعنوية، واليوم يؤدى هذا الفن بالمناسبات الوطنية والرسمية والاجتماعية.

وأكد أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” قد أولى هذا الفن اهتماماً كبيراً، وهو من الفنون التي يجب المحافظة عليها.

وأشار الموسيقار الهاشمي إلى أن الشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للخيول العربية قد وجّه بتشكيل فرق تبحث في جذور هذا الفن، وبزيارة الأشخاص الذين كانوا يؤدونه، وقد تم جمع 40 إلى 50 قصيدة في هذا المجال، وتم تدوين هذه القصائد، والألحان الموسيقية لفن التشوليب.

واختتمت الأمسية بجولة في قاعة الشيخ زايد بن سلطان في الأرشيف والمكتبة الوطنية، والتي تعرض صفحات مهمة من تاريخ الإمارات وتراثها العريق بأسلوب تقني حديث.