المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية بميلان يستشرف مستقبل اللغة في ظل الذكاء الاصطناعي

الشارقة في 15 أبريل / وام / اختتمت فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للغة والثقافة العربية في مدينة ميلان الإيطالية التي أقيمت برعاية هيئة الشارقة للكتاب ونظمتها كلية العلوم اللغوية والآداب الأجنبية ومركز أبحاث اللغة العربية بالجامعة الكاثوليكية تحت عنوان “اللغة والذكاء الاصطناعي : قيد للماضي أم أفق للمستقبل” في خطوة تعكس روح الرسالة الثقافية العالمية لإمارة الشارقة وتؤكد رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إبراز دور اللغة العربية كجسر للتواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب.

حضر الفعاليات كل من سعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب وماريو كريستينا جاتي مدير مركز بحوث اللغة العربية في الجامعة وسعادة محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون والدكتور امحمد صافي المستغانمي ، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة ، فيما شارك في جلسات المهرجان 35 باحثاً من 18 دولة منها 9 دول عربية هي: دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والعراق والمغرب ولبنان وسوريا والجزائر واليمن وفلسطين، إضافة إلى حضور تركيا لأول مرة، كما استضاف المهرجان 12 أكاديمياً وأستاذاً جامعياً من الجامعة الكاثوليكية بإيطاليا.

وسعت الدورة السابعة من المهرجان إلى استكشاف تقاطعات الذكاء الاصطناعي مع اللغة والثقافة العربية حيث سلطت الضوء على محاور رئيسية تشمل “أخلاقيات وتشريعات الذكاء الاصطناعي” ودوره كمترجم يعبر الحدود اللغوية وكشاعر ينظم القصائد وكروائي ينسج الحكايات.

كما ركز المهرجان على تأثير الذكاء الاصطناعي على تعليم اللغة وتطبيقاته في لغة التواصل الاجتماعي وناقش “دور الذكاء الاصطناعي في قطاع البحث العلمي والفلسفة” وإمكانياته في “إعادة هيكلة التراث العربي” مع التركيز على “تأثيره في اللغة والفنون” بما يُعزز من مكانة العربية كلغة حية تتفاعل مع التقنيات الحديثة.

وكان سعادة أحمد بن ركاض العامري قد أكد في كلمة رئيسة في حفل افتتاح المهرجان أن الاعتزاز باللغة الخاصة هو اعتزاز بكل اللغات إذ يعد تنوّع اللغات ضرورة لتنوع الثقافات ولا يمكن تخيل العالم بلغة واحدة لأن هذا يعني أن تفقد الثقافات الكثير من الجمال ومحفزات التعلم والاكتشاف، مسلطاً الضوء على المشروع الكبير الذي يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وهو المعجم التاريخي للغة العربية الذي صدر منه حتى اليوم 67 مجلداً تغطي 15 حرفاً من حروف اللغة العربية الـ28.

من جانبه قال الدكتور وائل فاروق مدير المهرجان: “ إن المشاركين في دورة هذا العام طرحوا أفكاراً حول موضوع ‘اللغة والذكاء الاصطناعي.. قيد للماضي أم أفق للمستقبل‘ ، كما شهدت الجلسة الافتتاحية التي قدمها ماريو كريستينا جاتي مدير مركز بحوث اللغة العربية في الجامعة إطلاق أول ترجمة إيطالية لشعر المعلقات الذي يعد من أشهر النصوص الكلاسيكية في تاريخ الشعر العربي وهي ترجمة قامت بتقديمها جولاندا غواردي وتقدم قراءة شعرية للشاعر والمترجم العراقي كاظم جهاد بمناسبة صدور ديوان له باللغة الإيطالية ”.

وخصص المهرجان جلسات حول رقمنة اللغة العربية والذكاء الاصطناعي والخيال والذكاء الاصطناعي والترجمة بمشاركة الدكتور امحمد صافي مستغانمي ، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة الذي استعرض تجربة الإمارة في جمع ونشر أكبر معجم تاريخي للغة العربية كمثال ناجح للرقمنة.

وطرح المترجمون محمد حقي سوشين وسمير جريس ونجلاء والي تساؤلات حول قدرات الذكاء الاصطناعي كمترجم للنصوص الأدبية ودور مترجمي الأدب في عصر الذكاء الاصطناعي وسبل استفادة الترجمة الأدبية من الذكاء الاصطناعي.